يكنس ابن الوطن ما تركه أبناء الوطن على أرض من ارض الوطن، زجاج متناثر لعله من آثار حادث سير من تلك الحوادث المتكاثرة المتناثرة على طرقاتنا طرقات الموت، لعله من تحطم انيات زجاجية تهاوت من شاحنة محمّلة أكثر مما يجب، لعله تناثر زجاجات رميت من نوافذ الاهمال لتغدو فخاً لمارة وسيارات، لعلها تناثر أي شيء ممكن أن يودي بمواطن الى سرير نقال في مستشفى، والثابت انه تناثر الاهمال حين تتحول القوانين الى شذرات نذريها في الهواء كمن يذري القمح فوق البيدر وجاء الفلاح يجمع الغلال.
جاء الشرطي يمسح “الغلال”، يكنسها كي لا تكون الغلة من عرق المواطنين وحياتهم. من زمااان لم ار مشهداً مماثلاً. شرطي سير من مفرزة سير بعبدا ينظف الطريق من الزجاج، من زمان لم ار ابن دولة يمارس بهذا التواضع واجباته وان كان كنس الطريق ليس من ضمن ذاك الواجب.
لم يهتم الشرطي للصورة الجامدة لبدلة القانون تلك التي يلبسها، عرف أن القانون المنصوص وحده لا يحمي الناس حين تتحول الطرقات الى مطبات وأفخاخ، فأخذ المبادرة غير آبه وتحول الى عامل نظافة لتكبر معه الوظيفة ولتتحول وظيفته الاساسية الى بعض من رسالة، حماية الناس الواجب الاول والواجب الاول يقضي التنازل عن كبرياء السلطة…
تحية يا رجل من مواطنين اشتاقوا الى الامثلة الكبيرة في زمن معجوق بالصغار.
المصدر: موقع القوات اللبنانية.