هي "الصيفية" ليست بالنسبة للبنانيين إلا معاناة لانقطاع الكهرباء والمياه وربح وفير لمافيات المولدات التي أضحى وجودها أكثر أهمية من شركة الكهرباء نفسها .
فساعات التقنين تزداد يوما بعد يوم والصرخة بدأت تعلو من الفقراء خصوصا ان انقطاع الكهرباء تزامن مع موجة حر شديدة لا تحتمل ولأن المصالح في لبنان تطغى على حق المواطن فإن الجهات المعنية لا تسمع ولا ترى حتى انها لا تتكلم.
ما نكتبه هنا ليس بجديد إنما هي أزمة قديمة متجددة مع كل صيف تأتي إلا ان الاهمية في إثارتنا لهذا الموضوع تكمن بأن الفقراء هذه السنة ليس وحدهم ضحية "مصالح الدولة مع المافيات" إنما أيضا المستشفيات الحكومية أيضا باعتبار انها وقعت ضحية الاهمال من جهة وانقطاع الكهرباء من جهة أخرى.
فالجنوب الذي قدم للبنان دماء وشباب تنزف مستشفاياته اليوم إهمالا حيث تعاني مستشفى النبطية الحكومي من تعطيل في المكيفات فضلا عن عدم وجود مولد كهرباء فيها منذ فترة تحديدا في قسم علاج أمراض الدم ما حول المرضى الى ضحية أيضا.
فهل تقاعست الجهات المعنية عن تأمين مولد للكهرباء نظرا لمعرفة المعنيين المسبقة بأزمة الكهرباء او انه مجرد إهمال؟
ففي الحالتين وقعت المستشفى ضحية إما "مافيا المولدات" وإما "الاهمال" إلا ان من المؤكد انه يجب على وزير الصحة وائل ابو فاعور المسارعة إلى إيجاد حل لهذه الأزمة قبل تفاقمها لأن الكهرباء في المستشفى ليست مشكلة المرضى فقط فحسب إنما ما يجري داخل كواليسها من معاملة سيئة ونقص في تقديم الخدمات لهم يستوجب التحرك السريع.