لنفترض جدلا ان الرئيس سعد الحريري، وبالرغم من التصريحات الاخيرة للنائب سليمان فرنجية، قام بعملية "خلط جديدة للاوراق" فسحب تأييده ترشيح الاخير لرئاسة الجمهورية ونقله الى الجنرال ميشال عون، استنادا الى "سلة كاملة متكاملة" يتم طبخها على يدي الرئيس نبيه بري، وتتضمن الاتفاق على الرئاستين الاولى والثالثة، وعلى تشكيل حكومة العهد الاولى، وعلى قانون جديد للانتخاب بإدارة حكومة يرأسها الحريري، ولا تكون في خطوطها العريضة مختلفة عن الحكومة الحالية، ويكون التمديد لقائد الجيش الحالي جان قهوجي لثلاث سنوات اضافية جزءاً من الصفقة!
يقال إن "افكارا" من قبيل ما تقدم يجري تداولها بين المعنيين بالملف الرئاسي محليا لم ترقَ بعد الى مستوى الصفقة، ولكنها موضوعة على الطاولة، والحديث بشأنها قائم بجدية، ومن دون تسرع. وبالرغم من ان كل المعطيات الراهنة تشير الى ان الشغور الرئاسي مستمر في المرحلة المقبلة، لكن دروس التاريخ تعلمنا انه متى تسارعت الاحداث فإن شيئا كبيرا يمكن ان يحصل في زمن قياسي. هل صحيح ان عون يعرض على الحريري رئاسة الحكومة في مقابل الرئاسة الاولى؟ نعم هذا صحيح، واكثر من ذلك يريد عون ان يوحي للحريري انه الباب الوحيد المضمون الذي يمكن ان يلجه الحريري للعودة الى السرايا الكبيرة ! ويوحي ايضا انه حتى لو وصل سليمان فرنجية الى الرئاسة فإنه قد لا يكون قادرا على ضمان عودة الحريري الى رئاسة الحكومة. واذا تمكن من العودة فإن عون سيعمل المستحيل ليحوّل حكومة يرأسها الحريري الى جحيم من دون ان يتمكن فرنجية صاحب الكتلة النيابية المتواضعة حاليا من حمايتها!
بالطبع هناك من يضيف الى بنود "الافكار" المتداولة، موضوع النفط الذي يدرك الرئيس بري والجنرال عون انهما غير قادرين وحدهما على "فكفكة" عقده الكثيرة.
كلام كثير يجري تداوله، وما يعزز تفاؤل البعض بقرب وصول عون الى بعبدا مواقف النائب وليد جنبلاط الاخيرة التي اعتبر فيها ان الرئاسة اهم من الاسماء، بمعنى انه لا يهم من يصل، المهم ملء الشغور، لانقاذ البلاد من الانهيار المتسارع ! بعض الذين كانوا يعتبرون ان بري متمسك بتأييده فرنجية يضعون فكرة "السلة" التي طرحها لتكون مدار بحث في الاسبوع المقبل على طاولة الحوار، في سياق ايصال عون الآن، وضمان فرنجية في العهد المقبل!
لماذا عون اليوم، وفرنجية غدا؟ لان عون متقدم في السن، وكل الطبقة السياسية تعتبر انه لو وصل الى الرئاسة لن يكمل الولاية! اكثر من ذلك الكل يعتبر ان عون رئيسا، سيكون رئيسا بروتوكوليا، وان صهره الوزير جبران باسيل سيكون الرئيس الفعلي للبنان! وربما هذا ما يعقد امر وصول الجنرال الى بعبدا. فالنادي السياسي يفضل التعامل مع سليمان فرنجية على جبران باسيل لاسباب كثيرة، اهمها ان الاخير وبالرغم من حصده مناصب كثيرة في كنف عون، لا يزال يعتبر دخيلا على النادي السياسي الحقيقي في لبنان!
في مطلق الاحوال، ستنطلق جلسات "السلة" في مطلع الاسبوع المقبل، وسنرى اتجاه الريح!
الرئاسة : هل التفاؤل في مكانه ؟
الرئاسة : هل التفاؤل في مكانه ؟علي حمادة
NewLebanon
مصدر:
النهار
|
عدد القراء:
874
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro