وسط الإنقسامات والأزمات المستمرة في المنطقة العربية، انعقدت القمة العربية السنوية في العاصمة الموريتانية نواكشوط في حضور ستة فقط من الزعماء العرب واختصرت الى يوم واحد بدل يومين كما كان مقررا.
وكان أعلن في وقت سابق عن مشاركة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ولكن اعلن لاحقاً انه لن يحضر "لاسباب صحية". كذلك لم يحضر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بسبب "اجندة داخلية مثقلة بالمواعيد". لكن صحيفة "المصري اليوم" عزت اعتذار السيسي عن حضور القمة إلى كشف محاولة اغتيال كانت ستستهدفه في العاصمة الموريتانية.
ونسبت إلى مصادر طلبت عدم ذكر اسمها أنه وردت "معلومات مؤكدة" إلى رئاسة الجمهورية تفيد أن الرئيس السيسي سيتعرض لمحاولة اغتيال حال وجوده في موريتانيا، موضحة أن هذه المحاولة ليست الأولى تستهدف السيسي خلال جولاته الخارجية، وأنه بناء على تلك المعلومات تقرر عدم مشاركة الرئيس في القمة.
وقد حضر كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ورؤساء السودان واليمن والصومال وجيبوتي وجزر القمر، فيما أوفد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين رئيس الوزراء هاني الملقي.
وأكد الزعماء العرب في "إعلان نواكشوط" الذي اصدروه في ختام القمة "التزام تطوير آليات مكافحة الإرهاب أيا كانت صوره، وتعزيز الأمن والسلم العربيين، ودرء ثقافة التطرف والغلو ودعايات الفتنة وإثارة الكراهية".
وشدد الإعلان على مركزية القضية الفلسطينية، وحض على تكريس الجهود للتوصل الى حل شامل وعادل ودائم يستند إلى مبادرة السلام العربية.
وأبدى ترحيب الزعماء العرب بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام قبل نهاية السنة الجارية، يمهد له بوقف جميع النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية لتحقيق حلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كاملة السيادة على مجالها الجوي ومياهها الإقليمية وحدودها الدولية، وفق إطار زمني.
ودعا البيان الأطراف في ليبيا إلى السعي الحثيث لاستكمال بناء الدولة من جديد والتصدي للجماعات الإرهابية. وناشد الافرقاء في اليمن تغليب منطق الحوار والعمل على الخروج من مسار الكويت بنتائج إيجابية تعيد الى اليمن أمنه واستقراره ووحدة أراضيه في أقرب وقت.
وأعرب عن الأمل "في أن يتوصل السوريون إلى حل سياسي يعتمد على الحفاظ على وحدة سوريا ويصون استقلالها"، وأكد "دعم العراق في الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه ومساندته في مواجهته للجماعات الإرهابية وتحرير أراضيه من تنظيم داعش الارهابي".
وتجدر الإشارة إلى أن جامعة الدول العربية أعلنت في شباط الماضي نقل اجتماعات القمة إلى موريتانيا، بعد اعتذار المغرب عن استضافة الاجتماعات التي كانت مقررة في نيسان الماضي.

 

قمة مختصرة
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قال لدى افتتاحه القمة إن الإرهاب أحد التحديات التي تواجه العرب، وإن المنطقة ستبقى في حال عدم استقرار ما لم تحل القضية الفلسطينية.
وتسلم الرئيس الموريتاني الرئاسة الدورية لقمة جامعة الدول العربية من ممثل الرئيس المصري رئيس الوزراء شريف إسماعيل الذي ألقى خطاب السيسي أمام القمة.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط الذي يحضر القمة الاولى منذ انتخابه اميناً عاماً خلفاً لنبيل العربي في وقت سابق من هذه السنة: "سأحرص على الحيادية خلال عملي كأمين عام للجامعة"، معتبراً أن "الجامعة العربية في حاجة إلى التطوير العاجل لمواجهة التحديات".
وقال الرئيس السوداني عمر حسن احمد البشير: "إننا نجدد دعمنا للجهود الأممية للتوصل إلى حل سلمي للنزاع السوري".
وقدّر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي "موقف العرب المساند للشعب اليمني والشرعية"، وذكر أن "الحوثيين و(الرئيس اليمني السابق علي عبدالله ) صالح بدعم من إيران واصلوا الانقلاب على الشرعية والشعب"، "الشعب اليمني لايزال يقاوم الميليشيات الطائفية".
أما رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، فقد أبدى ترحيبه بالمبادرات الساعية الى إنهاء الأزمة السياسية لليبيا، لافتا إلى أن "الجيش الليبي يواجه داعش على رغم ضعف الإمكانات"، مشدداً في السياق ذاته على "رفضه لأي تدخل خارجي ينتهك السيادة الليبية دون الاتفاق مع حكومة بلاده".