حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس من إنه إذا ثبت أن العملية الإنسانية الروسية في حلب حيلة، فإن ذلك سيعرض للخطر التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا في شأن الحل السياسي لإنهاء الحرب الأهلية السورية، بينما عرضت الامم المتحدة الاشراف على "الممرات الانسانية" التي أقامها النظام السوري الى الاحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب للسماح لنحو 250 الف مدني بالخروج منها.
وقال كيري إنه إذا ثبت أن العملية الإنسانية الروسية في حلب حيلة، فإن ذلك سيعرض للخطر التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا في شأن الحل السياسي لإنهاء الحرب الأهلية السورية.
وأعلنت روسيا وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد الخميس "عملية إنسانية" في قطاع من حلب تحاصره قوات المعارضة تشمل فتح "ممرات آمنة" كي يتسنى للمواطنين الفرار من أهم معاقل المعارضة في سوريا.
بيد أن الولايات المتحدة تخوفت من الخطة، وأشار مسؤولون أميركيون إلى أنها قد تكون محاولة لإفراغ المدينة من سكانها ولحمل المقاتلين على الاستسلام. ووصفت المعارضة الخطة بأنها تشبه التهجير القسري.
وأجاب كيري عن سؤال لأحد الصحافيين في مستهل اجتماع مع نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان: "إذا كانت حيلة فإنها تحمل مخاطرة تدمير التعاون تماماً". وأضاف: "من ناحية أخرى إذا تمكنا من حل الأمر اليوم والتوصل إلى تفهم كامل لما يحصل ثم التوصل إلى اتفاق في شأن سبل المضي قدما فإن ذلك يمكن أن يفتح فعلاً بعض الاحتمالات".
وسئل هل يعتقد أن العملية خدعة، فأجاب: "يساورنا قلق عميق من التعريف وقد تحدثت مع موسكو مرتين خلال الساعات الـ24 الأخيرة".
ولاحظ أنه "من المحتمل جداً أن تكون تحدياً، ولكن لدينا فريق يجتمع اليوم يعمل على ذلك وسوف نتبين ما إذا كانت حقيقية أم لا. نحن ببساطة لا نعرف ... ولن نعرف ذلك تمام المعرفة إلا بعد أن ننتهي من المحادثات اليوم".
ولم يوضح كيري ما إذا كانت المحادثات جارية، كما لم يحدد مع من تحدث في موسكو. ومحاوره عادة محاوره نظيره الروسي سيرغي لافروف.
في غضون ذلك، صرّح المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا خلال مؤتمر صحافي في جنيف :"نرحب باي مبادرة تهدف الى مساعدة السكان المدنيين في النزاعات ... وخصوصا في سوريا... ونؤيد مبدئياً وعملياً الممرات الانسانية في الظروف التي تسمح بحماية المدنيين". واضاف: "نقترح ان تترك لنا روسيا الممرات التي فتحت بمبادرة منها. الامم المتحدة وشركاؤها الانسانيون يعرفون ما ينبغي القيام به، لديهم الخبرة".
وكرر طلبا قدمه رئيس العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين الخميس في نيويورك، داعيا الى "هدنات انسانية 48 ساعة لاتاحة العمليات عبر الحدود وعبر خطوط الجبهة" في حلب.
وأفاد دو ميستورا أن روسيا وضعت فقط خطوطاً عريضة لخطة الإغاثة، و"ثمة حاجة ماسة الى إدخال تحسينات... ما أفهمه هو أن الروس مستعدون (لإدخال) تحسينات رئيسية". وأكد أن الخطة في حاجة الى ان تشمل توقفات منتظمة في القتال تمكن الناس من الخروج والمساعدات من الدخول.
وجاء فتح هذه المعابر بعد اعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بدء "عملية انسانية واسعة النطاق" في المدينة.
وقال وزير الدفاع الروسي إن رابع هذه الممرات سيفتح في الشمال، على طريق الكاستيلو ليسمح "بمرور المقاتلين المسلحين بشكل آمن"، مؤكدا أن الامر لا يتعلق إلا "بضمان أمن سكان حلب".
وفي باريس، صرّح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال بأن "الممرات الانسانية" التي أقامها النظام السوري لا تقدم "حلا مجديا" للوضع.
الوضع الميداني
ميدانياً، كشفت منظمة "سايف ذي تشيلدرن" ان دارة للتوليد تدعمها تعرضت للقصف في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا، مشيرة الى وقوع ضحايا واضرار كبيرة، كما كتبت في موقع "تويتر".
وقالت المنظمة: "مستشفى للتوليد تدعمها سايف ذي تشيلدرن في ادلب تعرضت للقصف" من أسفر عن سقوط "ضحايا" لم تذكر عددهم.
وأعدم "داعش" 24 مدنياً على الاقل اثر اقتحامه الخميس قرية البوير التي كانت خاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديموقراطية" قرب مدينة منبج في محافظة حلب.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له رامي عبد الرحمن: "اعدم تنظيم الدولة الاسلامية 24 مدنياً على الاقل خلال الساعات الـ24 الاخيرة اثر اقتحامه قرية البوير الخميس وخوضه اشتباكات ضد "قوات سوريا الديموقراطية" التي انسحبت من البلدة" الواقعة على مسافة عشرة كيلومترات شمال غرب مدينة منبج.
وارتفعت حصيلة غارات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على بلدة الغندورة الخاضعة لسيطرة الجهاديين في شمال سوريا، الى 41 قتيلاً، بينهم 28 مدنياً، فيما لم يتم التعرف على هويات الاخرين.
واعلن المرصد مقتل عشرة مدنيين على الاقل بينهم خمسة أطفال وثلاث نساء في ثلاث غارات جوية على مدينة الاتارب الواقعة غرب مدينة حلب بشمال سوريا والتي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة.