أفادت صحيفة "واشنطن بوست" أنّ روسيا كذبت بخصوص السيناريو الذي قدّمته إسقاط تنظيم "الدولة الإسلاميّة" لمقاتلة حربية بالقرب من تدمر.
ولفتت الصحيفة إلى رواية الدفاع الروسي الذي وصف الحادثة بالبطولية، حيث قال إنّ طيارين روسيين قُتلا الجمعة بعد سقوط مروحية سورية من نوع "مي 25" على يد "داعش" بالقرب من تدمر، موضحًا أنّ الطيارين كانا في مهمّة تدريبية عندما تلقيا طلبًا طارئًا للإغارة في منطقة يهاجمها "داعش"، حيثُ يحتاج الجيش السوري لدعم.
ونقلت "واشنطن بوست" عن وكالة "تاس" الروسية أنّ "قائد المروحية رفعت حبيبولين اتخذ القرار بمهاجمة الإرهابيين على الفور، واستطاع مع زميله إحباط الهجوم الإرهابي". إلا أنّ محللين وبعض التقارير الإخبارية كذّبوا هذه الرواية.
فقد نشر "داعش" فيديو يظهر إسقاط الطائرة في منطقة خاضعة لسيطرة النظام السوري. وذكرت مصادر عسكرية أنّ الطائرة أسقطت بصاروخ "تاو" موجه مضاد للدروع أميركي الصنع وأنّ "داعش" يملكه بعد استحواذه على أسلحة من الجماعات المسلحة التي أمدتها بها الولايات المتحدة.
وبحسب تقارير أعدّها خبراء فإنّ المروحية لم تكن من طراز "مي 25" بل "مي 35 ام" المتعددة المهام الروسية التي دخلت المجال الجوي السوري منذ كانون الأول الماضي، ويقودها فقط طيارون من القوات الروسية. وإذا ما تمّ التأكد من صحة هذه التقارير فهذا يعني أنّ المقاتلة كانت روسية لا سورية وكانت في مهمة قتالية لا تدريبية. وهذا الأمر يلقي الضوء من جديد على مدى التدخل الروسي في سوريا.
من جهتها، نقلت صحيفة "كومرسنت" الروسية الإثنين عن مصادر عسكرية أنّ الطائرة ليست سورية "مي "25 بل روسية "مي 35 ام" وقد نُشر من طرازها في قاعدة حميميم. الأمر نفسه قاله محلّل عسكري على علاقة بوزارة الدفاع الروسية لـ"واشنطن بوست" من دون الكشف عن إسمه.
من جهتها، أشارت صحيفة "إكسبرس" البريطانية إلى أنّ روسيا أرسلت 6 قاذفات قنابل تكتيكية أسرع من الصوت بعيدة المدى Tu-22M3 إلى سوريا وتحديدًا إلى تدمر وآراك حيثُ نفّذت غارات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وهذه المقاتلات تنطلق من قاعدة جنوب روسيا وتنفذ أهدافها في سوريا وتعود بعد العمليّة إلى القاعدة الأساسية.
(واشنطن بوست - إكسبرس - لبنان 24)