بدعوة من موقع الدبلوماسية الإيرانية الذي يرأسه السفير الإيراني السابق في فرنسا صادق خرازي عقد اليوم الثلاثاء في العاصمة الإيرانية طهران، ندوة " تركيا بعد الانقلاب" بمشاركة الأخير وسفير تركيا لدى طهران حاكان تكين وعدد من الخبراء والمحللين الإيرانيين، بينهم سفير إيران السابق لدى أنقرة، مير محمود موسوي.
وتصدر السفير حاكان تكين المتحدثين، وقال بأنه أثناء الإنقلاب كان يقضي إجازته في تركيا ولكنه عاد بسرعة إلى طهران لمتابعة مهامه من هناك، مضيفاً أن الحكومة التركية أعدّت منذ شهرين لائحة للمنتمين إلى جماعة غولن لتصفيتهم من المناصب التي يحتلونها، ولهذا السبب كان من السهل إلقاء القبض عليهم بعد فشل الانقلاب، وما يقال بأن الجكومة التركية استغلت الانقلاب لتصفية معارضيها، ليس صحيحاً وبل يعتقد البعض بأنه ربما كان المدرجون على تلك اللائحة يعرفون ما أُعدّ لهم، ولهذا استعجلوا في القيام بالانقلاب.
ويرى السفير تكين بأن الحكومة التركية لا تتجه نحو إعادة الهلافة العثمانية، بل على العكس، فإن مكافحة جماعة غولن ستُعزّز العلمانية في تركيا. وتبين بعد ساعات قليلة من فشل الانقلاب بأوضح شكل ممكن، بأن جماعة غولن كانت متورطة في الانقلاب.
وقدّم السفير التركي شكره إلى إيران حكومة وشعباً على وقوفه بجانب الحكومة التركية والشعب التركي في الوقت الحاسم، فإن الصديق عند الضيق.
وأضاف السفير تكين بأن الرئيس الإيراني اتصل في ليلة الانقلاب وفي اليوم التالي بالرئيس التركي، كما الوزير محمد جواد ظريف اتصل بنظيره التركي تطمينا لهما وتعبيرأً عن وقوف إيران بجانب الحكومة والشعب التركي.
وقال السفير خرازي خلال مداخلته بأن ما حدثت في تركيا كانت نتيجة أخطاء الرئيس أردوغان، ويلخص خرازي تلك الأخطاء في وقوف أدوغان بجانب قطر والمملكة السعودية في السنوات الأخيرة، ويؤكد خرازي على الدور الأمريكي في الانقلاب قائلا: إن الأمريكيين كانوا مطلعين على مخطط الانقلاب، إن لم نقل بأنهم خططوا له، فإن مقاتلات الجيش أقلعت من مطار اينجرليك الذي يسيطر عليه الأمريكيون.
ويرى خرازي بأن أصدقاء الرئيس أردوغان لم يساعدوه في ساعة العسرة ولم يؤدوا واجب الصداقة، واعتقد خرازي بأن فتح الله غولن مرتبط بالجهاز الاستخباراتي الأمريكي سي آي ايه.
ولكن مير محمود موسوي يرى بأن تغيير السياسة الأمريكية تجاه الأكراد وفشل حكومة الرئيس أردوغان في التسوية مع الأكراد مهد للانقلاب حيث إن الأمريكيين اختاروا الأكراد على الأتراك، منذ شهرين بوقوفهم مع الأكراد، وحذّر السفير موسوي الحكومة التركية من تداعيات موجة الاعتقالات التي شنتها الحكومة بعد إفشال الانقلاب ويرى بأن تلك الاعتقالات ستؤثر سلباً على الاقتصاد التركي.