يكثر السجال في الاونة الأخيرة حول موضوع الزواج المدني في لبنان وما يشكله من حافز أمام الشباب من أجل العبور الى السعادة الزوجية التي يريدون, بعيداَ عن تحكم السلطات المذهبية في رقاب من لا يريدون الولوج من خلال أبوابهم الطائفية, فبعد إحراز بعض الخطوات المهمة في هذا المجال, وبعد ميل دفة الميزان الى مناصرة هذه القضية المحقة, خرج المفتي محمد رشيد قباني ليعلن تحريم هذا الموضوع, معلناً أن " كل من يوافق منالمسؤولين المسلمين في السلطة التشريعية والتنفيذية على تشريع وتقنين الزواج المدني ولو إختياريا هو مرتد وخارج عن دين الاسلام ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين", سأقوم بسرد تعريف لأنواع الزواج في الإسلام بشكل مقتضب ومن ثم أتفرغ للرد على ردته المردودة عليه.
- المتعه..
المُتمتع بها: زوجتك نفسي على مهر قدره (كذا) لمدة ( كذا).
المُتمتِع: قبلت التزويج.
تم الزواج, بهذه الصيغة يبقى عامل الوقت يلعب دوره والأعين بين القبلة والضمة تشاهد الساعة مخافة إنتهاء الوقت المحدد والدخول في فوبيا الحرام فيقع الزنى بعده لأن الطلاق في المتعه ينتهي مع إنتهاء الوقت المحدد من بداية العقد, لا شهود العملية , أمنية بإمتياز أضرب وأهرب, لن أدخل في باقي التفاصيل, المهم في الموضوع أن المتعه لها شروطها بما يتعلق بالزوجة ويختلف المراجع حول هذه الشروط, ولا بد أن نذكر بأن الكثير من الشباب المسلم الشيعي تحديداً يتسلح ببعض الفتاوى من أجل التمتع بالفتيات البكر من دون إذن ولي أمرها, عدد النساء في المتعه لا يهم قد يصل لمئة إمراة في نفس الوقت على ذمة رجل واحد من يعلم؟, من شروطه أيضاً, المهر قد يكون أحياناً علبة سجائر, وقد يكون شيئ لا يذكر لكن المهم أن المهر واجب لكي يصح العقد بنظرهم.
- المِسيار..
تشتهر به الطائفة السنية, وقد تنبذه فئة منهم لكنه يبقى أرحم لعقولنا من المتعة, لأنه يشترط إذن ولي الأمر في المقابل تسقط المرأة فيه حقها في المسكن والنفقة, الطلاق واجب فيه وليس هناك وقت محدد, فالزواج ينتهي بالطلاق والعدد محصور بأربعة, مهما كان النوع مسيار أو غيره, المهم لا يجوز تخطي هذا الرقم المذكور في القرآن الكريم. برز أخيراً زواج ما يسمى المناكحة, وهو حالة خاصة بالجهاد تدخل بعده الفتاة الجنة كما وعدها رجال الدين, لأنه بمثابة جهاد بالنسبة لها, المهم أن تتعدى سن ال 14 سنة أو تكون مطلقة أو ترتدي النقاب ولمدة قصيرة غالباً لا تتعدى الساعة, لإعطاء الفرصة الى مقاتل آخر بالمناكحة.
- الزواج المدني..
سأقوم بذكر ما يختلف عن الزواج الديني فقط, يقوم الزواج المدني في محاكم مدنية أمام قاضي مدني, مختص بالأحوال الشخصية, مع إحتفاظ كل من الزوجين بمعتقداتهم ودياناتهم, ولا يشكل الإختلاف أي عائق أمامهم, وبالتالي لا مانع أمام التوريث, تكلفة الزواج المدني أمام المحاكم المدنية لا تتعدى ال 60 دولار من إجراءات ومعاملات رسمية.
الزواج الديني..
يختلف عن الزواج المدني بأن عقد الزواج يتم في محاكم دينية مذهبية, وأمام قاضي من رجال الدين كل حسب طائفته, ويلزم أحد الزوجين في بعض الحالات بتغيير ديانته من طائفة لطائفة أخرى, وإلا فلا زواج, وقد يشكل الإختلاف في الدين بين الزوجين مانعاً بما يتعلق بالإرث في بعض الحالات أيضاً, تكلفة الزواج في المحاكم المذهبية وبين كتب الكتاب والمشايخ بين 200$ و ال 1000$ دولار ربما أكثر حسب كبر اللفة وطول السبحة.
- خلاصة الزواج..
الدين الإسلامي لا يشترط أن يقع عقد الزواج في مكان ما, أو في زمان ما, ولا يشترط أن يعقد رجل الدين عقد الزواج, فبإمكان الرجل والمرأة وحدهما أن يعقدا زواجهما, إلا أن وجود رجل الدين أصبح عادة إعتادها الناس, لذلك بإستطاعة أي شخص أن يجري عقد الزواج بشرط أن يكون عاقلاً وغير قاصر, ومنهم من يشترط صيغة معينة ومنهم لا ولكن الإثنين حلال و يكمل معه المسلم دينه.
بالتالي فإن الزواج المدني عندما يعطي المرأة حقها الكامل ولا ينتقص منه شيئاً, وعندما لا يتم الزواج المدني إلا بالأعلان عنه أمام الناس جميعاً, وغيرها من الميزات التي تقارب و تجعل منه شبيهاُ بالزواج الديني بعيداً عن إستغلال المؤسسات الدينية للمتزوجين, يصبح هو قمة الحلال بالنسبة لزواج المتعة والمسيار وهذا لا يدل على أن زواج المتعة والمسيار حرام لست بموقع التحريم إلا إن عقلي يرفض هذه الفكرة من أساسها إلا أذا وجد رجل دين يقبل هذا الأمر على أقربائه وقتها نبحث الموضوع.
- الى صاحب الردة..
كان يجب عليك أن تستمع لكلام الرئيس الحص, يوم قال لك " برّئ نفسك مما اتُّهمتَ به أو إرحل بسلام والخيار الثالث والعياذ بالله، إهدار كرامة طائفتك " كما فعلت بإهدارها بعدها سارعوا الى البحث عن مخرج مشرف لحضرتكم فلم يستطيعوا لهول الفاجعة التي إقترفها نجلكم, سرقة الملايين من أموال المسلمين, ومع ذلك تخرج للعلن في وضح النهار لتوزع الصكوك وتحرم وتحلل, ماذا عن نكاح الوداع؟ وعن فتاوى اللواط للمجاهدين هل ينطبق عليك هذا الأمر؟
ترددت كثيراً قبل كتابة هذا المقال, حتى سبقتني الردة, فرحت أبحث عن قطعة أرض تحتضن أحلامنا بعد موتها, وعن قطرات من السماء لتغسل ما بقي لنا من أمل في هذا البلد الذي أصبحت معه الأحلام كوابيس, تخرج الى الواقع على أشكال مختلفة, والى أين نحن ذاهبون؟