لو قدر للفنانين الدخول الى عالم السياسة لحتلوا المراكز الأساسية في الدولة وما تمكن أحد من منافستهم من أهل الطوائف والأحزاب على اختلاف المشارب والأفكار وخاصة الفنانات من أهل الطرب أو الاستعراض .
قديماً طرح البعض انتخاب الملكة فيروز لرئاسة الجمهورية بعد أن عجز السياسيون عن انتخاب رئيس لدواع وظروف وأوامر خارجية . آنذاك كان المجتمع اللبناني متزوق للطرب الأصيل وكانت فيروز وصباح وماجدة الرومي أصدقاء الكبار والصغار وجميع اللبنانيين يستمعون اليهن في الصباح والمساء كضرورة يومية من ضرورات الحياة لإراحة النفس والارتفاع مع الصوت الملائكي والموسيقى الراقية الى سمو ورفعة ورتبة عالية من الإحساس في نعمة الوج
وكان السياسيون يصحون وينامون على أطناب الطرب الأصيل ولهم علاقة مباشرة مع أهل الفن الراقي وكان الكثيرون منهم من أهل الثقافة الفنية خصوصاً على خلاف ما هم عليه الآن سياسيو اللحظة الراهنة .
وكان جمهور فيروز وغيرها أكبر بكثير من جماهير المارونية السياسية آنذاك كما هو حال جمهور هيفا اليوم الذي يتجاوز بكثير سقوف الجماهير الغفيرة لآباء الطوائف والمراجع الدينية والسياسية ويبدو الفرق بين جمهور فيروز وهيفا هو ثقافة المجتمع التي تحوّلت مع الحرب الأهلية وسيطرة المفاهيم السياسية على العقول الطائفية الى مبتذلة ورخيصة بحيث لم يعد جيل كامل على معرفة بفيروز وغيرها من المبدعات في حين أنه لصيق فنّ مفرّغ من أيّ محتوى ومضمون فني وثقافي .
طبعاً لست بوارد المقارنة بين نوعين من الفنّ بقدر ما أريد التعرض للمستوى الفني الهابط لدى النخبة السياسية قبل جماهير الغفلة وأكثرهم لا يميزون بين الأصوات أو أنهم يغلقون مسامعهم لأصوات النساء لأنها عورات ولا يجوز الاستماع اليهن كما هو حال الوافدين على الوزارات والنيابة من جماعة الاسلام السياسي .
لم تنجح آنذاك الدعوة لانتخاب ملكة الشعب فيروز رئيساً للجمهورية لأنه لا يحق لها لأنها لا تنتسب في الهوية للطائفة المارونية كما أن السياسيين غضوا الطرف عن مجيء امرأة أو شخص الى الرئاسة من خارج الطبقة السياسية .
واليوم وبعد التعذر وعدم توافق أهل الطائف على انتخاب رئيس لجمهورية الطوائف يبدو طرح فنانة مثل هيفا لرئاسة الجمهورية أمر يبعث على الحلّ لمشكلة في التمثيل اذ أن المطروحين للرئاسة هم في شك من أمر تمثيلهم الطائفي والوطني وعليه يبدو أن المجيء بالرئيس الأقوى حضوراً وتمثيلاً هو الأوفر حظاً لتخليص البلاد من أزمة الفراغ الرئاسي ورغم أن الهوية الطائفة حاجز رئيس أمام الفنانة هيفا الاَ الضرورات تبيح المحظورات ويمكن للمجلس النيابي وبموجب قانون عاجل واستثنائي أن يسمح لغير الماروني من الترشح لمرة واحدة مع امكانية أن تتكرر في الرئاسات الأخرى وبذلك تنجو البلاد من محنة الرئاسة وتدخل الفرحة الى قلوب العباد وخاصة السياسيين منهم لأنهم سيتمكنون جميعاً من رؤية هيفا يومياً وعندها يترك اللبنانيون جانباً كل أدوية الأعصاب والضغط والسكري ويبدأ القلب بنبض جديد يعيد الشيخ الى صباه .
ان اللبنانيين في حاجة ماسة لراحة وخدمة 5 نجوم للتخلص من أوزار السياسة والسياسيين ويبدو الفن الاستعراضي هو الدواء للداء اللبناني السياسي المعتم للقلب والعين والمفقر للجيب .
ما الهم الاّ هيفا
ما الهم الاّ هيفاعلي سبيتي
NewLebanon
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
1542
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro