عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ..
يصادف اليوم 1 آب عيد الجيش اللبناني وفي 3 آب يتمّ الغياب عامه الثاني، سنتان من اللوعة والشوق، سنتان قضاهُما أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «داعش» في البحث عن سُبل إعادة أبنائهم.
محمد يوسف، إبراهيم مغيط، خالد حسن، حسين عمار، مصطفى وهبي، علي المصري، علي الحاج حسن، سيف ذبيان وعبد الرحيم اللويس، هذه هي أسماء العسكريين التسعة لدى داعش، لم يبقَ من ذكرى إختطافهم سوى تلك الصور اليتيمة، تحملها الأمهات الثكالى، معتاشون من فُتاتِ الذكريات الجميلة التي أمضوها معهم.
دخلت قضية الخطف عامها الثالث، وعملية البحث عن طرف الخيط، أو ثغرة في الجدار، مستمرّة، بحسب ما يسمعه الأهالي من تطميناتٍ موسمية، والنتيجة ماذا؟ ع الأرض يا حكم!
ففي الذكرى الثانية على إختطاف أبنائهم وعشيّة عيد الجيش إحتشدوا يصرخون: «أعيدوا لنا الحياة... بدنا ولادنا، تركونا نتنفّس»، «صرلنا أكثر من سنة ما منعرف شي عن العسكريين، والأفظع أن الدولة ما بتسأل عنهم إذا نحنا ما طالبناها، كأنو الشباب كانو عم يتسلوا بعرسال لما إنخطفوا».
هي صرخات قليلة بالنسبة لأهالي العسكريين بعد أن سيطر الغضب على إنفعالاتهم، فبالنسبة لهم أصبح الوضع لا يُحتمل لأن الدولة تتصرف وكأن القضية إنتهت.
إنها «الكرامة» إذاً، فأهالي العسكريين المخطوفين بالأمس كانوا يبحثون عن كرامتهم، فكتبوا على صور أبنائهم سنتين.. وين كرامتنا؟
وقد تحدّث حسين يوسف بإسم الأهالي، فأكّد أنهم لم يسمعوا إلّا «ما في شي لهلّق»، فسأل: «مَن المسؤول؟»، مناشدًا قائد الجيش العماد جان قهوجي: «أيها القائد الأب، إنّ عيد الجيش منقوصٌ اليوم، فهل يحتفل الأبُ بعيده وولدُه مفقودٌ ومذلول؟ رجالنا وشرفاؤنا في الأَسر وكرامتنا تُداس وعزَّتنا جُرحت وكبرياؤنا خُدش».
من هنا.. وكما قال أهالي العسكريين كيف يُمكن لنا أن نحتفل بالعيد أو نتشارك فرحته والقلق على مصيرهم يحزّ في نفوسنا كالسكين؟
فالعيد الحقيقي يكون بعودتهم سالمين فقط.
بين آب اللهّاب ولهيب جحيم الإنتظار، يدخل الأهالي الشهر الأوّل من العام الثالث على خطف أبنائهم، فكم بعد عليهم الإنتظار؟