للدخول الى المنتجعات البحرية في لبنان عليك ان تطلب قرضا من المصرف، او رهن سيارتك، لانه لدى الوصول الى المسبح عليك دفع 7000 ليرة ثمن موقف، وإذا كنت تريد ركنها تحت شجرة عليك ان تدفع 20000 ليرة لبنانية، وإذا كنت تريد ركنها على المدخل ليراها الجميع عليك ان تدفع 50 دولارا. من بعدها تدفع ثمن بطاقة الدخول 35 دولارا اميركيا للشخص الواحد ربما اكثر بقليل أو اقل بقليل بحسب المنتجع، والطعام في الداخل غالي الثمن جدا، وكأس الكحول او زجاجة البيرة ثمنها مخيف، والسبب كله هو وجود منسق أغان ومطرب يشعل الأجواء ويجعل النساء تخلعن بقية ما ترتدينه (لا أحد مجبرا على الدفع والدخول ويمكن الذهاب الى أماكن عامة مجانية).
النساء اللواتي تدخلن شبه عاريات، تتعرى مما بقي على جسدهن محتفظة بقطعتي قماش صغيرتين على صدرها ومؤخرتها. والمشكلة ليست في اللبس، لأن اللباس البحري "المايوه" هو كذلك، ولكن المبالغة في الـ"سترينغ" ومن تظهر مؤخرتها أكثر هي القضية، وبسبب تلك المؤخرات حصلت 5 اشكالات في منتجع واحد في ساعتين بعد الظهر، بعدما شرب الجميع كميات كبيرة من الكحول، وتدخلت مليشيات ترتدي الأسود مع عضلات مفتولة لفض الاشكالات المتتالية.
في المنتجعات السياحية على الشواطئ اللبنانية "كفر" مادي وجنسي يحصلان. ففي بعض المنتجعات التي تمنع دخول الاطفال، تعلو الموسيقى الصاخبة، وزجاجات المشروب تفترش الارض والطاولات، والاعمال الخلاعية تنطلق ولا تنتهي إلا مع إنتهاء غناء المطرب الذي يشعل الأجواء، ويدفع الشبان أكثر الى دفع أموالهم على المشروب والنساء وكل شخص وصل وحده يذهب ضمن مجموعة أو مصطحبا فتاة ما لا يعرف حتى اسمها.
بوتوكس النساء اللواتي تنزلن الى المنتجعات لصيد الشبان الميسورين يكاد يسيل تحت اشعة الشمس الحارقة. ولصيد تلك النساء على الشاب ان يفتح لها قنينة فودكا ثمنها 200 دولار، او قنينة شامبانيا صغيرة بمئتي دولار او كبيرة بـ500 دولار، وذلك بحسب قياس الشفتين والصدر وتكلفة نفخهما.
وفور إنطلاق المطرب بالصراخ بإسم كل شخص يصل الى المكان بواسطة بورش او فيراري أو جيب ضخم، يبدأ فتح زجاجات الـ"champagne" بإسم كل شخص، وتنطلق المعركة بين الشبان ومن يستطيع فتح زجاجات اكثر وأكبر، وفي هذا الوقت الفاتورة تكبر، وكلما زاد حجم القنينة إرتفع سعرها، وهو لا يقبل سوى ان يستحم بها و"يحمم" عشيقته، كي "يدبق" صدرها.
طلبية الفتيات الروسيات أصبحت متوفرة أيضا على الشواطئ اللبنانية، فيمكنك ان تطلب فتاة أو أكثر للرقص حولك بلباس بحر مثير مع كعب عال طبعا، والوقت بحسب الدفع، وإذا كان الدفع ممتازا فستذهب معك الى اي مكان تريده، للرقص على طريقتها الخاصة.
الجوع يملء بطون اللبنانيين، والبطر يملء عقولهم وعقولهن، وهم يصرفون تعبهم وتعب أهلهم، او ربما ما سرقوه وما سرقه أهلهم، واللافت ان غالبية "فَتّيحة الشامبانيا" هم ابناء نواب ووزراء حاليين وسابقين ومدراء عامين في الدولة ومن اسمائهم تعرفونهم، والشمبانيا في النهاية على حساب المواطن اللبناني الفقير ومن جيبه.
Lebanon Files