ما حصل من اعمال ارهابية على يد ارهابيي «داعش» «والنصرة» انطلاقا من استهداف الضاحية الجنوبية ببضعة صواريخ في بداية الحروب السورية مرورا بالسيارات المفخخة والانتحاريين الذين تركوا بصمات دموية في احياء الضاحية وصولا الى استهداف بلدة القاع المسيحية، ليست سوى «مازاوات» تكفيرية اما الطبق الرئيسي الذي يعده «داعش» ومشتقاته فيتمثل بالدور الذي يتم الاعداد له في «مخيم عين الحلوة» وفق اوساط ضليعة في عالم وعلم الامن وان استهداف القاع والسيطرة الفعلية للفصيلين التكفيريين على بلدة عرسال تبقى في خانة توجيه الانظار ناحيتهما للتمويه على الهدف الحقيقي الذي يسعى اليه التكفيريون.
وتضيف الاوساط ان احتلال نصف العراق من الرمادي قبل تحريرها الى الموصل ثاني المدن العراقية من حيث عدد السكان بليلة واحدة وعلى شكل نزهة داعشية حصل بهذه السرعة القياسية كون المدن المذكورة سقطت من الداخل وعلى ايدي ابنائها كونها بيئة حاضنة «لداعش» وليس الفصيل التكفيري طارئ عليها وما يخطط له العقل الجهنمي الداعشي الممسك بالملف اللبناني سيكون نسخة عراقية عبر المخيمات الفلسطينية وفي طليعتها «عين الحلوة» المتخم بالتكفيريين الذين توحدوا تحت راية «الشباب المسلم» الذي يضم مشتقات «القاعدة» من «جند الشام» الى «فتح الاسلام» ناهيك بالوافدين من عرب واجانب وفي طليعتها النازحين الفلسطينيين من مخيم اليرموك الدمشقي الذي يتقاسم «داعش» و«النصرة» السيطرة عليه اضافة الى مجموعة مصرية تابعة «لولاية سيناء» التي بايعت «داعش» وسبق للاجهزة الامنية انها كشفت خطة لهذه المجموعة لخطف اطباء مصريين يعملون في المستشفى الميداني المصري في بيروت انطلاقا من مخيم شاتيلا وفق المعلومات.
وتشير الاوساط الى ان قيادة «داعش» تعمل على تجهيز خلاياها في «عين الحلوة» ودفعهم لقضم المخيم الذي يحتل مساحة كلم مربع يضم 83 الف نسمة، وان عامل الفقر ساعد الفصيل التكفيري على شراء قيادات فلسطينية مع مجموعات مسلحة، وان تفجير المخيم واقحامه في معاركه هدف استراتيجي له كونه ينقل المعركة الى ساحة «حزب الله» الذي قاتله في سوريا وقد اشتد الخناق عليه بعد سيطرة الجيش السوري وحلفائه على طريق الكاستيلو وعزل مدينة حلب عن ريفها وقطع خطوط الامداد عنه التي توفر له الامدادات من تركيا، فتفجير «عين الحلوة» يشكل متنفساً لـ«داعش» الذي يسعى الى خلق «دفرسوار» يخفف عليه حالة الحصار، بالاضافة الى انه يوفر له موقعاً متقدماً لاستهداف قوات اليونيفيل وتوجيه رسائل الى الدول الاوروبية وفق المعلومات الغربية التي توفرت لرئيس مجلس النواب نبيه بري.
وتقول الاوساط ان مخيم المية ومية الذي عرف بهدوئه اصبح يوازي «عين الحلوة» من حيث عدد الخلايا النائمة لـ«داعش» وان عمليات اغتيال بعض المسؤولين الفلسطينيين واخيرهم وليس آخراً محاولة اغتيال القيادي الفتحاوي عبد سلطان منذ عدة ايام تصب في خانة الاعداد للساعة الصفر لايقاظ كافة الخلايا النائمة من حارة الناعمة مروراً بوادي الذيفة وصولاً الى «عين الحلوة». بموازاة ايقاظ الخلايا الراقدة في مخيم برج البراجنة الملاصق للضاحية الجنوبية وكذلك خلايا مخيم شاتيلا ما سيخلق ارباكاً عارماً في بيروت ناهيك بالطريق الساحلي الذي يربط الخزان الشيعي في الضاحية بالجنوب، واذا كان العميد منير المقدح قد اعلن ان «الامن ممسوك في المخيم.» فان صمت المقدم عما يجري في «عين الحلوة» وما يخطط لسكانه يطرح الكثير من علامات الاستفهام والاسئلة المعروفة اجوبتها سلفاً.
الديار