كشفت مصادر إعلامية ألمانية عن بعض التفاصيل المتعلقة بشخصية الشاب الأفغاني الذي نفّذ هجوماً دامياً بفأس وسكين على ركاب قطار في "فورتسبرغ" مساء الاثنين 19 تموز، مخلفاً 5 مصابين بجراح بليغة، وقرابة 20 شخصاً تحت وقع الصدمة.

وأوقف الشاب الأفغاني، 17 عاماً، القطار محاولاً الهرب، ثم هاجم سيدة، ووحدة من القوات الشرطية الخاصة التي كانت متواجدة صدفةً قرب المكان، قبل أن يُقتل برصاصها.

ويدعى منفذ الهجوم، "رياز"، وفقاً للمعلومات التي حصل عليها موقع "دي فيلت"، الذي نقل عن وزير الداخلية قوله أنه طالب لجوء أفغاني، جاء منذ أكثر من عام بدون ذويه إلى ألمانيا، وعاش في منطقة "فورتسبيرغ" منذ شهر آذار الماضي، قبل أن ينتقل لمأوى في بلدة أوكسنفورت، ثم للعيش مع أسرة حاضنة في الأول من شهر تموز الحالي.

وقال ميشائيل هورلمان، مدير الخدمة الاجتماعية في "فورتسبيرغ"، لـ دي فيلت أنه لا يسعه سوى الحديث عن "تجربة جيدة جداً" عندما يتعلق الأمر بإسكان اللاجئين الشبان في مقتبل العمر لدى الأسر الحاضنة، موضحاً أن ذلك لا يعد مستغرباً لأن الأمر يتعلق بلاجئين مندمجين بشكل جيد جداً، ولديهم آفاق جيدة في العيش بألمانيا، مشيراً إلى أن حالة الشاب الأفغاني منفّذ الهجوم كانت كذلك أيضاً.

وأوضح هورلمان أنه فقط من يبذل مجهوداً في الاندماج ويزور المدرسة بانتظام ويحصل على تقييمٍ جيد منها، يحصل على امتياز الإسكان لدى أسرة حاضنة، لافتاً إلى أن ذلك لم يكن إجراءً مفروضاً بالقانون، وإنما مبادرة من المنطقة بدأتها منذ قرابة العام مع وصول موجة اللجوء الكبيرة.

ويبدو رياز مثالياً فيما يتعلق بالمواظبة على تدابير الاندماج. وبحسب معلومات وزارة الشؤون الاجتماعية في ولاية بايرن، عمل رياز كمتدرب، متطلعاً لتعلم مهنة. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أنه عمل متدرباً في مخبز.

وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية في بايرن لتلفزيون إن 24 إنه تمت رعاية رياز بشكلٍ مكثّف ضمن برنامج رعاية اليافعين، مشيرة إلى أنه يتوجب عليهم تحليل الأسباب التي أدت إلى العمل العنفي هذا رغم الظروف الجيدة المتوفرة.

وأكدت إيميليا مولر على ضرورة اتخاذ التدابير المناسبة للتصدي بشكل أفضل لتطرف الشبان اليافعين.

وعلى الرغم من تبني تنظيم "داعش" الهجوم مدعياً بأن المنفذ أحد جنوده، أكد وزير داخلية ولاية بايرن يواخيم هيرمان ظهر اليوم الثلاثاء أنه وفقاً للتحقيقات التي أجريت حتى الآن ليس هناك من دلائل على ارتباطه بالتنظيم، مشيراً إلى أن الشرطة تعتقد أنه كان المنفذ الوحيد للهجوم، بحسب روايات الشهود.

وأشار هيرمان إلى أن مسكن المنفذ يخضع للتفيتش، والاستجواب جارٍ مع الأسرة التي احتضنته ومشرفيه ومعارفه.

وبيّن أن الجميع كانوا متفاجئين من الجريمة التي ارتكبها رياز، الذي كان يعتبر فتى يافعاً هادئاً، وأنه كان مسلماً متديناً، لكنه لم يكن يزور المسجد سوى في العطل، ولم يكن يبدو متطرفاً أو متعصباً.

وكان هيرمان قد كشف في تصريحاته أيضاً أنهم وجدواً علماً مرسوماً باليد لتنظيم "داعش" في مسكن المهاجم، إلى جانب ورقة مكتوبة باللغة البشتونية، تُرجم عنوانها بـ "نص وداعي إلى والدي".

ونشرت وكالة أعماق تسجيل فيديو دعائي ظهر اليوم قالت إنه يظهر منفّذ العملية وأسمته محمد رياض، وهو يتوعّد مستهدفي "داعش" في كل مكان.

وبرّر الوزير قتل الشاب، قائلاً إنه كان من الضروري إيقافه لمنعه من مهاجمة أناسٍ آخرين، فيما شكر رئيس وزراء الولاية هورست زيهوفر، حليف ميركل في بافاريا وأحد أشد المنتقدين لسياستها بشأن اللاجئين، الشرطة على حزمهم وتعاملهم السريع مع الوضعية الصعبة.

وكان وصف أحدُ الشهود ساحة الجريمة، بأنها كانت كمسلخٍ، الأمر الذي تظهره أيضاً مشاهد الفيديو التي تمّ بثُّها، حيث تغطي الدماء الأرض.

(هافينغتون بوست)