أطل الشيخ عباس حطيط ليل أمس ببيان مفاجىء ومغاير عن ما كان يكتبه سابقا لجهة توجيه إنتقادات ولطشات سياسية وتوجيه رسائل لحزب الله من باب الموضوع الإنمائي والعقائدي والسياسي. والبيان يحمل كلمات ومعان لأول وهلة تتفاجىء من صاحبها كونه هو نفسه من إنتقد هذه العبارات وهذا الأسلوب الذي كان ينتهجه حزب الله. فالشيخ المتغير وبعد أن كان أن ينتقد حزب الله وسياسته الإنمائية والإجتماعية وكان يرفض منطق التخوين والتكفير والتهويل والتهديد، ظهر ببيانه أمس متلبسا ثياب حزب الله ومنطقه بل مقلدا له. فإتهم المواقع الإلكترونية بالعمالة للسعودية والعداء للمقاومة وجمهورها، ومخونا نفس هذه المواقع التي بحسب تعبيره إستغلت خطاباته وبياناته للإستثمار بمشروع "الفتنة" بين الشيعة وشق الصف الواحد. وذنب المواقع الإلكترونية الوحيد ومنها موقع لبنان الجديد أنه قدم مساحة حرة لكل من يريد أن يوصل رسالة للرأي العام اللبناني ويساهم في تقديم هذه الخدمة إيمانا من الموقع بحرية الرأي والتعبير الذي يحترمها القيمون على الموقع والتي يكفلها الدستور والقوانين اللبنانية. ولم يخيل لنا بأن الشيخ حطيط سينزل إلى هذا المستوى من الكلام وينقلب على نفسه ويناقض ذاته بين ليلة وضحاها فقط لأنه إستيقظ فجأة من سباته وتذكر كرامته ونما حرصه من جديد على الوحدة الشيعية. علما أن موقعنا ولمدة زمنية طويلة وبعلم الشيخ كان ينزل هذه المقالات على الموقع ولم يسجل أي إعتراض منه، فلماذا صحوة "الضمير" هذه فجأة؟!! ربما الشيخ حطيط تعرض لضغوطات وتهديدات من حزب الله ليكتب هذا البيان المشؤوم فيغير من قناعاته ويبدل جلده، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أمرين أساسين ومهمين هما: الأول: أن الشيخ عباس حطيط أثبت ببيانه عدم أهليته الإنسانية والعقائدية والشرعية والمنطقية لأن يتصدى للقضايا السياسية والإجتماعية في منطقته ويلعب دور " الثائر " و " المتمرد " لأنه فشل في إمتحان الحرية والكرامة والشجاعة وأظهر أن بياناته السابقة كانت من باب :" خالف تعرف " ليقطف ثمار الصلحة لاحقا من حزب الله بعد أن يلتفت إليه هذا الحزب ويعيره أهمية كانت بحكم الغائبة عنه. وهذا أمر يمس بمصداقية الشيخ ودوره ويحوله إلى رجل دين السلاطين الذين كانوا هو نفسه ينتقدهم، فأكبر الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر، ربما غابت عن الشيخ أو تنساها. وهو تناسى أيضا أن الرضى لله فقط وليس لحزب الله. ثانيا: يثبت حزب الله من الجديد أن السلاح وهيبته يفرض نفسه على قوة المنطق والحجة، فهو يربي جيلا كاملا من رجال الدين أمثال الشيخ عباس حطيط يمتازون بالخنوع والعبودية والتبعية العمياء، متناسي هذا الحزب تعاليم الإسلام المحمدي الأصيل في هذا المجال. ولكن حزب الله سيخطىء إن إقتنع بأن أساليبه تمشي على جميع الناس، فليس كل الناس أمثال الشيخ عباس حطيط. الحرية والتحرر والقناعة والإستقلالية كلها صفات بحاجة إلى ميزة الشجاعة والإيمان والخوف من الله، وببيانه التخويني أثبت الشيخ حطيط أنها غير موجودة فيه، فلتنعم بالمال الإيراني يا شيخ والعمالة لولي الفقيه.
هذا نص البيان الصادر عن الشيخ عباس حطيط:
هااام وعاجل وضروري ...
بسم الله الرحمان الرحيم
بعد المنشورات التي كتبتها على صفحتي هذه على الفيسبوك، والتي ناقشت فيها شؤون طائفتنا الشيعية في لبنان، فيما يخص أوضاعها الإجتماعية والإنمائية والثقافية، والتي ذكرت فيها مطالب الجمهور الشيعي من قياداته الحالية . فإنه قد تواتر إلى مسامعي أن اعداء المقاومة وأهلها يعمدون إلى الإستغلال "الخبيث" على أوسع نطاق لمقالاتي بقصد الإساءة لمجتمعنا الشيعي الداخلي ومقاومته المظفرة وتاريخها المجيد .
وبالتالي، كان لا بد من بيان الأمر ووضع الأمور في مواضعها الصحيحة لردع كل من تسول له نفسه الإساءة لمجتمعنا ومقاومته، التي يعتبر حفظها وحفظ أهلها هو الغرض الأساس من منشوراتي هذه .
وأنا إذ أدين هذا الإستغلال "الخبيث" من قبل الأعداء الذين يتربصون شرا بنا وبمقاومتنا المظفرة التي أساسا أنا وولدي ومن لي عليه سبيل، كنا ولا نزال جنودا فيها .
وإن أي كلام ينسب لي خارج هذا السياق السياسي هو كلام مغرض وخبيث يراد به ما نعمل على مواجته أساسا من إضعاف هذه المسيرة المجاهدة المجيدة .
وأعلن أنه لا نسمح لهؤلاء الأعداء -كإعلام آل سعود وبني صهيون وأمريكا التي كانت وستبقى عندنا الشيطان الأكبر في الأرض، ولو غير كل الناس رأيهم فيها- بالتدخل في شؤون الطائفة الشيعية وما يجري من نقاشات بين أبنائها، مهما كان نوع هذه النقاشات التي كانت وستبقى ودائما تحت سقف الأخوة الدينية، محفوظة بسلاح المقاومة الأبي، وتحت سقف العداء للشيطان الأكبر أمريكا وأتباعها من حكام آل سعود وأشباههم، قتلة المؤمنين الأبرار في العراق واليمن وسوريا ولبنان وفلسطين التي بات محتلوها إخوة في السياسة والأهداف ﻵل سعود الذين قد يتبين لاحقا أنهم أيضا إخوة في النسب !!
وأضيف، إن نقاشنا ﻷمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله كان وسيبقى من باب نقاش الأخ مع أخيه مهما رافقه من عتاب لا يكشف إلا عن ود مقدس، يجب أن يستمر ويحفظ بأمر من الله تعالى ونبيه وآله (ع) بين أبناء هذه الطائفة الطيبة والمظفرة، وبين اولياء أمورها .
وقد قال الشاعر يوما :
إذا ذهب العتاب فليس ود ... ويبقى الود ما بقي العتاب
ونحن الشيعة في لبنان أحرار في الكيفية التي نتناقش فيها فيما بيننا، بعيدا عن الإستغلاليين الأراذل ، أعداء كل خير !!
الشيخ عباس حطيط