(حاورته: فاطمة عثمان)
على الرغم من محاولات الرئيس سعد الحريري أن يعيد المياه إلى مجاريها بين تيار المستقبل وقاعدته الجماهيرية، إلا أن هناك حالة من التململ في صفوف جماهير التيار، وقد ترجمت هذه الحالة في أماكن عدة أبرزها كان على مواقع التواصل الإجتماعي، وفي صناديق الإقتراع الطرابلسية. من جهته، بدأ الرئيس الحريري بجولات على كافة المناطق اللبنانية، مما قد يعيد تضييق الهوّة التي خلَفها ابتعاد الحريري عن لبنان لمدة طويلة بينه وبين جمهوره، في ظل حديث الحريري عن مؤتمر تأسيسي جديد سيقام للتيار، بحيث ينال العنصري الشبابي مراكز قيادية بنسبة 40%. للإطلاع على الوضع الحالي للمستقبل، وعن توجهات الرئيس الحريري المقبلة والمواقف المناهضة له لا سيما موقف النائب خالد الضاهر الأخير، كان لنا لقاء مع عضو كتلة المستقبل النيابية النائب خالد زهرمان.
_ عن موقف النائب خالد الضاهر الذي دعا لاستقالة الرئيس سعد الحريري من منصبه، ومطالبته إياه بعدم القدوم إلى ببنين العكارية، اكد النائب زهرمان لموقعنا أنه لا يوجد تململ في الأوساط العكارية، وأن كلام النائب خالد غير صحيح قائلا: " هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، والدليل على ذلك الإستقبال الحاشد للرئيس سعد الحريري، والحضور الذي تواجد عند الإفطار، واللذان يشيران إلى قوة وجود تيار المستقبل في عكار. لا شك أن هناك بعض الظروف السياسية أدَت إلى تراجع في صفوف جمهور تيار المستقبل، ولكن الخطة التي أعلن عنها الرئيس سعد الحريري، والتي تقضي بإعادة دراسة كل حيثيات المرحلة السابقة، وعقد مؤتمر لإعادة هيكلة تيار المستقبل في شهر تشرين تستطيع إعادة لم الشمل، وإعطاء زخم قوي للتيار. حتى المعترضين على بعض الأمور والمواقف التي أطلقها التيار، باعتقادي هم لا زالوا مؤمنين بمبادئ التيار، ولن يحيدوا عن نهجه.
_ وعند سؤالنا زهرمان إن كان يظن أن الإنتخابات البلدية التي حصلت مؤخرا" في الشمال أظهرت حالة إعتراضية على أداء تيار المستقبل، أجاب: " الإنتخابات التي حصلت مؤخرا" شهدت إبتعادا" عن الأحزاب والتيارات السياسية نتيجة الوضع السياسي الذي تعيشه البلد، والفراغ الذي تعاني منه مؤسسات الدولة، وملفات الفساد السائدة في البلد، مما أدى لعدم حماس الناس لموضوع الأحزاب والتيارات السياسية، والتراجع الذي حصل في صفوف تيار المستقبل شهدته كل الأحزاب السياسية، وهذا ليس مؤشر على تراجع شعبية تيار المستقبل، بل على الوضع السياسي المترهل الذي يعيشه البلد، لا يتحمل تيار المستقبل مسؤوليته. باعتقادي، عندما تتغير الظروف السياسية، سيعود الزخم الذي كان موجودا"، ونبض الشارع لا زال مؤمن بثوابت 14 آذار وتيار المستقبل. التملل الحاصل بسيط، وهو ناتج عن عدة أسباب منها المواقف السياسية التي اتخذها الرئيس الحريري بهدف الحفاظ على البلد، ولن يهضمها الجمهور إلا مع مرور الوقت، ولا شك أن الرئيس الحريري قدم الكثير من التنازلات من أجل مصلحة البلد، وليس للتنازل في سبيل االتنازل. مع الوقت سيعي الجميع أن التنازلات التي قدمها الرئيس الحريري هي لمصلحة البلد، فاستمرار المؤسسات مع تقديم التنازل، أفضل بكثير من خسارة الجمهورية، والبلد، والمؤسسات في حال بقينا متعنتين بمواقفنا. باعتقادي، هذه الأمور تعالج مع الوقت بعد أن نشرح لجمهورنا عن الخلفيات التي دفعتنا لاتخاذ تلك المواقف.
_ دعوتم إلى إفطارات المستقبل أشخاصا" كانوا "أعداء الأمس"، ولم يكن الوزير ريفي من ضمن المدعوين، فهل يعني ذلك قطعكم العلاقة معه نهائيا؟
قد نختلف في تكتيك معالجة الأمور والقضايا، ولكن لا شك أن الثوابت التي يؤمن بها الوزير ريفي هي نفسها الثوابت التي نؤمن بها، والجمهور الذي انتخب لائحته في طرابلس هو نفسه الجمهور الذي يؤمن بثوابت تيار المستقبل، ولا أتوقع استمرار هذه القطيعة، وسنرى في المستقبل القريب إن شاء الله إنفراجا" لهذه القطيعة، وستعود الأمور إلى نصابها.
_ برأيك ما الأسباب التي أدت إلى الطلاق بينكم وبين النائب خالد الضاهر؟
في بعض الأماكن، الزميل خالد الضاهر اتخذ مواقفا" لا تتماشى مع السياسة العامة لتيار المستقبل. هذا لا يعني أن تيار المستقبل تيار إستبدادي، فالنقاش متاح، ولكل منا رأيه، ولكن في نفس الوقت عندما يؤخذ قرار معين بالتسوية، يمشي الجميع بهذا القرار حتى المعارضين له، والقرار للأكثرية كما تحكم الحياة الحزبية. نتيجة عدم التزام الضاهر بتلك القرارات جعله بعيدا" عن المستقبل، ولكنه بالتأكيد مؤمن بالثوابت التي نؤمن بها كثوابت 14 آ1ار، ومسألتي السيادة وحصرية السلاح.
_ هل تؤمن باستمرارية تيار المستقبل في ظل الأزمات الذي يعاني منها التيار؟
لا شك أن تيار المستقبل سيستمر، لأنه ليس عبارة عن مجموعة من الأشخاص، بل هو عبارة عن فكر ونهج رفيق الحريري الذي يدعو إلى بناء الدولة والمؤسسات، والعيش المشترك، ومحاربة الفساد. قد نقع في بعض الأخطاء، وقد تحصل لدينا بعض الثغرات، ولكن المراجعة الدورية ستصحح مسار الأمور، ولا يجب أن ننسى أننا نعيش في منطقة تلتهب من حولنا، وخطر الفتنة السنية_الشيعية يدق الأبواب. من هذا المنطلق يتنازل الرئيس الحريري عن بعض الأمور للمحافظة على الإستقرار في البلد، وعدم الدخول في متاهة الحرب الأهلية. سنظل متمسكين بثوابتنا المتمثلة في بناء الدولة والمؤسسات وحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وستظل الشرعية فوق الجميع، وسنحارب كل الظواهر من خارج منطق الدولة، وطالما أن الناس مقتنعين بهذا الفكر، سيظل تيار المستقبل موجودا".