وأعلنت الشرطة مقتل 11 شخصاً على الاقل وقالت إن المهاجمين لا يزالون طلقاء. وطلبت من المواطنين إخلاء الشوارع وملازمة منازلهم، فيما بدأت اقفال ثالثة كبرى مدن البلاد مع وقف المواصلات وقطع الطرق السريعة.
وصرح مدير مكتب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن الحكومة الالمانية لا تستبعد أي فرضيات في الهجوم.
وبثت شبكة "إن تي في" الألمانية للتلفزيون ان مقاطعة بافاريا اعلنت حال الطوارئ في مدينة ميونيخ.
وأفادت وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ" أن وزير الداخلية توماس دو ميزير الذي كان على متن طائرة في طريقه الى الولايات المتحدة لتمضية عطلة قطع رحلته ليعود إلى المانيا بعد الهجوم. وأضافت أن طاقم العمل في المستشارية اجتمع لتقويم الموقف لكن ميركل لم تكن بين الحضور.
ومع وصول القوات الخاصة إلى المكان، كان عدد من الأشخاص لا يزالون يختبئون داخل مركز التسوق.
وقالت عاملة في المركز وهي مختبئة في غرفة للتخزين: "أطلق الكثير من العيارات النازية... لا يمكن أن أحصي عددها... لكنها كثيرة". واضافت أنها شاهدت مصاباً بطلق ناري على الأرض بدا أنه قتل أو يحتضر متأثراً بإصابته.
وقال عامل في متجر آخر: "لا نزال عالقين داخل مركز التسوق دونما معلومات. نحن في انتظار الشرطة لإنقاذنا".
وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أعلن مسؤوليته عن هجومين حصلا اخيراً في فرنسا وألمانيا.
وصرحت ناطقة باسم شرطة ميونيخ بأن 11 شخصاً قتلوا وأصيب عدداً غير محدد اصيب في الهجوم ولم يعتقل أي شخص بعد. وتحدثت صحف المانية عن مقتل أحد المهاجمين. وقالت: "نعتقد أن هناك أكثر من مهاجم. تلقينا تقارير أولى عن إطلاق نار السادسة مساء بالتوقيت المحلي وبدأ إطلاق النار كما يبدو في (مطعم) ماكدونالدز داخل مركز التسوق. لا يزال هناك أشخاص في مركز التسوق. نحاول إخراج الناس من هناك والاهتمام بهم".
وأوردت شرطة ميونيخ في موقعي "فايسبوك" و"تويتر" للتواصل الاجتماعي أن المسلحين كانوا ثلاثة يحملون بنادق.
وأظهر شريط فيديو عبر الإنترنت لم يتم التحقق من صحته، رجلاً يرتدي ملابس سود خارج مطعم "ماكدونالدز" على جانب الطريق وهو يشهر مسدساً ويطلق النار على الناس.
ونقلت الشرطة عن شهود انهم رأوا إطلاق نار داخل مركز التسوق وفي الشوارع المجاورة له.
ويقع مركز التسوق في محيط ملعب ميونيخ الأولمبي. وشهدت الألعاب الأولمبية عام 1972 احتجاز جماعة منظمة "ايلول الاسود" الفلسطينية 11 رياضياً إسرائيلياً رهائن في هذا الملعب وانتهى الأمر في حينه بقتلهم جميعاً.
وأخليت أيضاً محطة السكك الحديد الرئيسية في ميونيخ. وقالت محطة "بي آر" إن الشرطة اقفلت العديد من الطرق السريعة شمال ميونيخ وطلبت من المواطنين مغادرتها.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن مؤيدين لـ"داعش" احتفلوا في مواقع التواصل الاجتماعي بعملية إطلاق النار العشوائي. وقال أحدهم في موقع "تويتر": "الحمد لله... اللهم وفق رجال الدولة الإسلامية".
وقال آخر: "الدولة الإسلامية تتمدد في أوروبا".
وجاء الهجوم الذي حصل الجمعة بعد أسبوع من إصابة عدد من ركاب قطار ألماني في هجوم نفذه طالب لجوء يبلغ من العمر 17 سنة بفأس وهو هجوم أعلن "داعش" مسؤوليته عنه. وأطلقت الشرطة النار على المراهق بعدما أصاب أربعة أشخاص من هونغ كونغ على متن القطار وامرأة من سكان المنطقة لدى هروبه.
وصرح وزير العدل الألماني هيكو ماس لصحيفة "بيلد" الألمانية :"ليس هناك سبب للذعر ولكن من الواضح أن ألمانيا لا تزال هدفا محتملا".
وسجل هذا الهجوم في ألمانيا بعد الهجوم الذي شهدته مدينة نيس الفرنسية في العيد الوطني في 14 تموز عندما قاد تونسي شاحنة مبردة ودهس متنزهين فقتل 84 شخصا. وأعلن "داعش" أيضا مسؤوليته عن ذلك الهجوم.
ووافق أمس ذكرى مرور خمس سنوات على مذبحة نفذها أندرس بهرنغ بريفيك في نروج. ويعد بريفيك بطلاً لدى اليمين المتطرف في أوروبا وأميركا.
كما يذكر هجوم ميونيخ بهجمات لإسلاميين متشددين على مركز للتسوق في نيروبي بكينيا في أيلول 2013 وعلى فندق في مومباي بالهند في تشرين الثاني 2008.
ووجه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "رسالة دعم شخصية" الى المستشارة الألمانية كما أعلن مكتبه.
وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما دعم ألمانيا. وقال في البيت الأبيض "لا نعرف حتى الآن ما الذي يحصل هناك بالضبط... لكن قلوبنا بالتأكيد مع المصابين". وأضاف: "نتعهد تقديم كل أوجه الدعم التي قد يحتاجون اليها". وقال الناطق باسم البيت الابيض جوش إيرنست في بيان: "لا نعرف كل الحقائق حتى الآن لكننا نعرف أن هذا عمل شنيع تسبب بمقتل وإصابة عدد من الأشخاص في قلب واحدة من أكثر مدن أوروبا حيوية". وأشار الى أن المسؤولين الأميركيين سيعملون عن كثب مع نظرائهم الألمان وسيقدمون أي مساعدة قد يحتاج اليها التحقيق.
وقالت المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون إنها تتابع "الموقف المروع" في ميونيخ . وكتبت في موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي: "نساند أصدقاءنا في ألمانيا وهم يسعون الى تقديم المسؤولين عن ذلك الى العدالة".
أصدرت وزارة الخارجية البريطانية تحذيراً للبريطانيين الموجودين في ميونيخ جاء فيه: "هناك تقارير عن حادث في مركز أوليمبيا للتسوق في ميونيخ. عليكم تجنب الموقع واتباع إرشادات السلطات المحلية".
وفي موسكو، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن "الوزارة على تواصل دائم مع الزملاء في ألمانيا بعد أعمال إطلاق النار في ميونيخ... تجري حاليا هناك عملية أمنية، ولكن لا معلومات أخرى بعد. نحن على اتصال دائم، الزملاء الألمان أكدوا لنا أولا أنهم سيبلغوننا بما يحدث هناك، وثانيا، أنهم يتابعون مسألة مواطني روسيا الموجودين في ميونيخ ويبلغون الجانب الروسي ذلك". وأوصت المواطنين الروس الموجودين في ميونيخ بالابتعاد عن الاماكن العامة والامتثال لتعليمات الشرطة.
ودعت وزارة الخارجية الإيطالية مواطنيها الموجودين في ألمانيا إلى تجنب التجمعات والأماكن العامة والتجول في المدينة بعد حوادث إطلاق النار في ميونيخ. وقالت إنه تم تفعيل عمل مركز الأزمات، وإن القنصلية العامة تعمل على اتخاذ الاجراءات اللازمة للتحقق من عدم وجود إيطاليين بين الضحايا.