أنا الأب جاك هامل، الكاهن الفرنسي الذي ذبحتموه اليوم في كنيستي، أنا الكاهن الذي اتبعت المسيح لأحيا معه ولأتشبّه به.
لقد قتلتموني بسبب حقدكم عليّ فأنا برأيكم كافر “وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم. وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات. فإنه يشرق شمسه على الشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين” متى 5: 44 – 45.
أنتم لا تعرفون الله ابداً، وهذا الله الذي تقتلون الناس باسمه، ليس إلهنا، لكن أقول أيضاً لكم وللغاضبين ” أحبوا أعداءكم وأحسنوا واقرضوا وأنتم لا ترجون شيئاً فكون أجركم عظيماً وتكونوا بني العلي فإنه منعم على غير الشاكرين والشرار، فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم، ولا تدينوا فلا تدانوا. لا تقضوا على أحد فلا يقضى عليكم. اغفروا يغفر لكم، أعطوا تعطوا. كيلاً جيداً ملبداً مهزوزاً فائضاً يعطون في أحضانكم. لأنه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم” لوقا 6: 35 – 38.
لقد أعطيتموني هدية عملت جاهداً لتحقيقها، أن ألتقي الرب، إلهي، سريعاً، فأدّيتم لي خدمة العمر، قتلتموني على مذبح الرب وأنا في داخل الكنيسة وجسد الرب في يدي، وصرت شهيد المحبة، مردداً ” فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا” 1 كورنثوس ١٥: ٥٥.
أنا في راحتي الأبدية اليوم، أما راحتكم ستكون عذاباً أبدياً، ورغم هذا أصلي لكم كي تتوبوا، وأقول “لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا، فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ”، يوحنا ٥: ٢٨- ٢٩.
تحاولون قتلنا، فهل نحن كفار لهذه الدرجة؟ السنا أخوة ولنا رب واحد، لكن، أوافقكم رأيكم، ان الهنا ليس واحداً، ونبينا ليس واحداً، فنحن ربنا يسوع المسيح وربنا هو الهنا، لهذا أتفق معكم بهذا أن الهنا لا يشبه الهكم، “اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِيسوع فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ”، يوحنا ٦: ٤٧.
لقد تناولت جسد الرب اليوم، وهل تعلمون ماذا يقول الله عن جسده “مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ”، يوحنا ٦: ٥٤، فانا قائم بين الأموات، أشاهد وجه الله، أما أنتم، فأصلي أن تتوبوا علكم تعاينون وجه الله وألا تكون النار ما تعاينون.
أما من وعدكم بالجنة بقتل اخوتكم، فهو الى الموت يقودكم، “وَهذَا هُوَ الْوَعْدُ الَّذِي وَعَدَنَا هُوَ بِهِ: الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ” وها أنا أحيا الى الأبد وليتكم تعلمون أن الحياة والابدية هي مع يسوع وليس سواه. 1 يوحنا ٢: ٢٥
وفي النهاية، رغم حقدكم وقطع رأسي أقول، أحبّكم.
أليتيا - فرنسا