تداخَلت الإستحقاقاتُ الداخلية مع أزمات المنطقة الى درجة عدم القدرة على فصلهما بسبب إرتباط بعض القوى اللبنانية بسياسات الخارج. وتدفع رئاسة الجمهورية الثمن الأغلى نتيجة غياب الحلول والصفقات الإقليمية والدولية.
يعيش العالم مرحلة دخول الولايات المتحدة الأميركية حلبة الصراع الرئاسي بين الجمهوريين والديموقراطيين، وفي هذه الأثناء تترقّب المنطقة مرحلة ما بعد الرئاسة الأميركية، وكيف ستتحرّك صفائح المنطقة الشرق-أوسطية، فهل سيطبّق الرئيس الأميركي المقبل الشعار الذي أطلقه الرئيس الأسبق رونالد ريغن في بداية الثمانينات وهو «America is back» حينما كانت الحرب الباردة على أشدّها شرقاً وغرباً وسط انكفاء واشنطن، أمّ إنّ السياسة الأميركية ستكون استمراراً لسياسة الرئيس باراك أوباما في الإنكفاء عن الشرق خصوصاً إذا فازت مرشّحة الحزب «الديموقراطي» هيلاري كلينتون؟
في هذه الأثناء، ينتظر لبنان مع سوريا والمنطقة كلّ تلك المتغيّرات، وتستمرّ روسيا لاعباً أساساً في المنطقة، وربما اللاعب الدولي الوحيد في سوريا، بعدما ضاع اللاعبون الإقليميون في دهاليز الشام والمحافظات السورية المتشعّبة.
وبالنسبة الى لبنان، تُعطي موسكو أهمية لهذا الملف، وفي طليعته أزمة إنتخاب رئيس الجمهورية، لكنها لن تُحرّك هذا الملف قريباً حسبما كشف أحد الديبلوماسيين العاملين في العاصمة الروسية لـ«الجمهورية»، إذ يؤكد أنّ «كلّ شيء مجمَّد حتى الساعة في انتظار عودة نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، الذي يمضي إجازة في قبرص تنتهي في أواخر تموز، وبما أنّه يُمسك ملفات كثيرة في الشرق ويتابع الملف اللبناني فإنّ أيّ مبادرة روسية لن تحصل قريباً، هذا إذا قرّرت موسكو التحرّك».
وفي السياق، يؤكّد الديبلوماسي أنّ «موسكو تتريّث حتى تنتهي الإنتخابات الأميركية، لأنها تريد البحث في كلّ ملفات المنطقة سلّة واحدة، لكنها في المقابل لا تمانع، بل تشجّع حلَّ الأزمة الرئاسية اللبنانية. ويردّد المسؤولون الروس في لقاءاتهم عبارة موحّدة وهي «أننا نريد الرئيس المسيحي في لبنان ليعود ممثل المسيحيين الأوّل في الشرق الى رأس السلطة».
الى ذلك، يكشف الديبلوماسي أنّ «المسؤولين الروس يُحمّلون علناً إيران مسؤولية عرقلة انتخاب الرئيس المسيحي في لبنان، وهذا الأمر يُكرّرونه في مجالسهم ولقاءاتهم، ولم يعودوا يخفون عتبهم على طهران في هذه النقطة، وهم بالتالي يعتبرون أنّ حلفاء إيران في لبنان وعلى رأسهم «حزب الله» يقاطعون جلسات انتخاب الرئيس من دون مبرّر ويعرقلون انتخابَ رئيس بايعاز من طهران، ولم يقدموا على أيّ خطوات لتسهيل حلّ أزمة الرئاسة، ويؤكدون أنّ كلّ تأخير يقع على عاتق إيران وحلفائها».
وبما أنّ الروس والإيرانيين يقاتلون الى جانب النظام السوري، فمن المفترض أن يكونا حليفين، لكنّ الديبلوماسي يلاحظ أنّ «إيران وروسيا يقاتلان في سوريا كلٌّ من منطلقه، فموسكو يهمّها الحفاظ على مؤطئ قدم على البحر المتوسط ونفوذ أساسي في سوريا ولا يمكنها أن تُكرّر خطأ ليبيا، بينما إيران تريد الحفاظ على النظام السوري لأنّه يمنحها نفوذاً وامتداداً في الشرق، ويؤمّن لها صلة وصل مع حليفها «حزب الله» ويشكل امتداداً للهلال الإيراني من لبنان الى العراق ودول المنطقة»، لافتاً الى «وقوع اختلافات جذرية بين الدولتين في الفترة الماضية وخصوصاً في معركة حلب، وهذا كلّه يؤثر على الوضع اللبناني، إذ إنّ موسكو لا يمكنها التدخل لدى طهران لتقول لها أن تطلق سراح الرئاسة اللبنانية».
في هذا الوقت، تستمرّ العاصمة الروسية بمتابعة الأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصاً مسألة الأقليات المضطهدة، وتشهد موسكو عدداً من المؤتمرات الخاصة بالوجود المسيحي، لكنّ كلّ ذلك يبقى ضمن السياسة الكبيرة التي تتحكّم بمصلحة الدولة، ولم تصل الى حدّ إعتبار أزمة الأقليات قضيّتها، لأنّ المصالح تتحكّم بالدول العظمى، وليس المبادئ أو المذاهب والأديان، فالصراعات تتّخذ أشكالاً سياسية وعسكرية مختلفة لكنّ الثابت الوحيد هو أنّ الشعوب الضعيفة تضيع في التغيّرات الكبرى التي تصنعها القوى العظمى حاكمة العالم، من هنا فإنّ حلّ مسألة رئاسة الجمهورية هو في يد اللبنانيين وحدهم... إلى حين مجيء كلمة السرّ.
في هذه الأثناء، ينتظر لبنان مع سوريا والمنطقة كلّ تلك المتغيّرات، وتستمرّ روسيا لاعباً أساساً في المنطقة، وربما اللاعب الدولي الوحيد في سوريا، بعدما ضاع اللاعبون الإقليميون في دهاليز الشام والمحافظات السورية المتشعّبة.
وبالنسبة الى لبنان، تُعطي موسكو أهمية لهذا الملف، وفي طليعته أزمة إنتخاب رئيس الجمهورية، لكنها لن تُحرّك هذا الملف قريباً حسبما كشف أحد الديبلوماسيين العاملين في العاصمة الروسية لـ«الجمهورية»، إذ يؤكد أنّ «كلّ شيء مجمَّد حتى الساعة في انتظار عودة نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، الذي يمضي إجازة في قبرص تنتهي في أواخر تموز، وبما أنّه يُمسك ملفات كثيرة في الشرق ويتابع الملف اللبناني فإنّ أيّ مبادرة روسية لن تحصل قريباً، هذا إذا قرّرت موسكو التحرّك».
وفي السياق، يؤكّد الديبلوماسي أنّ «موسكو تتريّث حتى تنتهي الإنتخابات الأميركية، لأنها تريد البحث في كلّ ملفات المنطقة سلّة واحدة، لكنها في المقابل لا تمانع، بل تشجّع حلَّ الأزمة الرئاسية اللبنانية. ويردّد المسؤولون الروس في لقاءاتهم عبارة موحّدة وهي «أننا نريد الرئيس المسيحي في لبنان ليعود ممثل المسيحيين الأوّل في الشرق الى رأس السلطة».
الى ذلك، يكشف الديبلوماسي أنّ «المسؤولين الروس يُحمّلون علناً إيران مسؤولية عرقلة انتخاب الرئيس المسيحي في لبنان، وهذا الأمر يُكرّرونه في مجالسهم ولقاءاتهم، ولم يعودوا يخفون عتبهم على طهران في هذه النقطة، وهم بالتالي يعتبرون أنّ حلفاء إيران في لبنان وعلى رأسهم «حزب الله» يقاطعون جلسات انتخاب الرئيس من دون مبرّر ويعرقلون انتخابَ رئيس بايعاز من طهران، ولم يقدموا على أيّ خطوات لتسهيل حلّ أزمة الرئاسة، ويؤكدون أنّ كلّ تأخير يقع على عاتق إيران وحلفائها».
وبما أنّ الروس والإيرانيين يقاتلون الى جانب النظام السوري، فمن المفترض أن يكونا حليفين، لكنّ الديبلوماسي يلاحظ أنّ «إيران وروسيا يقاتلان في سوريا كلٌّ من منطلقه، فموسكو يهمّها الحفاظ على مؤطئ قدم على البحر المتوسط ونفوذ أساسي في سوريا ولا يمكنها أن تُكرّر خطأ ليبيا، بينما إيران تريد الحفاظ على النظام السوري لأنّه يمنحها نفوذاً وامتداداً في الشرق، ويؤمّن لها صلة وصل مع حليفها «حزب الله» ويشكل امتداداً للهلال الإيراني من لبنان الى العراق ودول المنطقة»، لافتاً الى «وقوع اختلافات جذرية بين الدولتين في الفترة الماضية وخصوصاً في معركة حلب، وهذا كلّه يؤثر على الوضع اللبناني، إذ إنّ موسكو لا يمكنها التدخل لدى طهران لتقول لها أن تطلق سراح الرئاسة اللبنانية».
في هذا الوقت، تستمرّ العاصمة الروسية بمتابعة الأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصاً مسألة الأقليات المضطهدة، وتشهد موسكو عدداً من المؤتمرات الخاصة بالوجود المسيحي، لكنّ كلّ ذلك يبقى ضمن السياسة الكبيرة التي تتحكّم بمصلحة الدولة، ولم تصل الى حدّ إعتبار أزمة الأقليات قضيّتها، لأنّ المصالح تتحكّم بالدول العظمى، وليس المبادئ أو المذاهب والأديان، فالصراعات تتّخذ أشكالاً سياسية وعسكرية مختلفة لكنّ الثابت الوحيد هو أنّ الشعوب الضعيفة تضيع في التغيّرات الكبرى التي تصنعها القوى العظمى حاكمة العالم، من هنا فإنّ حلّ مسألة رئاسة الجمهورية هو في يد اللبنانيين وحدهم... إلى حين مجيء كلمة السرّ.
آلان سركيس