المرأة البولندية الحامل التي طعنها اللاجئ السوري حتى الموت باستخدام ساطور اللحوم، في ولاية ريوتلينجن الألمانية، كانت أماً لأربعة أولاد، وقد جاءت إلى ألمانيا بعد طلاقها.
وقد تم التَعَرُّف عليها وقيل إنها تدعى جولانتا، وتبلغ من العمر 45 عاماً، وقتلها الشاب البالغ من العمر 21 عاماً يوم الأحد الماضي. وأشارت التقارير إلى أنه وقع في غرامها بعد زيارته لمطعم الكباب الذي تعمل فيه.
ترجع أصول جولانتا إلى بلدة Dabrowa Tarnowska في شمال شرق بولندا، وطبقاً لما أعلنته وسائل الإعلام البولندية، فهي تعيش في ألمانيا منذ عام. وتركت بلدتها بعد طلاقها. كانت تعمل كعاملة نظافة، واقتسمت غرفة مع صديقة جديدة لها. وقبل ثلاثة أشهر من الهجوم الذي أودى بحياتها، وجدت وظيفة بدوامٍ كامل في المطبخ الخاص بمطعم كباب للوجبات السريعة يسمى منجل.
تركت جولانتا أبناءها الأربعة في بولندا، وتبلغ أعمارهم 8 و19 و22 و23 عاماً. كانت تخطط لجلب ابنتها الصغيرة لتعيش معها في ألمانيا قريباً. وفي اليوم الذي قتلت فيه جولانتا، كانت قد وصلت لتوها من زيارة إلى وطنها. وطبقاً لما قالته وسائل الإعلام المحلية، فإن جولانتا كانت على وشك الهروب من منفّذ الهجوم ولكنها لم تستطع. أما منفِّذ الهجوم، والذي لم يُستدل إلا على اسمه الأول؛ محمد، فقد تعرّف على جولانتا من مطعم كباب منجل، ووقع في غرامها.
تواردت الأقوال بأن جولانتا رفضته، وكان العاملون في المطعم يلجأون إلى إجباره على مغادرة المكان ومنعه من الدخول بسبب تصرفاته غريبة الأطوار. وقد وصل أبناء جولاتنا إلى ريوتلينجن للتعرّف على جثة والدتهم. وقال رافال سوباكزاك، المتحدث باسم الشؤون الخارجية البولندية 'نحن على تواصل مستمر مع عائلة المرأة التي قتلت. وسوف نقدم لهم جميع التسهيلات والمساعدات اللازمة باسم وزارة الخارجية'.
أصاب شخصين قبلها
وفي المكان الذي وقعت فيه الحادثة، جنوب مدينة شتوتجارت، قام منفّذ الهجوم بإصابة رجل وامرأة آخرين قبل أن تلقي الشرطة القبض عليه وتحتجزه، بعد أن دهسه سائق سيارة بي إم دبليو. روبرت لوكوسكي، البالغ من العمر 25 عاماً، وهو أحد الشهود على الحادثة، وصف الوضع بأنه كان أشبه بالكابوس. وقال روبرت 'رأيت امرأة غارقة في الدماء. وعندما وقعت عيناي على الرجل المجنون وهو مقيد بالأصفاد، أصابني الرعب الشديد'.
أما عن الصور التي تم التقاطها من مكان الحادث، فقد أظهرت منفّذ الهجوم وهو مستلقٍ على الأرض، والدماء تغطي وجهه بعد أن تم القبض عليه. ويمكن أيضاً رؤية رجال الشرطة المسلحين وهم يثبتونه على الأرض قبل أن يقوموا بربط يديه خلف ظهره وتقييده. وقد أظهرت لقطات الفيديو التي قام المارة بتصويرها، المُهاجِم المُلتحي، في اللحظات التي تَبِعَت الهجوم، وهو يركض حول الشارع بينما يصرخ الجميع من حوله ويرددون الكلمات 'يا إلهي' في فزع.
وقام الشاب أيضاً بضرب زجاج إحدى السيارات موديل سيتروين، كان بداخلها امرأة تبلغ من العمر 51 عاماً، والتي أُصيبت ببعض الجروح في ذراعها، بالإضافة إلى إصابة رجل يبلغ من العمر 41 عاماً بصدمة عصبية. وأصاب مُنَفِّذ الهجوم شاباً آخر يبلغ من العمر 23 عاماً، بعد أن جَرَحَهُ في وجهه. ويغلب الاعتقاد بأن رجلاً يقود سيارة موديل بي أم دبليو، دهس مُنَفِّذ الهجوم بسيارته وأوقعه على الأرض قبل أن تحتجزه قوات الشرطة.
محاولة إسعاف الضحية
أعلنت وسائل الإعلام الألمانية أن الحادِثة وقعت خارج المطعم الذي تعمل فيه المرأة كعاملة نظافة. أما سائق السيارة، والذي يدعى ألبر، ويبلغ من العمر 21 عاماً، فيُقال إنه ابن صاحب المطعم. حاول المُسْعِفون إنقاذ حياة المرأة بعد أن أُصيبت بجروح في رأسها، ولكنها لقيت حتفها على الفور، وغطوا جسدها بقماشة بيضاء.
قال بعض الشهود العيان للجريدة الألمانية Bild 'منفذ الهجوم لم يكن بوعيه. فقد رأيناه وهو يجري حاملاً خنجره من وراء سيارة الدورية'.
وفي تقرير للمتحدث باسم الشرطة، بجويرن روش، أخبرنا أن الشهود أوضحوا أن اللاجئ صاحب الـ21 عاماً، والذي كان معروفاً لدى الشرطة، كان يتجادل مع المرأة، والتي يُعتقد أنها تعمل في مطعم الكباب، قبل أن يهاجمها حوالي الساعة 4:30 م. وأضافوا أيضاً أن الواقعة 'لم يبدُ عليها أي سمة من سمات الهجمات الإرهابية'. وأضاف الخطاب 'بحسب المعلومات المتوفرة، فإن مُنَفِّذ الهجوم قام به بمفرده، ولا يبدو أنه يوجد أي نوع من أنواع الخطر على الأشخاص في ولاية ريوتلينجن أو ما حولها'.
وأوضحت الشرطة بأن الرجل السوري، والذي كان يطلب حق اللجوء، ثَبُت تورّطه في بعض الحوادث الأخرى التي أصاب فيها أشخاصاً آخرين. ولكن لم يَكُن لدى المُتحدث باسم الشرطة أيّ معلومات فورية حول التاريخ الذي وصل فيه الرجل السوري إلى ألمانيا، أو الأماكن التي حدثت فيها الواقعات السابقة.
وقد أُصيب الشاب السوري جراء اصطدامه بالسيارة البي إم دبليو، وهو حالياً في المشفى، إذ لم يتم استجوابه بعد، ولكنه تحت حراسة قوات الشرطة.
التوقيت الذي حدث فيه هذا الهجوم يُعَد حَرِجاً للغاية بالنسبة لألمانيا، بعد الهياج الذي حدث بسبب الهجوم على أحد الأسواق العامة في ميونيخ، ليلة الجمعة الماضية، والذي قُتِل فيه 9 أشخاص، بالإضافة إلى الهجوم على قطار بفأس منذ أسبوع، والذي خلّف وراءه 5 من المُصابين.
وهناك مخاوف لدى بعض الألمان من أن هذه الأحداث قد تكون مؤشراً لازدياد الجرائم أو انتشار الفوضى في البلاد، وخصوصاً بعد أن سجلّت ألمانيا حوالي مليون شخص من طالبي اللجوء العام الماضي.
(دايلي ميل - هافنغتون بوست)