أظهرت تقديرات أخيرة بان إجمالي ما ينفق في الولايات المتحدة الامريكية على الرعاية الصحية لـ مكافحة السمنة يتجاوز 210 بلايين دولار سنويا ، منها 60 مليون دولار على منتجات انقاص الوزن . وفي تقرير بمجلة الرابطة الطبية الأمريكية في شهر حزيران ظهر أن 35% من الرجال و 40% من النساء و 17 % من الاطفال والمراهقين يعانون من السمنة.
اثنان من اساتذة دائرة العلاج الاسري في جامعة ميتشيغان نشرا في العدد الاخير من مجلة "ذي كونفرزيشن" ما وصفاه بأنه دحض علمي لمجموعة من الخرافات الشائعة بكثرة حول طرق الريجيم وتخفيض الوزن، وهي خرافات جمعوها من عينة اجتماعية عددها 300 شخص منهم 76 % نساء .
1- الخرافة الاولى وهي التي تقول ان تغييرات بسيطة في البرنامج الغذائي والتمارين يمكن ان تعطي نتائج كبيرة وطويلة الامد في موضوع الريجيم.
وقال الباحثان ان هذا خطأ لأن التغييرات الصغيرة لا تؤثر حيث ان الجسم من الناحية الفسيولوجية يحاول دوما الاحتفاظ بنفس الوزن.
2- الخطأ الثاني هو الذي ينصحون فيه المنخرطين في الريجيم بألا يضعوا لانفسهم أهدافا عالية ، بحجة أن ذلك سيؤدي بهم الى الاحباط.
وينصح الباحثان بأن يضع الناس لانفسهم اهدافا عالية لكن في حدود معقولة ، ومهما تحقق فانه جيد، وليس صحيحا ان عدم تحقيق الاهداف العالية يؤدي الى نكسة.
3- مرة أخرى، أظهرت الدراسات أن فقدان كمية أكبر من الوزن بسرعة في البداية (ربما أثناء الحماس في البداية) يضمن انخفاض الوزن في المدى الطويل .
وبذلك فان الباحثين يرفضان النظرية الشائعة التي تقول ان الانخفاض الكبير السريع في الوزن عملية غير مأمونة ويمكن ان ترتد سلبا.
4- لكن أكثر الاوهام التي عكفوا على نفيها بالارقام والفحوص الطبية، هي التي تقول إن الافراط في ممارسة الجنس يمكن ان يكون نوعا من الريجيم وتخفيف الوزن بسبب السعرات الحارية المحروقة في العملية.
وقد استعان الباحثان بدراسات مخبرية على رجال ونساء اثناء ممارسة الجنس في مختلف الاوضاع ، وتبين لهم ان العملية الجنسية التي تستغرق 6 دقائق لرجل في الثلاثينات لا تحرق سوى 20 سعرة وهذا المعدل يزيد فقط 14 سعرة غذائية عن ما يفقده الجسم اثناء الجلوس ومراقبة التلفزيون.
المسح المخبري الجامعي تضمن اخضاع رجال ونساء للعملية الجنسية في اوضاع متفاوتة وتم خلالها مراقبة التغيرات في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وتقلب معدل ضربات القلب أثناء ممارسة النشاط الجنسي.
وقد تم قياس معدل ضربات القلب ومعدل كمية الاكسجين المستهلك لدى عشرة من الرجال الأصحاء خلال أربعة أنشطة جنسية محددة: الجماع مع الرجل في الأعلى، والجماع و المرأة في الأعلى، وكذلك قياس المؤشرات اثناء إثارة المرأة للرجل بدون جماع ، وكذلك للرجل اثناء التحفيز الذاتي. وعند المداعبة سجلت نتائج طفيفة لكن معتد بها احصائيا في متغيرات القلب والتمثيل الغذائي.
وسجل المسح المخبري ان الجهد وحرق السعرات كان متوسطا لفترات قصيرة نسبيا اثناء التحفيز الى النشوة. لكن اعلى قيم الجهد والحرق تتم اثناء النشوة تعود بسرعة الى مستوياتها الطبيعية.
وسجلت الارقام ان نسبة الجهد والحرق تكون أعلى عندما يعتلي الرجل ، وتكون أقل عندما تكون المرأة هي المعتلية. اما نشاطا التحفيز بدون جماع فقد تطلبا جهدا اقل من اوضاع الجماع.
وفي كل الاحوال، كما أظهرت الدراسة، فإن حجم السعرات المحروقة أثناء العملية مهما كان وضعها، يظل بالرقام ، أقل من أن يحاكي الاسطورة الشائعة التي طالما قالت بأن الاكثار من الجنس يسارع في الريجيم ويحقق للمؤمنين بهذه الخرافة متعة مزدوجة.
(الأنباء)