دقّ الإرهاب مجدداً جرس الإنذار للّبنانيين، لمزيد من اليقظة في مواجهة هذا الخطر الذي يحاول الإرهابيون زرعَه في الأرجاء اللبنانية.
ولعلّ الخطير في الامر، تسليط الارهابيين أنظارَهم على البوّابة الجنوبية، انطلاقاً من مخيّم عين الحلوة، سعياً منهم، وفي التوقيت الملائم لهم، إلى جعلها منفذاً لمخطط خطير، كان الإرهابيون على وشك الشروع في تنفيذه لضربِ الداخل اللبناني بتفجيرات وغزوات وتدمير وإثارة فوضى في المناطق اللبنانية وزرع الفتنة بين اللبنانيين.
وعلمت “الجمهورية” من مصادر موثوقة أنّ المجموعات الإرهابية التكفيرية، عملت في الفترة الاخيرة على تشكيل عدد من الخلايا الإرهابية، وتجنيد الإرهابيين والانتحاريين داخل مخيّم عين الحلوة.
وأتبَعت ذلك بإعداد خطة خطيرة حدّدت فيها مجموعة أهداف:
الهدف الأوّل: ضربُ وحدات الجيش المتمركزة في محيط المخيّم، ومحاولة قطعِ خطوط إمداد الجيش ونقاطه ومواقعه الموجودة في أطراف المخيّم أو في المناطق القريبة أو حتى نحو طريق بيروت ـ صيدا. والأهمّ هو ضرب الطرق الحيوية التي يَسلكها الجيش اللبناني نحو ثكنِه بغية قطعِ المؤازرة عنه، وبالتالي يكون الهدف عزل تلك النقاط والانقضاض عليها.
الهدف الثاني: قطعُ طريق الجنوب، صيدا ـ الغازية، وأوتوستراد صيدا – الزهراني الذي يمرّ من مناطق محاذية للمخيّم، بصفته شرياناً حيوياً يجب قطعُه لكي يضيّق الخناق على “حزب الله” وبيئته. على أن يتمّ ذلك، إمّا بالقنص من بعيد من أماكن مشرفة داخل المخيم، وإمّا من طريق الغزو المباشر وتنفيذ هجمات مفاجئة وارتكاب مجازر في حقّ العابرين.
الهدف الثالث: إشغال الجيش وإرباكه، إنْ فكّرَ في شنّ عملية عسكرية ما، أو تنفيذ ضربة عسكرية ما للمخيّم في حال تحرّك ضد المناطق التي تأوي الإرهابيين الفارّين إلى داخل المخيّم.
ويروّج الإرهابيون، كما هو وارد في الخطة الإرهابية، أنّ الجيش سيعمل وفق سيناريو القضمِ لتلك المناطق، إنْ دخلَ إليها، أي عزلها وتقسيمها بغية تسهيلِ حركته فيها وتطويق الإرهابيين في جيوب صغيرة تمهيداً لقتلِهم أو اعتقالهم أو الانقضاض عليهم”.
الهدف الرابع: إحداثُ الفوضى في مدينة صيدا وجوارها عبر عمليات تفجير واغتيالات.
الهدف الخامس: إحداثُ فوضى كبيرة ودمار وترويع في سائر المناطق اللبنانية، وتحديداً في بيروت وضاحيتها الجنوبية عبر استهداف تجمّعات وأماكن سكنية مكتظة.
ولقد بلغَت الجيشَ معلومات موثوقة بأنّ أمير”داعش” في مخيّم عين الحلوة عماد ياسين قد تلقّى في الفترة الأخيرة توجيهات مباشرة من مسؤول العمليات الخارجية في “داعش” المدعو أبو خالد العراقي، يطلب فيها القيام سريعاً بعمليات تفجير كبيرة، على غرار تلك التي جرَت في العراق أخيراً وأوقعَت مئات الضحايا.
يتزامن ذلك مع تحرّكات مشبوهة تُعِدّها “داعش” والمجموعات الإرهابية لمنطقة الشمال، وثمَّة معلومات موثوقة عن محاولات لتهريب السلاح إلى المنطقة، بحيث تضرب بلدة عرسال عبر اغتيال وتصفية وجهائها إلى جانب أعضاء المجلس البلدي الجديد والمختارين الذين يَعتبر التنظيم الارهابي أنّهم لا يَدورون في فلكِه.
وأكدت مصادر فلسطينية لـ”الراي” أن “القوى الفلسطينية في لبنان انهمكت بمتابعة تطورات الأوضاع الأمنية في بعض مخيمات اللجوء لا سيما مخيم عين الحلوة والمية ومية (منطقة صيدا) في ضوء الأحداث المتسارعة وعودة المخاوف من القيام بعمل أمني في العمق اللبناني”.
ورصدت المصادر تطوريْن بارزيْن، الأول ما تمّ تداوُله على مواقع التواصل الاجتماعي وبات في عهدة القوى الأمنية اللبنانية من تعميم لتنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” وفيه “أمر عمليات” للمجموعات المسلحة للاستعداد للتنفيذ والانتقال من مرحلة “النصرة” إلى “الجهاد”، ويتضمّن مخططاً تفصيلياً بالخرائط لكيفية الهجوم على مناطق محدَّدة وقطْع الطريق الرئيسة بين صيدا والجنوب ومحاصرة “حزب الله” وجمهوره، وقطْع الطريق على إمدادات الجيش اللبناني وضرب بعض مواقعه المحيطة بمخيم عين الحلوة.
والتطوّر الثاني، كرّ سبحة تسليم المطلوبين من أنصار الشيخ الموقوف أحمد الأسير أنفسهم الى استخبارات الجيش اللبناني، حيث كان الأبرز في هذا السياق تسليم شقيق الفنان المعتزل فضل شاكر المدعو محمد شمندور “أبو العبد” نفسه لاستخبارات الجيش عند حاجز التعمير الملاصق لمخيم عين الحلوة حيث كان مختفياً عن الأنظار منذ أحداث عبرا التي وقعت بين مجموعة الأسير والجيش اللبناني صيف العام 2013 وهي الأحداث التي يُلاحق فيها قضائياً ايضاً الفنان المتواري شاكر بعدما كان التحق بالأسير.
صحف محلية وخليجية_ الكلمة أونلاين