ان يسرب خبر في احدى الصحف " المقربة جدا " من حزب الله عن لقاء جرى بين امين عام الحزب ومجموعة من كوادره بعيدا عن الاعلام ويتناقله بعد ذلك " مقربون " على صفحات مواقعهم الالكترونية مفاده ان الحزب ومنذ نشأته لطالما اعتبر ان لبنان ما هو الا صنيعة الاستعمار وما هو الا جزء من امة اكبر وبالتالي فهو لا يُعتبر ككيان مستقل فقد تغيرت رؤيتنا له الان واننا نعترف به كوطن نهائي وحقيقي وحتى ان العلم اللبناني صار يمثل لنا رمزية وطنية وانه يجب التعاطي من اليوم وصاعدا على هذا الاساس ,, هذا الخبر المسرّب بحد ذاته يعتبر في احدى نواحيه بمثابة تحول ايجابي كبير من الممكن ان نؤسس عليه في المستقبل او على الاقل هكذا احب ان اقرأه وبالتالي ان استبشر به خيرا , وليس كما قاربه بعض المشككين على انه اعتراف واضح من الحزب يدين مرحلة طويلة من عمره " الوطني " وتؤكد صحة ما كان يقال عن عدم لبنانيته , الا انه ولاننا نعيش لحظة تحولات هامة على مستوى المنطقة وفي خضم اجواء انتخابية ولكي لا يندم من هم امثالي باسبشارهم في هذا الخبر المسرب السار لا يسعنا الا ان نؤكد على قيادة الحزب ان هذا التحول الكبير لا يجب بان يختصر على مجرد خبر بل هو يحتاج الى تبدلات عملانية تعكس ترجمة فعلية له , ابتداءا من الاسم وخصوصا حزف حرف ال "في" اسفل العلم , مرورا بسلوك حزبي عام ونيابي خاص يتمظهر باحترام القوانين اللبنانية وبمشاريع قوانين تساهم في تقوية الدولة وصولا الى مقاربة جديدة لموضوع الاستراتيجية الدفاعية " اللبنانية " ,, وهذا ما نتمنى ان نشهده في القادم من الايام ,, والا فان رهاننا سوف يسقط ليفوز حينها اولئك المشككون الذين يعتبرون ان هذا التسريب ان هو الا قنبلة دخانية يراد من خلالها التستر على الارتباط العضوي الذي يجمع الحزب مع ايران ولو على حساب المصلحة الوطنية هذا الارتباط الذي صار اكثر وضوحا في نظرهم خاصة بعد احداث الثورة السورية وتماهي الموقف الايراني والحزباللهي منها مما يجعل التستر عليه امرا مستعصي حتى على الالاف من امثال هذه القنابل ,, خاصة عندما تطلق في اجواء انتخابية !
من هنا فان القادم من الايام هي الكفيلة كي تثبت جدية مضامين هذا التسريب وهل ان فعلا حزب الله يعمل على اعادة صياغة فكرية وسلوكية يصبح من خلالها , حزب الله ... اللبناني ؟