تعرّضت الطفلة لين وسيم حيدر (سنة و9 أشهر) لحادث صدم، في 26 نيسان الماضي في منطقة سكنها في اللويزة , سبّب لها كسراً وخلعاً في عنقها وعرّض نخاعها الشوكي لرضّة قوية. بدايةً، تركها الحادث المؤلم أسيرة شلل رباعي منعها من تحريك يديها ورجليها فلازمت سرير المستشفى. خضعت أولاً لعلاج متخصّص أعاد الفقرات التي تعرّضت للخلع إلى مكانها. ثم ثُبِّت جسمها ورقبتها بجهاز، غير أنّ انزلاق الفقرات لم يتوقّف. على الإثر تقرّر إجراء جراحة دقيقة وخطيرة لها خارج لبنان بكلفة باهظة. لكن الطبيب المعالج رأى عدم تعريض الجسد الرقيق للضغط الجوي خلال السفر وإجراء العمليّة في لبنان.
قبل 10 أيام خضعت لين لجراحة ناجحة في مستشفى "أوتيل ديو" في الأشرفية , وأمامها الآن 4 أشهر من المراقبة والعلاج الفيزيائي لا تقلّ كلفتها عن 15 ألف دولار.
في اتصال لـ"النهار" بوالد لين السيد وسيم حيدر، قال: "كنا مضطرين لإجراء العملية في أحد البلدان الأوروبية، لكون المستشفيات في لبنان أعطتنا نسبة نجاح 30 في المئة ولم تنفِ خطر إصابة لين بشلل أو فقدانها لحياتها. كنا في صدد التحضير للسفر وجمع التبرّعات لأن كلفة العملية قدّرت بنحو 120 ألف دولار أميركي. لكن الطبيب المعالج خليل خرّاط (الاختصاصي في جراحة العظم والأعصاب) تخوّف من تسبّب الضغط الجوي أثناء السفر بوفاة لين".
ويشرح "استقدمنا طبيبياً فرنسياً يختصّ بجراحة وترميم العظام لدى الأطفال ليعاون الدكتور خراط في الجراحة التي أجريت لها قبل 10 أيام وحَكَما أنها ناجحة. تنقلت لين بين عدد من المستشفيات، وخضعت في أوتيل ديو لعملية ترميم فسُحبت عظمة من الحوض وزرعت في العنق، ويُفترض أن تلتحم خلال شهرين. في هذه الفترة ستبقى لين مثبّتة الرأس والعنق بانتظار تلاؤم عملية الزرع. ففي حال نجحت الأخيرة ستحتاج ابنتي لعلاج فيزيائي ضروري لشهرين إضافيين. إذ إن وجودها في سرير المستشفى منذ 3 أشهر منعها من الحركة وسبّب لها ضموراً في العضلات وتوقّفاً في عمل الأعصاب".
يعمل وسيم في نقل تلامذة المدارس، توقّفت زوجته فاتن عن العمل منذ فترة، وله ابنتان غير لين. نسأله عن كلفة ما خضعت له لين من علاج أو ستخضع له في الأيام المقبلة، فيشير إلى "أن كلفة العمليّة بلغت 50 ألف دولار، أمّنت منها العائلة 20 ألفاً وساهمت جمعيات ومتبرّعون مشكورين بالمبلغ الباقي". ويضيف "مرحلة ما بعد العمليّة ستكلّف ما بين 15 و20 ألفاً تشمل بقاء لين في المستشفى لمراقبة نجاح عملية الزرع والعلاج الفيزيائي اللاحق". وهل ساهمت وزارة الصحة بأي من نفقات العلاج؟ "لا، لم ننجح في الحصول على مساعدة الوزارة".
رفض جسد لين الموت في الـ26 من نيسان وتحدّى الألم خلال 3 أشهر مضت. ندعو لهذا الجسد الرقيق المثقل بالمعاناة أن يستمرّ في مقاومته ويستجيب لعمليّة الترميم مستعيداً حركته الطبيعيّة. كما نلفت أصحاب النفوس الكريمة إلى مدّ ابنة السنتين بكلفة علاج يمكّنها من اجتياز مرحلة الخطر.
للتواصل على الأرقام التالية:
وسيم حيدر (والد لين) 71565097
فاتن حيدر (والدتها) 70874123
إيلدة الغصين