أطلق نواب في البرلمان اللبناني صيحة فزع، إزاء نجاح تنظيم الدولة الإسلامية في استقطاب المئات من الشباب من شمال لبنان في الأشهر الأخيرة.
وأكد النائب معين المرعبي مؤخرا انضمام حوالي 700 شاب من الشمال إلى داعش. وكانت مصادر متقاطعة قد تحدثت عن وجود للتنظيم في عدة مناطق لبنانية.
وأصبح خبر إلقاء القبض على خلايا وأفراد ينتمون إلى داعش مادة يومية لا تغيب عن سفرة وسائل الإعلام اللبنانية.
واعتبر مرعبي أن استمرار انجذاب المئات من الشباب من شمال لبنان للتنظيم، الذي يشهد انتكاسات في أكثر من دولة، يعود إلى حالة فقدان الأمل التي تسود الشباب في المنطقة نتيجة غياب فرص العمل.
وتناقض التحذيرات الأخيرة الدراسات التي نشرت في وقت سابق وتقول إن شعبية داعش لا تشكل أكثر من 1 في المئة من عموم اللبنانيين.
السجال حول داعش في لبنان ارتدى طابع التراشق السياسي والإعلامي بين الفرقاء اللبنانيين، حيث يتهم حزب الله تيار المستقبل وعموم السنة في لبنان بـ”الداعشية”، ويرد عليه المستقبل باتهامه بجلب هذا الخطر إلى لبنان من خلال مشاركته في الحرب السورية.
ويتغذى التطرف السني في لبنان من ممارسات يرى أبناء هذه الطائفة أنها تستهدفهم بدءا بمسألة المعتقلين الإسلاميين القابعين في السجون منذ سنوات دون محاكمة، مرورا بالاعتقالات التعسفية التي تقوم بها القوى الأمنية بشكل غير متوازن إبان كل خضة أمنية، وصولا إلى الكيل بمكيالين في ما يخص قضايا الإرهاب حيث يتم التمييز بين المتهمين انطلاقا من اعتبارات طائفية.
ويرى زهرمان أن تزايد انضمام الشباب الشمالي إلى صفوف داعش هو “ردة فعل على ما تعانيه المنطقة من حرمان مزمن”. ويتطرق النائب الشمالي إلى ازدواجية المعايير الأمنية ودورها في تغذية التطرف قائلا لـ“العرب” “لقد زج في السجون بعدد كبير من شباب الشمال الذين استدرجوا إلى حمل السلاح للدفاع عن بيوتهم إثر ما سمي بمعارك التبانة وجبل محسن. هؤلاء تم التعامل معهم كمجرمين على عكس الذاهبين للقتال في سوريا الذين يعبرون الحدود بسلاحهم”.
ويختم تصريحاته بالإشارة إلى أن “الشخص لا يولد متطرفا بل يصبح كذلك، وإذا شئنا القضاء على التطرف فيجب علينا ضرب منابعه”.
شادي علاء الدين: صحيفة العرب