كانت أسعار النفط مرتفعة يوم الجمعة ومتجهةً نحو تحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، بعدما عززت البيانات من قبل أكبر مستهلكي الطاقة في الولايات المتحدة والصين توقعات الطلب على النفط. كما ساهمت أنباء الانقلاب العسكري في تركيا في وقت متأخر في دفع أسعار النفط للارتفاع في نيويورك.
وارتفع سعر خام برنت بنسبة 1٪ ليبلغ 48.00 دولار للبرميل قبل الإغلاق في نيويورك. وارتفع غرب تكساس الوسيط في الولايات المتحدة إلى 46.30 دولار للبرميل.
الطلب المتزايد…
وبلغت أسعار النفط أعلى مستوياتها في جلسة يوم الجمعة بعدما ارتفعت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية أكثر من المتوقع في حزيران/ يونيو مع شراء الأمريكيين السيارات ومجموعة متنوعة من السلع الأخرى، ممّا عزّز وجهات النظر بشأن النمو الاقتصادي الثابت في الربع الثاني. ودعم النمو الاقتصادي في الصين السوق، والذي بلغ 6.7 % في الربع الثاني مقارنة مع العام الماضي.
و ولم يكن للبيانات التي اظهرت نموًّا أسبوعيًّا في عدد منصات النفط في الولايات المتحدة للمرة الثالثة على التوالي، تأثيرًا هبوطيًّا على السوق. وبحسب شركة “بيكر هيوز”، أضافت شركات الطاقة الامريكية ستّ منصات للتنقيب عن النفط خلال الاسبوع المنتهي في 15 تموز/يوليو، ليصل إجمالي عدد المنصات إلى 357، مقارنة مع 638 في العام الماضي.
وأفادت الوكالة الرائدة في العالم في مجال الطاقة يوم الاربعاء أن الطلب والعرض على النفط متوازيان ولكن لا تزال مستويات المخزون مرتفعة جدًّا ممّا قد يهدّد استقرار الأسعار. وأعلنت وكالة الطاقة الدولية أن السوق أحدث “تحول استثنائي” بدأ من فائض كبير في بداية هذا العام ليصل إلى تحقيق التوازن تقريبًا في الربع الثاني.
لكن الوكالة أفادت، في تقرير سوق النفط الشهري عن كثب، أن “الطريق أمام النفط ليس سهلًا”. فالمخزون عند مستويات مرتفعة وبخاصة بالنسبة للمنتجات المكرّرة الذي يُعتبر نمو طلبها ضعيفًا. وأضافت وكالة الطاقة الدولية أن ذلك لا يزال يشكّل “أثرًا سلبيًّا كبيرًا على أسعار النفط.”
في المقابل، ارتفع إنتاج النفط في الشرق الأوسط ليبلغ مستوى قياسيًا قدره 31.5 مليون برميل في اليوم في حزيران/يونيو، ممّا أدى إلى ارتفاع حصته في السوق إلى 35 %، وهو أعلى مستوى منذ السبعينات. وارتفع إنتاج النفط في المملكة العربية السعودية إلى حوالي 10.6 مليون برميل يوميًّا في حزيران/ يونيو. وتضخّ المملكة عادةً عددًا أكبر لتلبية الزيادة الموسمية للطلب المحلي خلال أشهر الصيف.
… يلتقي العرض الهشّ
وكان للاضطرابات في تركيا تأثير على أسواق النفط العالمية، بسبب الموقع الاستراتيجي للبلاد على خطوط تجارة الطاقة من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وروسيا إلى الأسواق الأوروبية.
حوالي 2.9 مليون برميل من النفط الخام والمنتجات النفطية، أي حوالي 3 % من الإمدادات العالمية، تنقل يوميًّا في ناقلات النفط عبر المضائق التركية بين البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط وفقًا لإدارة معلومات الطاقة التابعة لحكومة الولايات المتحدة.
وتملك البلاد اثنين من خطوط أنابيب النفط الهامة، واحد من أذربيجان وآخر من العراق، وكلاهما ينتهي في ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط. ولهذه الخطوط القدرة على نقل 2.7 مليون برميل في اليوم، ولكن التدفقات الفعلية كانت أقلّ من ذلك، ويعود السبب أولًا إلى الهجمات على خطوط الأنابيب، وثانيًا إلى تراجع الانتاج من أذربيجان. أمّا صادرات النفط الاذربيجاني عبر تركيا فتبلغ متوسط 720000 برميل في اليوم العام الماضي، في حين وصلت في العراق، من المنطقة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي لكردستان في شمال البلاد إلى ذروتها عندما غابت عنها الهجمات، إلى حوالي 600000 برميل في اليوم.
وتعتبر تركيا أيضًا مسلكًا ذات أهمية لإمدادات الغاز التي تصل إلى الاتحاد الأوروبي. ففي العام 2013، وافقت شركة “بريتيش بتروليوم” (British Petroleum) على بناء خطيّ أنابيب لنقل الغاز من أذربيجان إلى إيطاليا، وعلى إنشاء ما يسمّى ممرّ الغاز الجنوبي. وكان من المقرر أن يتمّ أول تسليم للغاز إلى أوروبا عبر هذا الطريق في العام 2019. ومن المتوقع أن ينقل الممرّ 16 مليار متر مكعب من الغاز سنويًّا من حقل شاه دنيز في أذربيجان.
نقلا عن موقع : مستثمر