لا يمكن أن نجد تفسيراً لحالة السبات والرضا لدى الشعب اللبناني على داعشية السلطة والأحزاب الحاكمة سوى أنّ جلّ الشعب يتعاطى المخدرات ... ليس بالضرورة أن تكون هذه المخدرات من المواد المعروفة كالكبتاغون ذائع الصيت أو غيره من المواد التي تشغل المرء بنفسه عن محيطه، ولكنها مخدرات من نوع آخر تتفاوت بين البيئات اللبنانية والطوائف والمناطق التي تتشارك أحيانا فيما بينها بنوعية المخدر ... مخدرات الشعب اللبناني تبدأ بالخوف على المصير وتمر بالتعصب للطائفة أو المذهب أو الجماعة وتأليه الزعيم المنقذ الملهم المتصل بالسماء أحيانا ولا تنتهي بالحرص على المصالح الشخصية الضيقة التي لا يحميها أو يوجدها إلا أهل السلطة والنافذين وزبانيتهم ... في لبنان لا يمكن أن تنعم سلطة داعشية أغرقتنا بالنفايات والظلام والظلم والفوضى والفساد والمحسوبيات من دون أن تكون مطمئنة بأن الشعب يغطّ في سبات عميق أو أنه دخل في حالة موت سريري، لا أفهم كيف يجوع شعب يرزح تحت نير الظلام والظلم والفقر ولا يصول صولة الكريم إذا جاع ... وحين لا يحرّك قرار تخفيض الحد الأدنى للأجور الذي صادق عليه حتى من يدّعون أنهم ممثلو المستضعفين في الحكم، (ممن كانوا أصحاب شعار خدمة الناس بأشفار العيون) ساكناً لدى الناس وبالأخص الطبقة الفقيرة المستهدفة التي انضم إليها في عهد الطغمة الحاكمة أهل الطبقة المتوسطة، فهذا يعني أنّ الناس أموات غير أحياء وما يشعرون أيّان يبعثون وان أهل السلطة لا يرون شعباً بل مجاميع سكارى أو قطعاناً من المستسلمين لقدر محتوم، كيف لا وممثلو الأمة مدّدوا لأنفسهم وارتضوا ان يكون البلد بلا رأس تُصرِّفُ شؤونَه حكومة تقاسم الحصص ... لعلّ لبنان لم يشهد منذ قيامه فساداً ولصوصية وظلما وقحاً "أدعش" مما يشهده اليوم من السلطة اللبنانية بمختلف فئاتها وتياراتها. ولم يتتاول معظم الشعب اللبناني أجود من المخدرات التي يستهلكها في عهد هذه السلطة، والحال في انحدار حادّ لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ... ويستخلف ربي قوماً غيركم ولا تضرونه شيئاً إن ربي على كل شيء حفيظ.
بقلم: علي الشيخ خضر طليس