الاول من آب عيد الجيش يمر حزيناً ايضاً هذه السنة، اذ تغيب الاحتفالات المرافقة له وتخريج الضباط الجدد وتسليمهم السيوف، في غياب رئيس للبلاد يرأس هذه المراسم. ويمر أيضاً حزيناً مع استمرار اختطاف عدد من العسكريين لدى تنظيم "داعش" منذ الثاني من آب 2014، في ظل انقطاع المفاوضات لمعرفة مصيرهم. وكما أفادت "النهار" قبل يومين، فان امكان اعادة التواصل والتفاوض يبقى ممكناً في الايام المقبلة مترافقاً مع عودة اهالي العسكريين التسعة الى التحرك في ساحة رياض الصلح.
وفي معلومات "النهار" من رئيس مؤسسة "لايف" المحامي نبيل الحلبي ان المفاوضات التي بدأها اقتصرت على ثلاثة لقاءات قبل أن تجمد المؤسسة نشاطها. وقال: "اجتمعت بالوسيط ثلاث مرات خارج لبنان، وتضمنت الاطمئان الى حياة الأسرى، ووفق الوسيط ان العسكريين على قيد الحياة عدا واحداً هو عبد الرحيم دياب. ولم نتدخل في أسباب الوفاة أو مكان العسكريين، لكننا طلبنا في الاجتماع الثاني ما يؤكد صحة كلام الوسيط كفيديو أو صورة حديثة، فردوا بشروط لذلك". وأضاف: "اصرارنا على الاثبات كان جراء المعلومات المتضاربة التي كانت تصل الى الأهالي بأن ابناءهم استشهدوا أو أنهم بخير، لهذا لم نأخذ كلام الوسيط على محمل الجد إلا بتقديم الدليل القاطع".
على صعيد آخر، علمت "النهار" ان الجيش اللبناني سيتسلم هذا الاسبوع معدات أميركية جديدة لتعزيز إمكاناته في مكافحة الارهاب وهي الحرب التي يخوضها منذ سنوات وكان آخر فصولها في بلدة القاع اللبنانية حديثاً.
الحوار
سياسيا، لبنان على موعد مع ثلاثية الحوار التي تبدأ غداً، وتنتهي الخميس، في ظل توقعات لعدم تمكنها من احراز اي تقدم. وعلمت "النهار" ان الرئيس نبيه بري كثّف أمس إتصالاته تحضيراً للحوار واستقبل ليلاً الرئيس سعد الحريري، في محاولة تدارك الانعكاسات التي تركتها مواقف الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الاخيرة على الأجواء. وقد تلقى بري إتصالاً من قيادة الحزب في شأن الظروف المحيطة بالخطاب. وقالت مصادر وزارية لـ"النهار" إن الاجواء بعد خطاب نصرالله ورد الحريري عليه عكست استمرار الاشتباك الاقليمي وارتفاع وتيرة حدته بما لا يساهم في اشاعة أجواء حوارية، بل ان الردود زادت الامور تعقيداً.
ولم تستبعد مراجع ان تنعكس الاجواء المتشنجة على الملفات الحكومية المطروحة كما على الاستحقاقات الداهمة مثل مسألة تعيين قائد للجيش مع إقتراب إنتهاء الولاية الممددة للعماد جان قهوجي.
وفي هذا المجال، علمت "النهار" أن التوجه بات نهائياً لدى وزير الدفاع الى تمديد الولاية مرة أخرى على رغم الاعتراضات القوية لـ "التيار الوطني الحر"، والتي نقلها رئيس "التيار" جبران باسيل الى رئيس الوزراء تمام سلام مهدداً بتحويل الحكومة الى تصريف الاعمال إذا تم التمديد لقهوجي.
في المقابل، أكد الرئيس بري انه ماض في الحوار وقال: "يجب على هؤلاء ان يعلموا اننا أمام آخر الفرص المهمة جداً والحساسة في هذا التوقيت". وينطلق هنا من مسألة ان لا قدرة لأي جهة على إجراز أي تقدم في الملفات العالقة التي تناولتها السلة أو بالاحرى بنود الحوار من دون المرور عبر المتحاورين.
في غضون ذلك، وجهت مجموعة من ناشطي المجتمع المدني رسالة الى هيئة الحوار الوطني مما فيها "إنّ الساعين، بطريقة أو بأخرى، صراحةً أو مواربةً، إلى إلغاء اتفاق الطائف وتعديل الدستور، من طريق مؤتمر تأسيسي جديد لصيغة العيش اللبناني المشترك، إنما يطالبون بإلغاء أو تعديل شيء لم يطبّق حقاً في أيّ وقت، وينادون بشيء آخر ليس من شانه أن يضع البلاد إلا على حافة حرب أهلية جديدة، وخصوصاً في ظلّ الفوضى المستحكمة بمصائر شعوب المنطقة العربية، والتشويش المسيطر على عقول معظم الطبقة السياسية اللبنانية، بالإضافة إلى عجزها المُهين عن الاستجابة لبديهياتٍ دولتيّة ودولية".
وفي الشارع تحركت مجموعات من الحراك المدني منذ السبت وستستمر في تحركها المرافق لاجتماعات الحوار الوطني خلال الايام الثلاثة المقبلة مطالبة باعتماد النسبية في قانون الانتخاب النيابي العتيد.
"التيار الوطني الحر"
وشهد أمس الاحد تطوراً سياسياً تمثل في اجراء الانتخابات التمهيدية لـ"التيار الوطني الحر" لاختيار مرشحيه للانتخابات النيابية وسجل سابقة في تاريخ الاحزاب اللبنانية، خصوصاً انها أجريت وفق آلية الدائرة الفردية وهي آلية تسمح بتحقيق تمثيل حقيقي للناخبين. ولوحظ ان المحازبين في الاشرفية اقترعوا لنائب رئيس الحزب الوزير السابق نقولا صحناوي وللقيادي المفصول من الحزب زياد عبس بالنسبة نفسها تقريباً، واعتبرت تلك الاصوات لاغية.