يظهر جليا من خلال مجموعة من الاحداث منذ شهر حتى الآن بأن السيطرة الروسية على سوريا آخذة في الازدياد مقابل الانسحاب الإيراني المتزايد عن معركتها السياسية بالرغم من بقاءها في أرض المعركة عسكريا.
أظهر رئيس الوزراء التركي بينالي ييلدريم يوم الامس الأربعاء  خطوة جديدة خطط لها الروس لحلحلة الأزمة السورية اذ قال: ان تركيا عازمة على إعادة علاقاتها الدبلوماسية مع العراق وسوريا وتنمية تلك العلاقات. 
وأضاف رئيس الحكومة التركية ان بلده يريد انجاح مكافحة الإرهاب من وراء هذا القرار قائلا ان اهم اهدافنا هو تنمية العلاقات الحسنة مع سوريا والعراق وجميع جيراننا في منطقة الابيض المتوسط والبحر الاسود.
واردف ييلدريم باننا تمكننا حتى الآن في تطبيع العلاقات مع روسيا وإسرائيل ونحن واثقون بتطبيع العلاقات مع سوريا لان من الضروري ان تصل مكافحة الارهاب الى نتيجة وتعود الامن والاستقرار الى سوريا والعراق. 
هذا وان تركيا خلال سنوات الخمس الماضية لم تالو جهدا من اجل اسقاط بشار الاسد عبر دعم المعارضة المسلحة وحتى وقت قريب أعلنت على لسان رئيسها رجب طيب اردوغان بان تنحي بشار الاسد عن السلطة هو الشرط الرئيس لعودة الاستقرار اليها. 
وشكلت تلك السياسة احدى المحاور الاساسية للخلاف بينها وبين روسيا ثم تفاقم الخلاف بينهما بعد اسقاط تركيا طائرة روسية في المنطقة الحدودية بين سوريا ونركيا مما ادى الى قطع العلاقات السياسية والاقتصادية. 
وبينما طالبت إيران بالتوسط بينهما من اجل تخفيف التوتر واعادة المياه الى مجاريها الا انه لا الروس ولا الاتراك لم ياخذا هذا المقترح مأخذ الجد حتى زار بنيامين نتنياهو موسكو ويبدو انه توسط فعلا بين الطرفين بموازاة تطبيع العلاقات مع تركيا. حيث لم يمض الا ايام على زيارة نتنياهو حتى أرسل اردوغان رسالة اعتذار لبوتين ليغفر له الاخير ما تقدم من ذنبه في اسقاط المقاتلة الروسية.
ويبدو ان تطبيع العلاقات بين تركيا وبين سوريا خطوة استكمالية لتطبيع العلاقات بينها واسرائيل من جهة وبينها وروسيا من جهة اخرى. 
وسوف تشكل هذه الثلاثية محورا رئيسيا لحل الأزمة السورية حيث ان اسرائيل لم تكن في يوم من الأيام مصلحة لها في سقوط بشار الاسد واصبحت تركيا الآن مقتنعة بأن الجماعات الارهابية لا يمكن التعويل عليها وأنها ليست قابلة للثقة ولا بديل عن الأنظمة الموجودة عند ما تكون الحرب قائمة بينها وبين الجماعات الارهابية.
وإذا غيرت تركيا موقفها تجاه الكيان الصهيوني لم لا تغير سياستها تجاه سوريا او مصر؟ فإن الخلاف بين تركيا ومصر اهون من الخلاف بينها وإسرائيل وحتى سوريا.
وبينما تتجه تركيا الى اعادة تطبيق صفر المشاكل مع المحيط وخاصة مع سوريا تحت مظلة بوتين يبدو ان ايران سوف تبقى خارج اللعبة لانها لا تريد تطبيق منهج التفاوض والتسوية في سوريا بالرغم من خسائرها الفادحة المادية والبشرية في وحلها.