الطاحونة السورية مستمرة وهديرها يهزّ العالم ...

 

السفير :

ما هي حقيقة الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة وتالياً المية ومية، وهل صحيح أن المخيم يقيم على فوهة بركان، وماذا عن الحجم الذي بلغه حضور الجماعات التكفيرية والمتشددة فيه، وإلى أي مدى باتت تشكل خطراً داهماً عليه وعلى المحيط وصولا الى طريق صيدا ـ الجنوب؟
تساؤلات كثيرة طرحت في الأيام الأخيرة، على وقع تسريبات من هنا وهناك حول احتمال حدوث تطورات دراماتيكية في داخل المخيم وخارجه، لخلط الأوراق وبعثرة الجغرافيا الجنوبية، المعروفة بحساسيتها الفائقة.
وما ساهم في تفاعل تلك التسريبات وبالتالي في ارتفاع منسوب القلق هو طابع المخيم، الأكبر في الحجم، الأدق في الموقع، والأكثر اكتظاظاً بالسكان والأجندات السياسية المتعارضة والتنظيمات المسلّحة المتنافسة والخلايا التكفيرية.. وأجهزة المخابرات المحلية والإقليمية.
وعليه، فإن أي ثقاب «طائش» أو «موجّه»، قد يهدد بإشعال برميل البارود هذا، والتسبب بانفجار كبير، ما لم تُتخذ أعلى درجات الحيطة والحذر تحت سقف «الأمن الاستباقي»، على المستويين اللبناني والفلسطيني، لاسيما ان المخيم المُفرز الى «مربعات» مرقّطة، بات رغماً عن أهله، بمثابة «ملجأ» للكثيرين من المشبوهين والمطلوبين.
ولعل شبح التجربتين الدمويتين لمخيمي نهر البارد في لبنان واليرموك في سوريا يطارد سكان عين الحلوة الذين يخشون من أن يدفعوا، في لحظة ما، ثمن أي مغامرة متهورة قد ينزلق اليها بعض أصحاب المشاريع الانتحارية، خصوصاً أن «داعش» و «النصرة» تسرّبا الى المخيم، سواء عبر خلايا تابعة لهما مباشرة او عبر اسماء حركية مرادفة.
وإذا كانت التدابير الصارمة المتخذة من قبل الجيش و «الفصائل» تحدّ من المخاطر المحتملة، إلا أن الرهان الأكبر يبقى بالدرجة الاولى على «الحراك الشعبي» في داخل عين الحلوة، والذي قطع الطريق على إمكان انتاج بيئة فلسطينية حاضنة للخلايا التكفيرية التي أصبحت منعزلة عن محيطها، ما افقدها القدرة على انتزاع المبادرة.
ويبدو أن مبادرة عدد من أنصار أحمد الاسير الى تسليم أنفسهم بوتيرة متسارعة ومتلاحقة الى الجيش، خلال الأيام الماضية، انطوى على مفاجأة غير سارة لرموز مسلّحة في عين الحلوة، توجّست مما يجري وارتابت في توقيته وأبعاده.

وعُلم ان الجيش لم يقدم أية وعود أو ضمانات للمستسلمين الذين ضاقت بهم السبل في داخل المخيم، بعد اربع سنوات من الضغوط اليومية، بل هم سيخضعون الى التحقيق الأولي لدى مخابرات الجيش ثم يُحالون الى المحكمة العسكرية، مع الأخذ بالاعتبار أن من يسلّم نفسه يمكن أن يحصل على عقوبة أدنى من تلك التي تُتخذ بحق من يُلقى القبض عليه.
وفي المعلومات، أن الجيش يعتمد إستراتيجية إضعاف المجموعات المشبوهة وزعزعتها، من خلال دفع أنصار الأسير الذين كانوا قد توزعوا عليها بعد معركة عبرا («جند الشام» بقيادة هيثم الشعبي، «جبهة النصرة»، «فتح الاسلام» الخ..) الى تسليم أنفسهم تباعاً.
وبينما تكاثرت الشائعات خلال الساعات الأخيرة حول امكان ان يقتدي فضل شاكر بشقيقه، ويسلم نفسه، يستبعد العارفون حصول ذلك في وقت قريب جداً، مشيرين الى ان هناك جهات فلسطينية لا تزال تستفيد ماديا من وجود فضل شاكر في عين الحلوة، باعتبار أن مخزونه المالي لم ينضب بعد، ولذا فهي لا تسهّل ولا تشجع خيار تسليم نفسه، إلا إذا وقعت مفاجأة من خارج السياق، علما ان السلطات اللبنانية تتحفظ على كل أملاكه وأمواله خارج المخيم.
رواية رسمية
ويقول مصدر أمني بارز لـ «السفير» إن الوضع في عين الحلوة قد يكون دقيقاً، لكنه ليس سيئاً الى الحد الذي يجري تصويره، لافتاً الانتباه الى ان بعض المجموعات المسلحة تلجأ الى نوع من «البروباغندا» الاعلامية والترويج لسيناريوهات افتراضية حول تحولات عسكرية محتملة على الارض، بغية شد عصب أعضائها، بعدما سلم عدد من المطلوبين أنفسهم الى الجيش اللبناني، ما أثار غضب مسؤولي تلك المجموعات التي كان المطلوبون ينتمون اليها او من المقربين منها، وبالتالي فهم يعرفون الكثير من خفاياها، المتعلقة بعددها وعتادها ومخابئها ومخططاتها.
ويلفت المصدر الانتباه الى تواجد مجموعات صغيرة من «داعش» و «النصرة» وبعض القوى المتطرفة في عين الحلوة، مؤكدا ان الوضع الاجمالي تحت السيطرة، والجيش يحكم الانتشار حول المخيم من كل الجهات، كما ان عيونه مفتوحة ويقظة في الداخل، بل يمكن القول إن يده الاستخبارية في عمق المخيم «أطول مما يعتقد كثيرون».
ويعتبر المصدر الأمني، أن احتمال سيطرة «داعش» او «النصرة» على المخيم ومن ثم التمدد خارجه، هو احتمال أقل من ضعيف، في ظل وعي أهالي المخيم الذين يعرفون جيدا ان مثل هذا السيناريو سيضع عين الحلوة في مهب رياح المجهول وسيهدد مصير 100 ألف فلسطيني يقطنونه، مشيرا الى ان الحراك الوقائي الذي باشر فيه السكان يمثل خط دفاع أول عن المخيم، ويشكل قوة ضغط لا يستهان بها على القوى التكفيرية والمتشددة التي تبين انها تفتقر الى البيئة الحاضنة.
ويرجح المصدر ان تفكر الجماعات المتشددة الف مرة قبل ان تقرر خوض مغامرة عسكرية، لانها تدرك ان عين الحلوة بات البقعة الاخيرة لها على مستوى المخيمات الفلسطينية، وسط غياب أي حضور وازن لها في المخيمات الاخرى في لبنان.
ويوضح المصدر ان هناك تعاوناً كبيراً من قبل الفصائل الفلسطينية في مخيمي عين الحلوة والمية ومية مع الجيش، لضبط الأرض واحتواء التوترات وتسليم المطلوبين وملاحقة الفارين، لافتاً الانتباه الى ان المسؤولين في المخيمين يعرفون الكلفة الباهظة التي ستترتب على سقوطهما في آتون «داعش» او «النصرة»، مع ما يعنيه ذلك تلقائيا من عزل لهما عن العالم الخارجي وتوقف المساعدات التي تقدمها اليهما «الأونروا» وباقي المؤسسات الدولية من حكومية وغير حكومية.

النهار :

بعد أقل من أسبوعين من مجزرة نيس، تجد فرنسا نفسها مجدداً أمام تحد ارهابي جديد تمثل في مقتل كاهن ذبحاً وإصابة مصلٍّ بجروح بالغة في عملية احتجاز رهائن نفذها رجلان أمس في كنيسة في سانت اتيان دو روفريه قرب مدينة روان بمنطقة النورماندي في شمال غرب فرنسا وتبناها تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش). وهي المرة الاولى تتعرض كنيسة لاعتداء في أوروبا على يد هذا التنظيم. ورأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يتعرض لانتقادات قوية من المعارضة اليمينية أن الحرب على الإرهاب ستكون طويلة. وندد الفاتيكان بـ"جريمة همجية"، فيما عبر البابا فرنسيس عن ألمه للعنف الذي استهدف كنيسة ومؤمنين

 

وروت راهبة نجت من الهجوم أنها شاهدت المهاجمين وهما يصوران أحدهما الآخر يتحدّثان بالعربية حول مذبح الكنيسة. وانقذت الشرطة ثلاثة أشخاص آخرين كانوا في الكنيسة بينهم راهبة ثانية.
وأفادت وزارة الداخلية الفرنسية أن المعتديين دخلا الكنيسة قرابة الساعة 7:30 بتوقيت غرينيتش خلال القداس، واحتجزا خمسة اشخاص خرج منهم ثلاثة سالمين.
ثم اقدما على ذبح الكاهن جاك هامل (86 سنة)، واصابوا شخصاً آخر لم تكشف هويته بجروح بالغة.
وقال مصدر مطلع على التحقيق إن المهاجمين هتفا "الله اكبر" وهما يدخلان الكنيسة. وقد قتلتهما الشرطة بينما كانا يخرجان الى باحة الكنيسة.

 

التعرف على أحد المهاجمين
وأعلن النائب العام الفرنسي فرنسوا مولان التعرف على هوية أحد منفذي الاعتداء على الكنيسة.
وقال إن اسمه عادل كرميش من مواليد فرنسا ويبلغ من العمر 19 سنة وهو معروف لدى أجهزة الأمن إذ حاول مرتين التوجه الى سوريا وكان يخضع للمراقبة بسوار الكتروني حين نفذ الاعتداء.
وأضاف أن كرميش وشخصاً آخر لم تكشف هويته، اقتحما كنيسة سانت اتيان دو روفريه مسلحين بسكاكين واحتجزا خمسة اشخاص هم ثلاث راهبات واثنان من المصلين.
وتمكنت راهبة من الهرب وأبلغت الشرطة التي حاولت فور وصولها الى المكان التفاوض مع الخاطفين عبر باب صغير.
وأوضح النائب العام ان الشرطة لم تكن قادرة على شن هجوم فوراً بسبب وضع ثلاث من الرهائن أمام باب الكنيسة.
بعدها تمكنت الراهبتان واحد المصلين من الخروج من الكنيسة فلحق بهما المهاجمان وكان أحدهما يحمل مسدساً وهاجما الشرطة وهما يصرخان "الله اكبر".
وقد قتلت الشرطة الشابين "اللذين كانا يحملان عبوتين ناسفتين وهميتين غطيتا بورق ألومنيوم".
وعثر على الكاهن مذبوحاً، بينما أصيب المصلي الذي كان لا يزال محتجزاً داخل الكنيسة بجروح بالغة بسكين وهو في الـ86 من العمر.
وقال جار أسرة كرميش البالغ من العمر 60 سنة "كنا نعرف انه يريد الذهاب الى سوريا"، مشيراً الى انه لم يسبق له "ان شاهده في المسجد" الذي يصلي فيه يومياً.
وفي بلدة سانت اتيان دو روفريه حيث حصل الاعتداء، رسم أشخاص آخرون يعرفون المهاجم صورة متناقضة له.
وقال أحدهم لاذاعة "ار تي ال": "لست مستغرباً من الامر كان يحدثني عنه دائماً... كان يتحدث عن الاسلام وانه سيفعل اشياء من هذا القبيل". وتحدث عن التعرض لكنيسة "قبل شهرين ولم أصدقه. كان يتحدث عن الكثير من الامور".
في المقابل، قال شخص آخر يعرفه للاذاعة: "كان شاباً مثلنا، ولا فهم كيف سقط هذه السقطة... لقد غسل دماغه. ان ما فعله لا علاقة له بالمسلمين".
وصرح إمام سانت اتيان دو روفريه محمد كرابيلا بان جريمة ذبح "صديقه" كاهن هذه البلدة "روعته". وقال: "أنا لا أفهم، كل صلواتنا تتّجه الى عائلته والى الطائفة الكاثوليكية".

هولاند
وتفقد هولاند مكان الاعتداء الذي وصفه بانه "جريمة ارهابية دنيئة".
ولاحقاً رفض الرئيس في كلمة متلفزة من قصر الاليزيه دعوات المعارضة من اليمين واليمين المتطرف الى مزيد من التشديد لقوانين مكافحة الارهاب بعد الاعتداء على الكنيسة، معتبراً ان القوانين التي تم التصويت عليها منذ عام 2015 تمنح السلطات "القدرة على التحرك". وقال "ان التضييق على حرياتنا والانتقاص من قوانينا الدستورية لن يعطي فاعلية في مكافحة الارهاب، وسيضعف التماسك اللازم لامتنا".
وأضاف ان "الحكومة تطبق وستطبق باكبر حزم ممكن القوانين التي صوتنا عليها والتي تعطي القضاء والمديريات وقوى الامن القدرة على التحرك ويعززها تمديد وتشديد حال الطوارئ".
ورأى ان "هذه الحرب ستكون طويلة. المستهدف هو ديموقراطيتنا. هي الهدف وستكون درعنا". ودعا الفرنسيين الى الاتحاد قائلاً: "هكذا سنربح الحرب ضد الحقد والتعصب. اؤكد لكم اننا سننتصر في هذه الحرب... في مواجهة هذا التهديد الذي لم يكن قط أكبر مما هو في فرنسا وأوروبا إن الحكومة عازمة بكل تأكيد (على هزيمة) الإرهاب".
والغى الرئيس الفرنسي للمرة الثانية زيارة كانت مقررة للجمهورية التشيكية للبحث في مرحلة ما بعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الاوروبي. وهذه الزيارة الغيت للمرة الأولى بعد اعتداء نيس الذي أوقع 84 قتيلاً في 14 تموز وتبناه "داعش".
واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس انه "عبر مهاجمة كاهن في الكنيسة الكاثوليكية، نرى جيداً ما هو الهدف: تأليب الفرنسيين بعضهم ضد البعض ومهاجمة ديانة من أجل التسبب بحرب اديان".
وكما حصل بعد اعتداء نيس، سارعت المعارضة من اليمين الى مهاجمة الحكومة الاشتراكية بعد الاعتداء على الكنيسة، متهمة اياها بالتراخي وعدم الكفاية في عملية مكافحة الارهاب.
ونددت زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبن في حسابها بموقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي بـ"كل الذين يحكموننا منذ ثلاثين سنة".

البيت الأبيض
وفي واشنطن، قال الناطق باسم مجلس الامن القومي الاميركي نيد برايس في بيان: "ان لدى فرنسا والولايات المتحدة التزاماً مشتركاً لحماية الحرية الدينية لكل الاديان، والعنف الذي وقع اليوم لن يزعزع هذا الالتزام".
وأضاف ان "الولايات المتحدة تدين باشد العبارات الهجوم الارهابي المروع الذي وقع اليوم في كنيسة كاثوليكية في النورماندي بفرنسا... نحن نشيد بسرعة تحرك السلطات الفرنسية وردها الحازم ونبقى على استعداد لمساعدتها في تحقيقها".

 

المستقبل :

على جري عادته قبل كل جلسة للحكومة يستعين رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بالدعاء علّها تمرّ بسلام. هو لم يكَدْ يستقلّ الطائرة التي أقلّته أمس والوفد المرافق من نواكشوط، حيث ترأس وفد لبنان الى القمة العربية، الى بيروت، حتى راحت «سكرة» القمة وجاءت «فكرة» جلسة مجلس الوزراء التي يترأسها اليوم وعلى جدول أعمالها ملف الاتصالات الذي يخشى أن يتحوّل الى أزمة مفتوحة تماماً كملفّي النفط والنفايات «طالما أن الشغور الرئاسي ما زال جاثماً على صدور اللبنانيين».

سلام الذي بدا قلقاً إزاء كل الملفات التي تتعثّر الواحدة تلوَ الأخرى بسبب «تناتش» القوى السياسية وتنازعها حول كل شاردة وواردة، أبدى في دردشة مع الصحافيين خوفه من أن يتحوّل كل ملفّ سياسي أو اقتصادي أو عسكري من حوله نزاع الى مشروع أزمة مفتوحة بين القوى السياسية مثل ملفات سابقة كالنفايات وحالية كالنفط.

ويعيد السبب الى «تراكم السلبيات» بفعل الشغور الرئاسي الذي «أكرّر في بداية كل جلسة لمجلس الوزراء وفي كل المواقف التي أعلنها في الداخل وفي الخارج وجوب إنهائه لأن استمراره انعكس سلباً على كل مفاصل الدولة وعلى يوميات المواطنين».

وبعد ساعات قليلة من كلام سلام أعلن تكتّل «التغيير والإصلاح» أنه ينتظر خمسة أمور من جلسة مجلس الوزراء اليوم الخاصة بالاتصالات، متسائلاً «ما هي أسباب تعطّش السوق الى الانترنت غير الشرعي.. ومن هم المستفيدون والمسبّبون»، وموضحاً أن وزراءه «سيكونون حرصاء على متابعة ما ورد في التقرير الموعود لوزير الاتصالات». كما سأل التكتّل بعد اجتماعه برئاسة النائب ميشال عون «لماذا لم تُوضع شبكة «فاير أوبتيك» الألياف الضوئية موضع التنفيذ حتى اليوم»، معتبراً أن «أي تمديد تلقائي أو بقرار من وزير للشركتين المشغّلتين لشبكتين لا يجوز بوجود سلطة القرار أي مجلس الوزراء».

والمعلوم أن جلسة الحكومة اليوم عادية تستكمل ما تبقّى من جدول أعمال الجلسة السابقة بالإضافة الى بند الاتصالات الذي يحتل صدارة الجدول. ولن تعقد جلسة لمجلس الوزراء غداً بسبب غياب رئيس الحكومة ولمدة يومين في زيارة خاصة خارج لبنان.

«عين الحلوة»

على صعيد آخر وفي الشأن الأمني علمت «المستقبل» أن وفداً عسكرياً رفيعاً من رئاسة الأركان في الجيش اللبناني انتقل الى مدينة صيدا، أمس، في زيارة استطلاعية تفقد خلالها الوحدات العسكرية المنتشرة في المدينة وضواحيها، في خطوة وضعت في سياق تأكيد جهوزية الجيش اللبناني في الحفاظ على الاستقرار ومواجهة أية أخطار تهدد أمن البلاد من أي نوع أو جهة كانت

وشملت الزيارة التي أحيطت بإجراءات أمنية مشددة، وحدات ومراكز ونقاط الجيش عند مداخل مخيم عين الحلوة ومحيطه ولا سيما في منطقتي التعمير والمستشفى الحكومي، التي حرص الوفد على تفقدها والاطلاع على التدابير والإجراءات المتخذة من قرب قبل أن يعقد اجتماعاً مع قيادة منطقة الجنوب العسكرية في ثكنة زغيب حضره كبار الضباط.

الديار :

العرب لا ينامون عادة الا على الكتف الاميركي. بيان قمة نواكشوط حمل بنداً وحيداً «انتظار الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة». كل البنود الاخرى، وكما قال عضو في وفد عربي لـ«الديار» تركت لتأكلها الابل في ضواحي العاصمة الموريتانية.
سواء وصلت هيلاري كلينتون ام دونالد ترامب الى البيت الابيض، من يستطيع اقفال كل تلك الازمات التي تشق الطريق امام ازمات اخرى. فلاديمير بوتين نصح قادة خليجيين بالتنبه الى ما ستحمله الرياح المقبلة. ثمة من اخذ بالنصيحة واستكان، وثمة من يصر على الذهاب بالصراع الى  نهايته حتى ولو لم يبق حجر على حجر.
اكثر من ذلك، وكما يكشف مصدر خليجي رفيع المستوى، فان الرئيس الروسي تعهد بالا يكون لطهران اي دور في تقرير مصير سوريا، تماما كما لا يكون لانقرة ايضاً اي دور في تقرير مصير سوريا الذي بات مرتبطاً بما يتقرر على مستوى الدول الكبرى حول قواعد النظام العالمي الجديد والذي يشمل، بطبيعة الحال، قواعد النظام الاقليمي الجديد...
الكلام الروسي ترك اثره في اكثر من عاصمة عربية، وتشديد على عدم الرهان العبثي على الانتقال من ادارة الى اخرى في الولايات المتحدة، لا كلينتون ولا ترامب سيحسمان عسكرياً في سوريا، هناك خطوط حمراء، وهناك توافق على عدم تسليم دمشق الى جماعات الاسلام السياسي لان القناعة الروسية هي ان كل اسلام سياسي هو اسلام متطرف...
الاعتدال حالة تكتيكية لا اكثر ولا اقل، وما دام الموقف السياسي يبنى على قاعدة ايديولوجية، هذا يعني الاندفاع نحو الحدود القصوى، الروس يقولون ان كل الافرقاء السوريين في مأزق. والرهان على «جبهة النصرة» هو رهان احمق، ولن يقبل به الكرملين حتى ولو اضطر الى ارسال مائة الف جندي الى سوريا، الاميركيون تراجعوا، واتفاق بين جون كيري وسيرغي لافروف سيرى النور بعد ايام.
لم يكن منتظراً من القمة ان تقول اكثر مما قالت، والمصدر اياه يقول ان السبب الذي جعل الصقور داخل القمة لا يضغطون من اجل «قرارات حامية» هو الوضع التركي الذي اثر كثيرا في الضغط او حتى في التوجهات نحو الملف السوري. الكل الآن في حالة ذهول حيال ما يجري وحيال ما يمكن ان يجري لان الاوساط الديبلوماسية الغربية تجمع على القول ان ما يحدث حالياً ليس سوى... البدايات.
احد اعضاء الوفد المصري قال ان ما حدث في تركيا انقذ المنطقة من مخططات  رهيبة، بعضها يتعلق بتنفيذ اغتيالات حساسة للغاية وهدفها اثارة الفوضى في بلدان معينة، ولاسباب تتعلق باستراتيجية انقرة لاعادة حكم السلطنة في بعض الدول العربية...
من كلام مصري في نواكشوط عن محاولة اغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكن جهة اعلامية في القاهرة قالت لـ«الديار» ان الاستخبارات التركية كانت ضالعة في سيناريو الاغتيال الذي كان بادارة حقان فيدان..
وتبعاً للمعلومات، فان فرقة من «الاخوان المسلمين» جرى تدريبها على الاراضي التركية لتنفيذ عملية اغتيال، كما ان الاستخبارات التركية هي التي وفرت كل الخدمات اللوجستية اللازمة للمنفذين، وتردد انهم سجلوا في عداد مهندسي وتقنيي شركة تعمل في مشاريع محددة في نواكشوط، ودون استبعاد ان تكون الشركة نفسها هي من «اعدّ خيمة القمة».
واللافت هنا ما تقوله الجهة الاعلامية القريبة من النظام في مصر من ان الخطة التي وضعها رجب طيب اردوغان، قبل محاولة الانقلاب، وهي لا تزال قابلة للتنفيذ تقضي بتكثيف دعم «الاخوان المسلمين» في لبنان بكل الوسائل  الممكنة ليشكلوا قوة ضاربة على الارض.
ولا يعرف ما اذا كان المقصود بهذا الكلام «الجماعة الاسلامية» التي هي الجناح اللبناني في التنظيم العالمي لـ«الاخوان المسلمين» وان كان معروفاً ان الجماعة تميل الى الاعتدال «لكن التشابكات الاقليمية، كما على مستوى الداخل اللبناني، تجعل الامور كلها قابلة للتحقيق وللتصديق».
الرئيس تمام سلام، اطلق صرخة امام اهل القمة وعادت مصادره تقول ان الوضع العربي الراهن صعب ومعقد، ولا يبدو ان الاشهر المقبلة ستشهد جديداً، كما ان الحديث في المساعدات المالية لا مكان له الآن ما دام احد لا يعلم على اي اسس ستستقر الامور، هذا اذا استقرت.
المصادر تضيف ان الدول العربية تتابع ما يجري بين واشنطن وموسكو على صعيد الازمة السورية التي هي «ام الازمات»، وان كانت القناعة العامة بان المئة يوم التي تفصل عن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة هي ايام ضائعة،  ولا مجال خلالها لاي جراحة ديبلوماسية يمكن ان تغيّر في المشهد العام، او في المشاهد الجانبية في المنطقة.
في كل الاحوال، المسؤولون اللبنانيون ابدوا ارتياحهم لان لبنان «نجا» من القمة التي كانت قراراتها باهتة، الى حد قول احد وزراء الخارجية «لكأننا كنا في حضرة بديع الزمان الهمذاني»، ولم يعرف حتى الآن ما هو رأي الوزير رشيد درباس الذي كان الوزير الوحيد في حاشية رئيس الحكومة. هل ينظم قصيدة في رثاء العرب؟حول الارهاب، مكافحته «ايا كانت صوره» انتهى الامر...
لا رهان على اي حلحلة في وضع النازحين، دول عربية تقول همساً ان المسألة تحتاج الى بعض البراغماتية، فالملف يضع لبنان امام مخاطر سياسية واجتماعية وامنية واقتصادية وحتى مخاطر استراتيجية، ولا مجال البتة للتقدم خطوة واحدة نحو الحل بالاعتماد على الكلام الاوروبي، او على المعونات المقننة..
وهنا تكشف «الديار» ان احد الوزراء البعيد عن دمشق اقترح على مرجع كبير عرض المسألة على طاولة الحوار في ثلاثية آب على انها المسألة الاكثر تهديداً للواقع اللبناني وللمصير اللبناني.
ولا يخفى على احدا ن هناك وزراء في تيار المستقبل لا يمانعون مبدئياً في فتح قناة تواصل مع دمشق (في الاطار التقني لا السياسي) من اجل ايجاد حل لخفض عدد النازحين في لبنان...
الوزير درباس رأى «ان اقحام فكرة التواصل مع الحكومة السورية حول ملف النازحين يؤخر الفكرة المطروحة حالياً، وهي اقامة مناطق آمنة للنازحين وقد يحبطها».

ـ عين الحلوة ـ

الى ذلك، مسؤولون لبنانيون لاحظوا ان الجماعات الاسلامية في عين الحلوة تركز على استقطاب فتيان (وفتيات) من اللاجئين الفلسطينيين الهاربين من سوريا.
قيادي فلسطيني بعيد من الضوء قال لـ«الديار» ان قادة الفصائل ادركوا مدى السخط اللبناني على ادائهم حيال تلك الجماعات او الى حد اتهام مسؤولين في المخيم بالتواطؤ او بالازدواجية او حتى بالتآمر، مع التهديد بان السلطة اللبنانية لا يمكن، في حال من الاحوال، ان تقبل ببقاء الوضع على ما هو عليه، هذا ما تناهى الى اذني عضو اللجنة المركزية في حركة «فتح» عزام الاحمد، والذي يمسك بملف اللاجئين في لبنان.
الاحمد سمع وجها لوجه ان مسؤولين لبنانيين يعتبرون ان المشكلة في رام الله وليست في عين الحلوة، اذ ان القيادة الفلسطينية تركت الوضع في حركة «فتح» وهي التي يفترض ان تكون القوة المركزية في المخيم، بالف رأس، وكل رأس في اتجاه، والى حد القول ان هناك في رام الله من يغطي توسع الجماعات المتطرفة للضغط، في الوقت المناسب، على السلطة اللبنانية.

الجمهورية :

مثلما سافر الوفد اللبناني برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام الى قمة موريتاينا، عاد يحدوه الامل في استجابة عربية لطلب لبنان مَدّ يد العون له في التصدي للأزمات التي يعانيها، وفي مقدمها أزمة النازحين السوريين.

تعود الحركة السياسية الى الدوران مجدداً في حلقة المراوحة ذاتها حول كل الملفات الخلافية، فيما شكّل انكشاف الخطة الارهابية التي كانت تعدّها المجموعات الارهابية لخلق الفوضى في البلد، البند الأول في سلّم المتابعات الداخلية، بالتوازي مع اجماع داخلي على التحصين الداخلي على كل المستويات، والالتفاف حول الجيش والاجهزة الامنية في مواجهة هذا التحدي الارهابي، وإحباط هدف المجموعات الارهابية والتكفيرية في تخريب الداخل اللبناني واشعال الفتنة.

«أمر اليوم»

وفيما كشف مرجع امني كبير لـ«الجمهورية» أنّ الجيش رفع من وتيرة اجراءاته في الساعات الأخيرة تحسباً لأي عمل تخريبي تحضّر له المجموعات الارهابية، علم انّ «أمر اليوم» الذي سيصدر في وقت قريب جداً عن قائد الجيش العماد جان قهوجي لمناسبة عيد الجيش في الاول من آب المقبل، سيتضمن تحديداً لمكامن الخطر الذي يتهدد لبنان، وتوجيهات الى العسكريين بالبقاء على الجهوزية العالية لمواجهة اي خطر ارهابي محتمل.

مصادر وزارية

الى ذلك، لم تستبعد مصادر وزارية إمكان اثارة الوضع الامني في مخيم عين الحلوة في ضوء ما تُعدّه المجموعات التكفيرية من خطط لضرب الداخل اللبناني، وبدا ان ثمّة اجماعاً داخلياً على النأي بالبلد عن خطر الارهاب، واذا كان ذلك يتطلب مزيداً من الاحتضان للجيش في المعركة التي يخوضها مع الاجهزة الامنية ضد المجموعات الارهابية، ليس فقط بتوفير الغطاء السياسي، وإنما بالسعي الى توفير كل المقومات والامكانات له. ويبقى الاهم في موازاة التحصين العسكري والامني هو التحصين السياسي.

فنيش لـ«الجمهورية»

وفي هذا السياق، اكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش لـ«الجمهورية» انّ «التحصين الاساس للبلد يكمن في ادراك ضرورة النأي به عن كل التأثيرات والتداعيات الخارجية، وعن كل من يرى له مصلحة في تهديد الوضع الامني». واكد انّ «المطلوب وبإلحاح، هو الّا نسمح للخلافات السياسية الداخلية ان تشكل منفذاً وذريعة وفرصة لتوظيفها من قبل كل من يهدد الامن في لبنان».

درباس لـ«الجمهورية»

وقال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«الجمهورية»: «التحصين السياسي للبنان هو بأن نبادر جميعاً الى ان نجعل من الدولة دولة، لا ان نبقيها في قاعة الانتظار الى حين ان تفسّر بعض المنامات الداخلية والخارجية».

ورأى درباس «انّ اولى خطوات التحصين هي المسارعة في انتخاب رئيس الجمهورية وإطلاق عجلة العمل في البلد، وهذا يستدعي المسارعة الى وضع الموازنة العامة حيث لا يجوز ان يبقى حال الحكومة وزارات بموازنات «لا معلّقة ولا مطلّقة»، وإذا كان وزير المال قد شرح لنا المالية العامة معتبراً انّ هذا الوضع لا يدعو الى الذعر، الّا انه يدعو الى القلق».

عريجي لـ«الجمهورية»

بدوره، اوضح وزير الثقافة روني عريجي لـ«الجمهورية» «انّ التحصين السياسي يتطلب اعلان التعبئة السياسية العامة، اولاً لانتخاب رئيس
الجمهورية قبل اي عمل آخر، وتفعيل المؤسسات الدستورية ولا سيما مجلس النواب والحكومة، وبالتالي اجراء انتخابات نيابية بقانون انتخابي يؤدي الى مزيد من التحصين بسلامة وعدالة التمثيل لكلّ مكونات المجتمع اللبناني».

اضاف: «ولا يقلّ اهمية ان نبادر ايضاً الى إيلاء المسألة المالية والاقتصادية الاهمية القصوى، ووضع البلد على سكة الحلول الجذرية للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية، فإذا لم نحصّن الداخل، بإعادة ترميم علاقة الثقة بين المواطن والدولة، نضعف اي جهد او محاولة لمواجهة التحديات وفي مقدمها التحدي الارهابي».

شهيّب لـ«الجمهورية»

واكد وزير الزراعة اكرم شهيّب لـ«الجمهورية» انّ «التحصين الداخلي السياسي والاقتصادي والاجتماعي ضرورة لبنانية قصوى لا تقل اهميتها عن التحصين الامني وضرورته في مواجهة خطر الارهاب الذي يتهدّد البلد».

واضاف: «انّ كل هذا التحصين يتطلّب الغطاء السياسي الشامل، وهذا أساسه حفظ المؤسسات الدستورية من رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة. إنها حلقة متكاملة ينبغي وصلها كلها بعضها ببعض، بدءاً بانتخاب رئيس الجمهورية، ممّا يمكّننا من الصمود ومواجهة خطر الارهاب». وقال: «لا بد من استنفار سياسي عام لتفعيل مؤسسات الدولة وحمايتها، هذا الهدف يجب ان يتوحّد الجميع حوله».

 

اللواء :

استبعد الرئيس تمام سلام ان يُنجز بند ملف الاتصالات في جلسة مجلس الوزراء اليوم، أولاً نظراً لتشعبه، وثانياً للحاجة إلى مناقشة تقنية وموضوعية، وثالثاً لعدم سلق الموضوع وتحريره من السجالات والمزايدات أو الحملات التي لا تستند إلى أي أساس، فيما قالت أوساط «عونية» لـ«اللواء»: «سنسمع ما سيقدمه الوزير بطرس حرب، في ما خص دفتر الشروط والتلزيم قبل مناقشة التجديد لعقود الهاتف الخليوي، مشيرة إلى ان هناك ارجحية لبت الملف في جلسة الحكومة اليوم».
ومن غير المؤكد التوصّل إلى نتيجة قاطعة، في ظل ما نقل عن أوساط الوزير حرب من ان الوقت قد لا يسمح لمناقشة كل المواضيع المتعلقة بالوزارة، مع التأكيد على ان عقد التمديد لشركتي الخليوي غير مطروح على جدول الأعمال خلافاً لما وزّع على الوزراء يوم السبت، محذرة من التمادي في السجال الكيدي الذي تطغى عليه المصالح الشخصية، ومن الدوران في الحلقة المفرغة، وهذا من شأنه ان ينعكس على المناخ السياسي في البلاد، بما في ذلك جلسات الحوار التي تبدأ الثلاثاء المقبل وتنتهي الخميس ضمناً، «فنكون خرجنا كما دخلنا».
وفي حين لمح رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل إلى إمكان إثارة ملف الانترنت غير الشرعي من زاوية ان مدير عام هيئة أوجيرو عبد المنعم يوسف بحكم موقعه والتغطية السياسية له سواء من الوزير او من مرجعيته السياسية يعيق استفادة اللبنانيين من الانترنت، نقل عن وزير آخر ان مجلس الوزراء قد يتحاشى الدخول في هذا المخاض على الرغم من انه مطروح في ملف الاتصالات اما لضيق الوقت، أو لأن الملف هو لدى الأجهزة القضائية، أو خشية تعريض الحكومة إلى اهتزاز.
وحسب معلومات «اللواء» انه ما دام التمديد شهراً فشهراً لشركتي الخليوي لضمان استمرار عمل هذا القطاع أمر طبيعي، فإن النقاشات في المجلس لن تأخذ وجهة العجلة، مع العلم ان الرئيس سلام بعد الجلسة سيغادر في زيارة خاصة خارج لبنان وربما لمطلع الأسبوع المقبل، وهو أشار في الطائرة التي اقلته إلى بيروت عصراً، إلى أهمية التوافق السياسي بين القوى السياسية لتسيير شؤون البلاد في هذه الظروف التي تتراكم فيها المشكلات، محذراً من صعوبة وخطورة الأوضاع، وداعياً الجميع إلى بذل أقصى الجهود من أجل إنهاء الفراغ الرئاسي.
إلى ذلك، توقع مصدر وزاري ان يستهل الرئيس سلام الجلسة بكلام سياسي يتعلق بمشاركة لبنان في القمة العربية حيث أكّد على ثوابت الموقف اللبناني، لا سيما في ما يتعلق باعتبار حزب الله مكوناً لبنانياً، وأن لبنان ملتزم بالقضايا العربية، بما في ذلك التزام الأمن القومي العربي وبرفض التدخل في الشؤون الداخلية العربية.
ولم يستبعد المصدر ان يعرب الرئيس سلام عن اسفه لامتناع ثلاثة من وزراء الوفد اللبناني عن المشاركة في القمة، مما أضعف الموقف اللبناني فيها، وجعل الوفد يقتصر على وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس.
جلسة اللجان
اما نيابياً، فقد توقفت الأوساط عشية جلسة اللجان النيابية اليوم، عند حرص الاتحاد الأوروبي، عبر سفرائه المعتمدين في بيروت، مع ممثلي الكتل النيابية المشاركة في اللجان، وفي مقدمها نائب رئيس المجلس فريد مكاري، على مناقشة الصعوبات التي تواجه التوصّل إلى قانون انتخاب جديد، انطلاقاً من ثلاث نقاط:
1- حرص الاتحاد الأوروبي على اجراء انتخابات نيابية وعدم التمديد للمجلس مرّة ثالثة.
2- إمكان المساعدة في تذليل العقبات التي تحول دون الاتفاق على قانون يجمع بين النسبي والاكثري.
3- انه لا يجوز ربط اجراء الانتخابات بإقرار القانون مع أهمية ذلك، وبالتالي فلا مانع من اجراء الانتخابات على أساس قانون الـ60.
وشكلت هذه النقاط الثلاث رسالة أوروبية بالغة الأهمية حول الحرص على رؤية العملية الديموقراطية تتجدّد في لبنان، وأن الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يتعاطى مع مجلس ممدّد له مرّة ثالثة.
وعلمت «اللواء» أن سفيرة الاتحاد في لبنان كريستينا لاسن ستتولى متابعة هذا الملف من الآن إلى إجراء الانتخابات النيابية، معتبرة أن عدم الاتفاق على القانون ليس عذراً لعدم إجراء الانتخابات النيابية، طالما أن لبنان تمكن سابقاً من إجراء الانتخابات البلدية بنجاح.
أشارة إلى أن معلومات رجحت إمكانية عدم اكتمال النصاب القانوني للجلسة اليوم، تبعاً لعدم جدوى الاجتماع بين ممثلي الكتل في ظل استمرار الخلاف على صيغة القانون الانتخابي العتيد.
حراك جعجع
أما رئاسياً، فدافع الوزير باسيل عن حق العونيين بأن يحلموا بوصول النائب ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، مؤكداً أن لا رئاسة جمهورية بدون حلمنا، مما يعني أن لا انتخابات رئاسة إذا لم يكن عون هو الذي سيُنتخب.
وفي هذا الإطار، أعادت مصادر سياسية في «التيار الوطني الحر» التأكيد على أن التيار ما زال يراهن على الاتصالات التي يجريها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، مؤكداً ثقته بأن الرجل جدّي في دعم ترشيح عون، وأن جهوده لم تتوقف، مستبعدة أن يلجأ وزراء التيار إلى أية خطوة تؤثر سلباً على الجهود المبذولة على صعيد الاستحقاق الرئاسي.
وكان جعجع، في مداخلة مع محطة M.T.V ضمن برنامج «بيروت اليوم»، قال أنه من المهم إقناع الرئيس سعد الحريري بتبنّي ترشيح عون، وأن «حزب الله» برأيه غير جدّي بالسير بترشيح عون، لأن النصاب اليوم مؤمّن والأكثرية مؤمّنة، وشدّد على أن المشكلة الاستراتيجية في الملف الرئاسي هي أن إيران في حساباتها الاستراتيجية تريد الفراغ.
ووفقاً لمصدر سياسي قريب من 14 آذار، فإن جعجع يبني تحركه على البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن الدولي الذي دعا إلى انتخاب رئيس للجمهورية حفاظاَ على استقرار لبنان.
كتلة «المستقبل»
في المقابل، خلا البيان الأسبوعي لكتلة «المستقبل» النيابية التي اجتمعت أمس، من أي إشارة إلى المسألة الرئاسية واستمرار الفراغ الرئاسي، فيما لفتت إلى أن استمرار تورط «حزب الله» في سوريا والعراق يعرّض المصلحة العربية للخطر، كما يعرّض المصلحة اللبنانية ومصالح اللبنانيين في العالم العربي أيضاً للخطر، وهو عملياً يفرض على المسؤولين اللبنانيين مواجهة مواقف محرجة ومربكة لدى مشاركتهم في القمم والاجتماعات العربية.
وركزت الكتلة في جزء مهم من بيانها على رفض توطين النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، أفسحت في المجال أمام خطورة تدهور التغذية بالطاقة الكهربائية مستنكرة هذا التدهور السريع في إمداد الطاقة للمواطنين لا سيما في هذا الصيف الحار، عازية مسؤولية ذلك إلى وزراء «التيار الوطني الحر» وحلفائه الذين رفضوا العمل وفق القوانين، ولا سيما القانونين 462 و181 والمسارعة إلى تأليف الهيئة الناظمة لهذا القطاع.
وتوقفت الكتلة كذلك عند خطورة انتشار وتمدّد ضواخر العنف في العالم، مستنكرة أعمال الإرهاب والعنف الأعمى التي ضربت خلال الأيام الماضية في عدد من العواصم والمدن في العالم، وكان آخرها في روان في فرنسا.
إشارة إلى أن هذه الجريمة كانت موضع استنكار من الرئيس سعد الحريري الذي اعتبر أن ثقافة الإرهاب بالسكاكين وقتل الأبرياء سترتد على أصحابها ومروجيها مهما بلغت بهم حدود الإجرام، كما استنكر الجريمة الرئيس نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط و«حزب الله».
سماحة والأسير إلى رومية
قضائياً، ووفقاً لما سبق وأشارت إليه «اللواء» نُقل ميشال سماحة الوزير السابق والمحكوم بجرم نقل أسلحة ومتفجرات والاشتراك في مخططات تضرب الاستقرار الوطني والعيش المشترك عبر نقل أسلحة من سوريا إلى لبنان، والشيخ أحمد الأسير الذي يُحاكم بتهمة قتل جنود من الجيش اللبناني والتحريض على الفتنة في البلاد والفرار من وجه العدالة قبل القبض عليه، نُقلا إلى سجن فرع المعلومات في رومية، وذلك من سجن الريحانية في وزارة الدفاع.

الاخبار :

كل المقاربات الدولية لقضية النازحين السوريين تصبّ في طاحونة إدماجهم في البلدان المضيفة، ومنها لبنان. آخر هذه المقاربات مبادرة أميركية ستطلق في 20 أيلول المقبل، في مؤتمر مخصص للاجئين يعقده الرئيس باراك أوباما لقادة الدول على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

والأبرز في الاعلان غير الملزم الذي سيصدر عن المؤتمر، ويجري التفاوض حوله، أنه يحض الدول المضيفة على «البدء بالاجراءات القانونية وتجهيز البيئة الملائمة لاعطاء الجنسية للنازحين في الدول المضيفة بعد توفير شروط الاندماج الاجتماعي والاقتصادي لهم». ويركّز المؤتمر على مسائل قد تشكّل أساساً لحلول دائمة لأزمة النازحين، ولا سيما «التعليم» و«إعادة التوطين» و«خلق الوظائف»، و«الالتزام» بالانتقال من تقديم المساعدات للنازحين المحتاجين الى مساعدتهم على تلبية حاجاتهم بأنفسهم (shift from delivering aid to ending need). بكلمات أخرى: إيجاد طرق تساعدهم على الاندماج اقتصادياً ومعيشياً في البلدان المستقبلة بما ينهي تدريجيا، ومع مرور الوقت، من الاعتماد على الخارج، لصالح اللجوء الى حلول اكثر استدامة، عبر الاعتراف بحقوق النازحين في الاقامة والعمل القانوني.


تصف مصادر دبلوماسية
الاعلان الأميركي بأنه «أسوأ بمرات» من تقرير بان كي مون

 


الخطر في الاعلان الأميركي المقترح، بحسب مصادر دبلوماسية لبنانية، أنه يدعو الى مساعدة الدول المضيفة على التأقلم مع مكوث طويل الأمد للنازحين، ويأتي في سياق حشد الدعم للمبادرة التي سيطرحها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في الاجتماع الرفيع المستوى الذي سيعقد في الأمم المتحدة في 19 أيلول حول «التعامل مع التحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين في العالم». وتصف المصادر الاعلان الأميركي بأنه «أسوأ بمرات من تقرير بان كي مون» (راجع الاطار المرفق).
المصادر الدبلوماسية أشارت الى أن «لبنان أبدى، في نقاش أولي للاعلان الأميركي، تحفظات عن بعض البنود التي تتعارض مع الثوابت الوطنية والدستورية، مؤكداً أن عودة النازحين واللاجئين الى بلادهم هي الحلّ النهائي المنشود. ورغم أن الجانب الأميركي أخذ ببعض المقترحات في مشروع النص، إلا أن لبنان يفضّل التريث في هذه المرحلة وعدم الارتباط بأي مواقف ــــ وإن كان الاعلان غير ملزم ــــ تحسباً لتغييرات قد تدخل على النص المقترح».
وتؤكد المصادر أن «المخاوف من التوطين لم تعد مجرد فزاعة تستخدم في المزايدات السياسية الداخلية، بل باتت حبراً على ورق دولي». ورغم التأكيدات الدولية بأن مثل هذه التوصيات لا تتعلق بلبنان حصراً، إلا أن المصادر تشير الى أن ارتكاز هذه المبادرات على ترسانة من المبادئ والمواثيق الدولية «تجعلنا نبدو في مظهر المخالف للمواثيق والعهود الدولية رغم أن لبنان لم يوقع على بعضها كاتفاقية 1951 الخاصة بوضع اللاجئين». وتلفت الى أن كل المقاربات الدولية لايجاد حلول طويلة الأمد لأزمة النازحين ترتكز على إدماجهم في المجتمعات المضيفة «وهو ما لا قدرة لنا على تحمله»، أو إعادة التوطين في بلدان ثالثة «وهو ما يشكل حلاً لبعض الحالات ولكن ليس حلاً شاملاً للأزمة»، فيما «يتم دائماً التغاضي عن خيار عودتهم الآمنة (لا الطوعية) الى المناطق الآمنة في بلادهم

 
  |   عدد القراء: 670
 

مقالات ذات صلة

 
 
ارسل تعليقك على هذا المقال
 
الإسم الكامل *
 
 
البريد الإلكتروني*
 
 
التعليق*
 
 
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع