زب قومي يساري أنّ تصاعد أزمة النازحين، الحملة الروسية على سوريا، وسيطرة الأكراد على أراضٍ شمال سوريا، يجعل لا خيار أمام تركيا سوى التواصل مع النظام السوري. وفي الواقع، إدّعى زعيمان من حزب تركي معروف تمرير رسائلبين مسؤولين حكوميين أتراك وسوريين.

الحزب هو "الوطن" التركي والذي لديه مبادئ مناهضة للغرب والأميركيين ويرأسه دوغو بيرنسيك -المعروف كسياسي إشتراكي في تركيا- ونائبه رئيس الاستخبارات العسكرية التركية السابق إسماعيل حقي بكين. الإثنان قالا لـ"فورين بوليسي" إنهما عقدا إجتماعات مع أعضاء من حكومات روسيا، الصين، إيران، وسوريا العام الماضي، ونقلا رسائل تلقوها إلى مسؤولين عسكريين وفي الخارجية التركية.

هذا الثنائي السياسي بدأ تعاونهما في السجن، وكانا أوقفا عام 2011 بقضية "ايرجينيكون" والتي زعمت أنّ هناك شبكة كانت تخطّط لإنقلاب عسكري على الحكومة المنتخبة في تركيا. بحسب المجلّة، فقد التقى هذان الزعيمان بالأسد في شباط 2015، في دمشق. وخلال الإجتماع، قال بيرنسيك إنه تمّ الإتفاق على حاجة سوريا وتركيا المشتركة لقتال الجماعات الإرهابية الإنفصالية والمتعصّبة.

وقام بكين مع ضباط أتراك متقاعد رفيع المستوى، من الحزب نفسه، الأدميرال سونير بولا واللواء بيازيت كاراتاس، بزيارة دمشق 3 مرات. وقال بكين إنّ خلال الزيارات في أشهر كانون الثاني، نيسان وأيار، التقى هذا الوفد بأبرز القادة الأمنيين والديبلوماسيين والسياسيين في الحكومة السورية. ومن بينهم رئيس فرع المخابرات العامة في سوريا اللواء محمد ديب زيتون، وﻣﺪﻳﺮ ﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ علي المملوك، وزير الخارجية وليد المعلم، ونائبه فيصل المقداد. وتمحور النقاش في الإجتماعات –بحسب بكين- حول كيفية التحضير لأرضيّة تركية - سورية من أجل إعادة العلاقات الديبلوماسيّة والتعاون السياسي.

وبحسب بكين، فإنّ لقاءه مع المملوك وصل مباشرةً إلى الأسد، حيث طلبَ المملوك مرات الذهاب إلى غرفة مجاورة للإتصال بالأسد هاتفيًا وسؤاله مباشرة. وقال إنّه كان يطّلع على تفاصيل لقاءات المسؤولين العسكريين بعد كلّ زيارة. وشعر بتغيّر في مواقف المسؤولين الأتراك خلال الـ18 شهرًا الماضية. وقال: "في كانون الثاني 2015، لم تكن تركيا جاهزة لتغيير سياستها تجاه سوريا. إلى ذلك، خلال زيارتي الأخيرة لاحظت أنّ المسؤولين من الخارجية التركية باتوا أكثر إنفتاحًا وتقبلاً لهذا الموضوع".

من جهته، أكّد مسؤول تركي أنّه التقى بكين، إلا أنّه نفى بشدّة أي مفاوضات بين تركيا والنظام السوري.

وقال بكين "إنّ تركيا والأسد يشعران بأنّهما مقيّدان بعدو واحد"، وقال بيرنسيك: "الأسد قال لنا إنّ حزب الاتحاد الديمقراطي هو منظمة خائنة ومجموعة إنفصالية ولفت إلى أنّه لن يسمح لتواجد هكذا مجموعة في سوريا، ولا شكّ لديه أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني هما بيادق واشنطن".

ولفت الثنائي إلى أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي تلقّى دعمًا مهمًا من واشنطن، ولقطع هكذا دعم تركيا ستتعاون مع سوريا، العراق، إيران وروسيا. في السياق عينه، قال بكين إنّ مجموعة من رجال الأعمال عملت لتحسين العلاقات مع روسيا، وقد زاروا روسيا في كانون الأول بعد إسقاط السوخوي.


(فورين بوليسي - لبنان 24)