اختصار القمة في موريتانيا بيوم واحد، لعله اهم قرار في تاريخ جامعة الدول العربية. أصلاً ما الداعي الى الالتئام والانعقاد والتلاقي والاجتماعات. فالسفر الى نواكشوط لمدة يومين مضيعة للوقت الثمين للزعماء والهاء لهم عن أعمالهم الجليلة ومتابعة الشؤون اليومية لشعوبهم والتحفيز على مزيد من الانجازات الفكرية والعلمية والنمو الاقتصادي الباهر الذي جعل دولنا تتصدر القوى العظمى في كل المجالات.
ما حاجة العرب الى اجتماع عربي شامل وهي تشاور وتحاور، فكل شيء على مايرام. أرض العرب للعرب، وهي مصونة من كل التدخلات الخارجية لايجرؤ أحد على المس بها بفضل التضامن العربي والتكافل وتحصين الديار في وجه أي طامع. فلسطين تنعم بالحرية. سوريا ترفل بالاستقرار ويقصدها طلاب الاسترخاء من كل ارجاء العالم. العراق يفيض بالخير والثروات على كل جيرانه. اليمن سعيد بمحبة أهله ودول الجوار. والربوع الليبية الهانئة تتربع على عرش السياحة الدولية. وحال الصومال محل فخر لكل العرب بإكتشافها داء الصوملة. ولبنان الاخضر نظيف كثلج جباله الابيض وبلغ التطور السياسي فيه والانتظام الاجتماعي إلى حد انه لايحتاج لا الى رئيس ولا الى حكومة ولا الى برلمان لادارة شؤونه. انه ظاهرة عالمية لم يعرف التاريخ مثلها ابدا ولن يعرف.
لم المظاهرالاحتفالية والبروتوكولات وصفّ الكلام، مادام للعربي كل ما يتمناه. هو محمي الرقبة مرفوع الرأس وينعم بالامان ويحسده اهل الارض على ترحاله الدائم من "زنقة الى زنقة" ومن خيمة الى خيمة ومن دار الى ديار الله الواسعة وباطن الارض والسماء. لايحتاج الى جواز سفر وان حمله حظي بالاحترام والوداد اينما حل. يكفي ان تقول إنك عربي في احدى العواصم الاوروبية او الاميركية حتى تخلو الاماكن من حولك. في القطار المقصورة لك وحدك. كذلك في المطعم ودار السينما. في الطائرة المقاعد المحاذية لك تخلى لراحتك. الكل يهابك... انت أشهر من النجوم الكبار. الكل يعرفك من طلتك ومن سحنتك ويفتح الطريق امامك.
دنيا العرب بألف خير. جامعاتنا تحقق المعجزات. هل تستطيع هارفرد وكايمبريدج والسوربون اقناع طالب واحد فقط بالموت من أجل قضية؟ لا . مدارس الازقة عندنا تفعل العجائب في هذا المجال. انها ترحل العشرات يومياً لملاقاة الحواري في جنات الخلد. مصانعنا فبركة توابيت لا تتوقف عن العمل. زهرنا يسقى بالدم.
غمرتمونا بالسعادة ورفعتم رؤوسنا حتى انفصلت عن رقابنا وامنتم لنا مستقبلاً زاهراً. شكراً على كل ما قدمتموه لنا ونكتفي بهذا القدر ولا نريد المزيد... وحان الوقت كي تحلوا عنا لأن ريحتكم طلعت.
أمين قمورية