منذ انتشار قصة الفتاة القاصر أ.م من ابي سمراء التي قيل يومها انها تعرضت لاغتصاب في شقة في ضهر العين، قامت الدنيا ولم تقعد. تكهنات وشائعات رافقت التحقيقات في اليوم الاول تسببت منذ اللحظة الاولى بوفاة سيدة لم يحتمل قلبها ان يكون ابنها مغتصبا وان يكون قد جنى على شرف طفلة في السادسة عشرة من عمرها. لم تحتمل ان تجري مداهمة منزلها ويكبّل ابنها امام اعينها بسبب جريمة شرف اتُّهم باقترافها. ولعل الجريمة الافظع الثابتة حتى اللحظة هي ايقاف قلب تلك السيدة، والدة ن. دندش، عن الخفقان بسبب جريمة لا تزال حتى الساعة غامضة وغير مدانة. اما الضحايا فهم كثر وابرزهم تلك القاصر، ضحية تفكك اسري قبل اي شيء آخر، حوّلها الى كائن ضعيف يُستسهل استغلاله.
تتوالى الجلسات في قصر عدل طرابلس امام قاضي التحقيق ناجي الدحداح الذي لم يبت بعد بطلبات اخلاءات السبيل التي تقدم بها وكلاء الدفاع عن خ. معرباني وح. دندشي ون. دندش.
شيئا فشيئا بدأت تتكشف القطبة المخفية مع اظهار التحقيقات ان زوج عمتها د. المدعو ب. وهو عسكري، اعتدى عليها منذ فترة تناهز العام وكان يمارس معها الجنس خلافا للطبيعة ومن ذلك الحين نشأت علاقة بينهما اكتشفتها عمتها لاحقا. اوقف الاخير بعد ادعاء النيابة العامة العسكرية عليه بجرم الاغتصاب وقد اعترف انه لم يكن اول رجل في حياتها. اما معرباني فكانت تربطها به علاقة حب وكان يقصدها مرارا في منزلها في وقت نوم جدّها كما كانت تلتقيه احيانا في شقة ضهر العين. الى تلك الشقة كان يصطحبهما ن. دندش بحكم امتلاكه سيارة وفي ليلة ما تبادلا الارقام في السيارة بعدما اوصلا معرباني الى منزله. طلب دندش لقاءها وتطورت العلاقة بينهما الى جنسية. وتذكر مصادر التحقيق لليبانون ديبايت ان الاخير قال ان لكثرة احساسه بالذنب عرض عليها الزواج سائلا اياها اذا كان سيحظى بموافقة عائلتها، لكنها ترددت مجيبة اياه ب "لا اعرف". اما ح. دندش فقد اضافها على حسابه على فايسبوك لكنها لم تتعرف اليه ولم تقبل طلب الصداقة الى ان بعث لها برسالة خاصة على الفايسبوك وتطورت صداقتهما فأخبرها عن خيانة معرباني لها. التقى دندش ب أ.م في الشقة المذكورة لكنه نفى في التحقيقات بحضورها، حصول اي علاقة جنسية بينهما وذلك بسبب ارتباكه اذ كانت اول تجربة جنسية له.
وكانت أ. م قد اعترفت ان عمتيها اجبرتاها على اختلاق خبر اعتداء الشبان الثلاثة عليها لارغام احدهم على الزواج بها من اجل اخفاء الفضيحة العائلية. لكن في المقابل يتمسك وكيل الدفاع عن القاصر بحقه بالادعاء، وكالة عن جدها، على الشبان الثلاثة بجرم الاغتصاب مستندا الى اشرطة فيديو للعلاقات الحميمة على هواتف الفتاة والشبان كانوا يبتزونها بها. وبالتالي يعتبر وكيل الدفاع عن القاصر ان مجرد وجود هذه الاشرطة يثبت ان الاعتداء حصل وبالتالي فان ممارسة الجنس مع قاصر رغما عن ارادتها يشكل جناية.
قبل القضاء هذا الادعاء بعد ان استحصل وكيل الدفاع على اقرار حضانة للجد من المحكمة الشرعية ورد فيه انه ولي امرها بسبب وفاة امها. لكن الفريق الخصم يعتبر ان هذا الاقرار يحمل الكثير من المغالطات اذ ان الام على قيد الحياة وفي الاساس الاب موجود ولو انه غير آبه بابنته، وبالتالي فقد احتفظ بحقه بالادعاء على الجد بالتزوير في حال ثبت ذلك.
من جهة اخرى لم تخل القضية الانسانية والاجتماعية من الاستغلال السياسي، اذ تتهم احدى الجهات، طرفا ثالثا بالتدخل في القضية للكسب شعبيا من اجل ارضاء طموح سياسي مفترض فيما يتهم هذا الطرف تلك الجهة بالسعي لتبرأة الشبان بدعم من تيار سياسي معين.
حتى الساعة لم تبد الفتاة رغبة بالادعاء على الشبان بتهمة الاغتصاب لكن مهما كانت النتيجة فلا بد من القول ان الطفلة ولو امتلكت قامة امرأة وجمالا، تبقى طفلة، صنعت منها عائلاتها المتفككة فريسة وجعل منها ضعفها ضحية، لمجتمع، خطيئة المرأة فيه لا تغتفر.
لارا الهاشم | ليبانون ديبايت