جراء الحرب السورية، والأزمة السياسية المتمادية منذ سنين في لبنان، وسوء الإدارة وشلل المؤسسات، والوضع الأمني، بات الوضع الاقتصادي في لبنان يمر في أسوأ ظروفه من دون ان نعلم ما يخبئ الغد.
بالامس كان الخوف على القطاع الأهم، وهو القطاع المصرفي بعد انفجار "البلوم بنك" الذي مرّ مرور الكرام في ظل الأزمة بين المصارف و"حزب الله" والسياسة المصرفية الأميركية.
والى جانب المصارف، تتصاعد أزمة القطاع الإعلامي والصحافي الذي يعاني كثيراً في معظم مؤسساته المرئية والمسموعة والصحف والمجلات، جراء الجمود السياسي والاقتصادي.
والى قطاع الإعلام، يشهد قطاع العقارات أيضا أزمة لا مثيل لها في السنوات الاخيرة. فجميع المستثمرين الكبار يتحدثون عن جمود لا مثيل له في عمليات البيع والشراء للشقق والعقارات، علما أن هذا القطاع كان من أهم القطاعات في لبنان في السنوات الماضية. كما أن الأزمة الاقتصادية لا ترحم القطاع السياحي والفنادق والمطاعم، فمنها ما يعمل جيداً، لكن أيضا أهل هذا القطاع يشعرون بالأزمة لأن السياح العرب والأجانب لا يقصدون لبنان كما في الماضي، وبات الاتكال الأكبر على اللبنانيين.
أغلبية القطاعات تعاني سنة بعد سنة، من دون خطة إنقاذ أو رؤية واضحة حول الغد.
وأكثرية الشركات تخفف مصاريفها ونفقاتها وموازناتها بما يهدد أعداداً كبيرة من الموظفين الذين يصبحون دون عمل. وهذا التراجع الاقتصادي الذي يزحف على معظم القطاعات الإنتاجية والخدماتية والصناعية والزراعية يهدد بتفاقم الأزمة الأجتماعية وتفاقم البطالة في صفوف الشباب والجامعيين الذين لا يجدون اليوم دولة تخطط لاستيعابهم وتأمين فرص العمل لهم في القطاعين العام والخاص، والاستفادة من طاقاتهم الحيوية وعلمهم.
وهذه الأزمة ربما لم تصل بعد الى حجم كارثة، وما زالت محتملة، لكن هل تظل في حدودها الحالية؟ أم انها ستتجه الى الأسوأ؟ وما هو مصير الاقتصاد والمستثمرين والأعمال والموظفين والشركات في لبنان؟
وهل الى جانب الشلل السياسي والمشاكل الأمنية، سيعيش اللبناني كارثة اقتصادية اكبر مما يعيشه اليوم؟
كلام بعض الوزراء بالامس على الوضع الاقتصادي لا يطمئن. والكلام على زيادة ضرائب لحل الأزمة بات يقلق الناس حول مصيرهم ومستقبلهم، في وطن يفتقد الكثير من ميزات كان يتمتع بها في الماضي على صعد مختلفة.
هذا الكلام لَيْس لزيادة التشاؤم، بل لوضع بعض المخاوف والتساؤلات عند القيمين والمسؤولين الذين يجب ان ينهضوا بالبلاد واقتصادها في أسرع وقت ممكن، لأن الناس لا يسعهم أن يتحملوا أكثر.
ميشيل تويني