عدلون ليست البلدة الجنوبية الوحيدة التي وقعت في فخ الوعود الواهية التي قدّمتها اللوائح المدعومة من الثنائية الشيعية في انتخابات عام 2016 وليست البلدة الوحيدة التي ما زالت حتى الآن بلا رئيس نتيجة عدم التوافق إلّا أن الإنتفاضة والتحرّك والتمرد على المأزق الذي وجدوا أنفسهم به لم يكن إلّا فيها.
فبعد مرور شهرين ولائحة التنمية والوفاء التي فازت بـ15 عضو ا مقابل خرق أحد المستقلين والحزب الشيوعي للائحة ما زالت عدلون على حالها بلا أي مشاريع إنمائية وبلا أي حل للمشكلات التي كتبت على الأوراق البيضاء نتيجة خلاف بين حركة أمل وحزب الله على الرئاسة إذ أنّ الرئاسة التي قررت بالتوافق 3 سنوات أولا لصالح سميح وهبي المدعوم من أمل والثلاث سنوات الباقية للمرشح الذي يختاره حزب الله ما زالت الكرسي فيها فارغة حتى الآن من رئيس توافقي بعد تعنّت حزب الله ورغبته بأن يحصل على الثلاثة سنوات الأولى الأمر الذي رفضه مرشحو أمل بسبب الإتفاق المنجز سابقا وذلك بحسب ما أفاد به أحد المتابعين للملف موقع لبنان الجديد.
وانطلاقا من هنا أعلن شباب عدلون رفضهم لما يحصل مطالبين البلدية بانتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن كي يتسنّى لهم إنجاز المعاملات والتسهيلات التي تقدّمها البلدية فنفّذوا يوم أمس وقفة احتجاجية شارك فيها أيضا كبار السن وحملوا خلالها اللافتات والشعارات التي تضمّنت مطالبهم ومن هذه العبارات : انتخبوا رئيس لأن عدلون أكبر من أي كرسي، عم تتقاتلوا عالكراسي ليش مين قلكم الإنتخابات لتقعدوا، انتخبوا رئيس لخدمة عدلون لأن الجور عم تكبر بالشارع .. .
وفي نهاية الوقفة الإحتجاجة أصدر تجمع شباب عدلون بيانا أوضحوا فيه المآسي التي غابت عن فكر أعضاء البلدية كحاجة المواطنين إلى أدوية من المستوصف فضلا عن خدمات المي التي وعدوا بها وما إلى ذلك.
فعدلون وضعت ثقتها بلائحة تتقاتل اليوم على الكرسي وها هي تحصد كغيرها من المناطق ما زرعته وإن كان أهالي عدلون قالوا لبلدتهم "عدلون حقك علينا" فإننا نتوجه إلى كل بلدة وضعت ثقتها بمن لا يستحق الثقة قائلين "حقك على أهلك" .
فهل سيستطيع التحرك الشبابي إيقاظ الحس الوطني بدل السلطوي فيخضعون للأمر الواقع؟ أم أن الأمور تشهد تطورا يتحول به الأمر إلى حلّ المجلس؟
الإجابة برهن التنمية الوهمية والوفاء الكاذب لكل بلدة.