يؤكد زوار زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، في الساعات القليلة الماضية، أنه ما زال على تفاؤله بتقدم حظوظه الرئاسية، وبقرب انقلاب المعادلة لمصلحته، استناداً إلى معطيات لديه، لا يفصح أمامهم عنها بالكامل.

ويجيء تأكيد هؤلاء الزوار، استمرار تفاؤل العماد عون، غداة زيارة المرشح المنافس للرئاسة رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية لرئيس البرلمان نبيه بري، وعلى رغم التصريحات التي أدلى بها إثرها، مؤكداً أنه لن ينسحب من سباق الرئاسة ولو بقي معه نائب واحد، وأن لا صحة لما أشيع بأنه ينوي الانسحاب، نافياً أن يكون أبلغ وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت باستعداده للانسحاب. ومع ذلك، يرد زوار عون استمراره بتفاؤله بأن حظوظه متقدمة في الرئاسة، إلى عوامل عدة منها:

1- أن فرنجية «حفظ خط الرجعة بموازاة دعوته للنزول إلى البرلمان ليتم التصويت، حين قال إن الرئيس سعد الحريري لا يغير رأيه (في دعمه) من دون التفاهم على كل شيء مع الذين اتفق معهم»، ومن ثم قوله إنه «إذا حصل توافق وإجماع وطني على شخص آخر لن يقف أمامه». ويعتبر زوار عون أن فرنجية دعا بهذا الكلام الحريري إلى إبلاغه بأي قرار يأخذه يقضي بتأييده العماد عون، وإلى التشاور معه في هذا الصدد.

2- أن أوساط العماد عون، حسبما أبلغ زواره، ما زالت تعوّل على التحول المرتقب في موقف الحريري في اتجاه تأييد الجنرال استناداً إلى إشارات بلغته من وزير الداخلية نهاد المشنوق عن أنه يؤيد انتخاب عون في تسوية على الرئاسة للخلاص من الفراغ الرئاسي، وأن المشنوق قال هذا الكلام أمام نواب من «التيار الحر» نقلوه إلى عون، وأن مستشار الحريري غطاس خوري أيضاً أبلغ نواباً عونيين الاستعداد للبحث في دعم خيار عون، وتحدث عن «ضمانات» مطلوبة في شأن الحكومة المقبلة.

3- أن محيط الجنرال ما زال على المعطيات التي استند إليها قبل أسابيع، بأن مسؤولين أميركيين سيسعون إلى لعب دور مع دول مؤثرة لدفع «المستقبل» إلى نقل تأييده من فرنجية إلى زعيم «التيار الحر».

في المقابل تستند الأوساط المتشائمة بإمكان حصول خرق في الشغور الرئاسي، إلى معطيات مقابلة كالآتي:
1- أن فرنجية حين زار بري غداة عودته من الخارج وتأكيده على أنه مستمر في ترشحه لو بقي معه نائب واحد، ينطلق من اقتناعه بأن عدد النواب المؤيدين له يناهز السبعين نائباً، وأنه قطع الطريق على انسحابه حين قال إن لا أحد يمون عليه بذلك، وإن لا الأمين العام لـ «حزب الله» ولا الرئيس السوري بشار الأسد سيطلبان منه هذه الخطوة، كما أن إعلانه ذلك من مقر بري، وأنه متفق معه مئة في المئة، دليل على أن بري لم يغير موقفه غير المؤيد لعون، فهو أتبع ذلك بالقول أن لا معطيات أو مؤشرات جديدة لديه حول الرئاسة، قاصداً التأكيد مواربة أنه على تأييده لفرنجية.

لا اهتمام بلبنان
2- أن الإشارات التي يطلقها الوزير المشنوق هي وجهة نظره الخاصة، بدليل أن نواباً في «المستقبل»، من أحمد فتفت إلى عمار حوري وسمير الجسر وعاطف مجدلاني... كرروا التأكيد أن فرنجية مازال مرشح «المستقبل» وهم ما كانوا ليعلنوا ذلك من دون التنسيق مع الحريري. وتقول أوساط في «المستقبل» إن المشنوق أحرق المراحل وقام باجتهاد شخصي في التعبير عن وجهة نظره في شأن تأييد الجنرال... الذي يجب ألا يركن إلى كلامه أو يقرأ بعض ما ينقل إليه في شكل مجتزأ من بعض نوابه، من محيطين بالحريري.

3- في الجهود الخارجية من أجل إنهاء الشغور الرئاسي، تؤكد مصادر سياسية لبنانية متصلة بالدول الغربية المعنية بلبنان، وأخرى ديبلوماسية غربية أيضاً، أن هذه الدول عند موقفها من دعوة اللبنانيين إلى الاتفاق، وآخرها البيان الصادر في هذا الشأن عن مجلس الأمن. وتؤكد المصادر الغربية أن على الفرقاء اللبنانيين أن يقتنعوا بأن المجتمع الدولي ليس منخرطاً بأكثر من دفع اللبنانيين إلى التفاهم، لأن دوله غير مهتمة بصوغ تسويات حول الوضع اللبناني، فهو ليس أولوية، لأنه لا يشكل مشكلة بالنسبة إليها قياساً إلى أولويتها في مواجهة الإرهاب و «داعش»، وهمها محاصرة تداعيات الأزمة السورية عليه.
الحياة