هل كان من الضروري إطلاق تعهدات جديدة تذكرنا بطوفان التعهدات المماثلة التي سبقتها ولم تنفذ، وهو ما جعل"داعش" والإرهاب يتغوّلان في ما يشبه حرباً عالمية ضربت حتى الآن في أكثر من عشرين بلداً؟
وزراء الخارجية العرب تعهدوا في نواكشوط بعد اجتماعاتهم التمهيدية للقمة العربية هزم الإرهاب، وقال سامح شكري "يجب هزم الإرهاب، هذه أولوية"، بينما دعا ندّه الموريتاني أسلكو ولد أحمد إيزيد بيه الى تنسيق أكبر مع الدول الأفريقية لتحقيق هذا الهدف!
لكأن التنسيق مع أفريقيا سيعوّض فضيحة التقصير التي سجّلها حتى الآن "التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب" الذي يضم ٦٤ دولة والذي شُكّل قبل أكثر من عامين ليتباهى به باراك أوباما، وعلى رغم هذا تفشى الإرهاب وصار ينفّذ جرائمه من أوكلاهوما الى كابول مروراً بعدد من العواصم الأوروبية وصولاً الى البلدان العربية في المشرق والمغرب!
من المثير ان التعهّد العربي وصل من نواكشوط الأحد بعدما سبقه الأربعاء تعهّد دولي من قاعدة أندروز العسكرية خارج واشنطن جاء نتيجة اجتماع ثلاثين وزيراً للدفاع في الدول التي تشارك في التحالف الدولي، والذي يعمل على "الطريقة العربية"، فلطالما إستمعنا الى عدد من زعمائه يَعِدون بضرب الإرهاب واجتثاث "داعش"!
لطالما بشّروا بخطط وعرضوا أجندات في خلال عامين ولكن من دون أي نتيجة حاسمة حتى الآن، بل على العكس صارت العمليات الإرهابية عابرة للحدود والقارات، وباتت تستعمل أسلحة لا تتمكن أجهزة الرصد من مصادرتها ووقفها، كالشاحنة التي دهست الناس في نيس مثلاً، والفأس التي هاجمت القطار في ألمانيا، إضافة الى المنجل وسكاكين المطابخ وربما الحجارة!
آشتون كارتر يقول إنه "بفضل" التحالف الدولي والخطط الواضحة والمدروسة للحملة العسكرية والقوات المشاركة، و"بفضل" تضحيات قواتنا العسكرية زاد الله فضلكم] بتنا نسيطر الآن على هذه الحرب وحققنا نتائج على الأرض... ولكن ماذا عن الغريزة المتوحشة للقتل الكيفي والعشوائي التي تتفشى في أكثر من بلد في العالم ؟
خطة التحالف الدولي تشمل ثلاثة محاور هي: أولاً "تدمير الأرهاب في سوريا والعراق" ويمكن تحقيق هذا إذا توافرت الجديّة الميدانية المفقودة حتى الآن، ثانياً "مطاردة التنظيم في كل أنحاء العالم" وهذا صعب لأن الإرهابيين الذي يخرجون لتنفيذ جرائمهم ذئاب نائمة داخل النسيج الإجتماعي، ثالثاً "حماية دولنا بالتعاون الأمني والإستخباري" وهذا أمر قائم لكنه لا يكفي!
عملياً تأخرت الدول العربية وتأخر التحالف الدولي في العمل الجاد لوأد الإرهاب قبل ان يتفشى كقنبلة عنقودية في كل العالم، والقضاء على الإرهابيين ليس معركة وتنتهي، انه حرب مفتوحة على الأوكار وإيديولوجيا القتل وثقافة الموت كمدخل الى حياة في الجنة عبر قتل الآخرين، لكأن السماء حفّارة للقبور... إنها حرب دموية طويلة!
حرب دموية طويلة
حرب دموية طويلةراجح الخوري
NewLebanon
التعريفات:
مصدر:
النهار
|
عدد القراء:
642
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro