تنطلق أعمال خلوة الحوار اليوم، على مدى ثلاثة أيام، وسط سقوف منخفضة التوقعات، دفعت بعض أقطاب الخلوة الى إبلاغ «المستقبل» بأن جلسة الحوار ستنعقد ولكن لا أفق ملموساً يمكن البناء عليه سوى محاولة غير مضمونة النتائج سيقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه برّي للتوصّل الى توافق حول قانون الانتخاب، في ظلّ انسداد واضح وصريح حول ملف الاستحقاق الرئاسي.

خلوة الحوار التي عرض الرئيس سعد الحريري أجواءها مع كتلته النيابية أمس، ومن ثم في لقاء مع رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط في بيت الوسط بعد «عشاء حواري» مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي في عين التينة أول من أمس، تلتئم اليوم بحضور كامل أقطابها بجدول أعمال معروف يمكن أن يخرقه نقاش حول ملفّين: موازنة 2017 والنفط.

جعجع

على أن «ثلاثية الحوار» ليست أحسن حالاً بالنسبة الى غير المشاركين فيها، وخصوصاً رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الذي رأى أن المرحلة «بلا أفق» محلياً وإقليمياً. وقال في لقاء مع مجموعة صحافيين أمس إن الصورة «واضحة بالنسبة إلينا ومفادها أن إيران و»حزب الله» لا يريدان انتخاب رئيس للجمهورية وأزيد على ذلك أنهما لا يريدان انتخاب النائب ميشال عون رئيساً». أضاف: «ثمة حلّ وحيد ممكن وإن كان غير مضمون وهو السعي لانتخاب عون». ورداً على سؤال عمّا إذا كان يضمن عون في حال وصوله الى قصر بعبدا قال: «الدستور هو الضمانة لأن الصلاحيات محدّدة وواضحة وكل شيء منوط بالغالبية النيابية».

أضاف جعجع: «بصرف النظر عن الشخص نحن ذهبنا في خيار عون لأننا وجدنا فيه الحلّ الممكن والوحيد ولو لم نتخذ هذا الخيار لكان انتخب النائب سليمان فرنجية خلال أسابيع مع التذكير باتصال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند به بعد دعم ترشيحه من النائب سعد الحريري». لكنه أوضح أن الحريري «لا يمكن أن يُلام ولم يبادر من منطلق رفض انتخاب رئيس قوي بدليل أنه كان أول مَن فكّر بدعم ترشيح عون، لكن المسؤول عن عدم انتخاب الجنرال هو «حزب الله» الذي لم يضغط على حلفائه لانتخاب عون. هذا الأمر لا يمكن أن نطلبه من الحريري وإنما من «حزب الله» الذي هو حليف عون».

ورفض جعجع اللجوء الى خيار رئاسي ثالث «لأن رئيس تسوية يعني أن لا وجود لرئيس جمهورية».

عيد الجيش

من جهة أخرى، حلت مناسبة عيد الجيش في الأول من آب لهذا العام كما في العام الذي سبقه، بمرارة وغصة، تزامناً مع استمرار تغييب رأس الجمهورية، الذي اعتاد الجيش أن يقيم احتفالاته بحضوره وبرعايته، حيث يقلد السيوف للضباط الجدد، ومع بقاء عدد من العسكريين اللبنانيين المخطوفين في أيدي تنظيم «داعش» الإرهابي، واستبدلت باحتفالات رمزية في بيروت والمناطق، في حين أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي في «أمر اليوم» الذي وجّهه الى العسكريين، «أنكم حميتم وما زلتم تحمون لبنان، لبنان صيغة العيش المشترك، التي أرسى دعائمها اتفاق الطائف، وحافظتم على سيادة الوطن ومكانته الإقليمية والدولية«. وأشاد عدد من الوزراء والنواب والسياسيين بـ»الجيش ودوره في حماية الوطن، ومواجهة القوى الإرهابية على الحدود»، آملين «حل قضية العسكريين المخطوفين وعودتهم سالمين الى أهاليهم ومؤسستهم العسكرية». كما ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في المناسبة، قداساً في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، مذكراً بـ»الغاء احتفال تقليد السيوف للضباط للمرة الثالثة على التوالي بسبب شغور سدة الرئاسة».