يعد أبوعمر الشيشاني أحد أبرز قادة تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف بلحيته الصهباء الكثة، وبحماسته في المعارك، ما قد يشكّل مقتله ضربة قوية للتنظيم في الوقت الذي تكثف في القوات العراقية استعداداتها لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل.
الشيشاني البالغ من العمر 30 عاماً، والذي أكد "داعش" مقتله في مدينة الشرقاط أثناء مشاركته في "صد الحملة العسكرية على مدينة الموصل - وفقاً لوكالة أعماق المقربة من التنظيم - يعتبر بمثابة "وزير الحرب" بالتنظيم، وقد رصدت واشنطن مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يرشدها عن مكانه، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، الخميس 14 تموز 2016.
اسمه وأصله
ويتحدر عمر الشيشاني، واسمه الأصلي طرخان تيمورازوفيتش باتيراشفيلي، من جورجيا، حيث وُلد لأب مسيحي وأم مسلمة. وخاض الشيشاني القتال ضد القوات الروسية في الشيشان، قبل أن يلتحق عام 2006 بالخدمة الإجبارية بالجيش الجورجي، ليخوض القتال مرة أخرى ضد الروس عام 2008، وفقاً لموقع "بي بي سي".
وفي عام 2012 عاد للظهور مرة أخرى، لكن هذه المرة في سوريا، فقد برز كأحد قادة مجموعة من "الجهاديين الأجانب" شمال سوريا.
وعُرف الشيشاني داخل التنظيم الجهادي بخبرته الميدانية، وجاء في سيرة كتبها أحد المؤيدين ونشرت على الإنترنت، إنه "أحد أفضل المخططين في تنظيم الدولة الإسلامية" وأنه "لم يخسر أي معركة أبداً".
محاولة لاغتياله
مسؤول أميركي رجح في آذار الماضي مقتل الشيشاني بغارة أميركية استهدفته شمال شرق سوريا. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في حينه استهداف الغارات الأميركية موكب فيه الشيشاني، وأن العديد من الحرس الشخصي له قد قتلوا بالغارة.
لكن مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، قال إن الشيشاني "لم يقتل، بل نُقل من محافظة الحسكة إلى مستشفى في محافظة الرقة، حيث يعالجه طبيب أوروبي من التنظيم"، وفقاً لـ"بي بي سي".
تأثير مقتله على التنظيم
ويعتبر البنتاغون أن مقتل الشيشاني "سيؤثر على قدرة تنظيم الدولة الإسلامية على تجنيد مقاتلين أجانب خصوصاً من الشيشان والقوقاز"، وعلى قدرته "على تنسيق الدفاع بين معقليه"، الرقة في سوريا والموصل في العراق.
وتقول أجهزة الأمن الروسية إن قرابة 7000 من مواطني الدول التي ظهرت أثر تفكك الاتحاد السوفييتي انضموا الى المجموعات الجهادية في سوريا والعراق. وبين هؤلاء نحو 2900 روسي غالبيتهم العظمى من الجمهوريات غير المستقرة في القوقاز الروسي مثل الشيشان وداغستان.
ويشن التحالف الدولي بقيادة واشنطن منذ صيف عام 2014 غارات جوية ضد التنظيم في سوريا والعراق. البنتاغون أعرب في آذار عن ثقته بأن تنظيم الدولة الإسلامية يتجه نحو الهزيمة، مؤكداً أن زخم الحرب ضده اليوم في أوجه.
ورغم النكسات التي مُني بها التنظيم ميدانياً، إلا أنه يواصل تنفيذ هجمات في كل أنحاء العراق خصوصاً في المناطق الشيعية.
وفي الرابع من تموز قضي قرابة 300 شخص في تفجير بالقرب من بغداد يعد أحد أسوأ الاعتداءات في البلاد منذ الهجوم الأميركي في 2003.
(هافنغتون بوست)