تحدّث المسؤول المهم جدّاً نفسه الذي يتابع الشرق الأوسط وقضاياه في "الإدارة" المهمّة الثالثة نفسها داخل الإدارة الأميركيّة، قال: "في الداخل السعودي هناك ولي ولي العهد محمد بن سلمان. إنه يتصرّف كـ Gate Keeper أي المُشرف على ديوان والده وحامل مفاتيح هذا الديوان بحيث لا يدخله أحد من دون موافقته. وعنده مشكلات مع أفراد من عائلته. منهم ولي العهد محمد بن نايف، ومنهم أيضاً متعب بن عبد الله وآخرون. السؤال الذي أطرحه على نفسي وعلى آخرين هو الآتي: هل ذهب محمد بن سلمان إلى الحرب في اليمن من أجل الوصول إلى أعلى المراتب السياسية في الحكم السعودي؟ أم لأنّه شاب ومتحمِّس ويريد أن يترك بصمته التي لا بد أن تساعده في الوصول إلى أعلى المراتب في الوقت المناسب؟ أم لأن عنده أفكاراً ومخطّطات وميولاً إصلاحيّة؟ أنا قابلتُه حقيقة. قد تكون عنده ميول إصلاحيّة. لكن ذلك وحده قد لا يكون الواقع. ربما إذا انتقل الملك سلمان إلى جوار ربَّه فان خليفته أي ولي عهده محمد بن نايف قد يطيح محمد بن سلمان بعدم مساعدته على الحصول على ولاية العهد". علّقتُ: ربما يحاول الملك سلمان بدفع من نجله إعفاء ولي عهده بالطريقة المناسبة وتعيينه هو بديلاً منه، تماماً مثلما فعل هو نفسه مع ولي عهد الملك عبدالله الأمير مقرن عندما أعفاه بعدما كان وليّاً لولي العهد وعيّن وليّاً لعهده محمد بن نايف. على كل كثيرون يعتبرون السعوديّة مسؤولة في شكل أو آخر عن بروز الفكر الإسلامي المتشدّد. علماً أنها صارت هدفاً له الآن وخصوصاً بعدما تجاوز وبكثير الوهابيّة التي يُقال أنها الرحم الذي ولدت منه التنظيمات والتيارات المتطرّفة. ردّ: "لم تنتصر السعوديّة في اليمن ولم تخسر حتى الآن على الأقل. وفي أيام الراحل الملك عبد الله ارتُكب خطأ تمثّل بمحاولة أحد أمرائه المسؤولين عن الأمن رشوة روسيا بستة مليارات دولار لتغيير سياستها الداعمة بل الحامية للأسد في سوريا. هناك أمر لا بد من الاشارة إليه هو غياب أي علاقة أو حوار بين السعودية وإيران. هذا أمر يجب أن يحصل لأنه ضروري ولاحتمال انتهائه إلى تفاهم قد لا يحل مشكلات المنطقة كلّها، لكنه يُهدّئها ويساعد في إيجاد الحلول.
حاولنا ذلك مع وزير الخارجيّة السعودي عادل الجبير فقال انه دعا وزير خارجيّة إيران محمد جواد ظريف إلى زيارة المملكة. لكنه لم يلبِّ الدعوة لأنه طلب مقابلة الملك لكن الأخير لم يُرِد ذلك. والآن لا نستطيع أن نتكلّم مع السعوديّة عن إيران. فهي تخاف من نفوذها. وكانت خافت من اتفاقها النووي مع المجموعة الدولية 5 + 1 ولا تزال. كما أنها تشك في أن أميركا تسير باطّراد في اتجاه التفاهم مع إيران. نحن نفهم المخاوف. لكن على السعوديّين أن يعرفوا أننا لن نتركهم. لكن لنا سياستنا أيضاً ونريد استقرار المنطقة ونعمل له ونريد محاربة الارهاب ونفعل ذلك. والتفاهم مع إيران يساعد في تحقيق كل ذلك. فهي دولة كبيرة يقترب عدد سكانها من مئة مليون نسمة، وعندها حضورها الاقليمي والدولي ولا يمكن إهمالها".
علّقتُ: ما تقوله صحيح. فنحن في لبنان لن تحل مشكلات كثيرة عندنا إلا إذا تفاهمت السعودية وإيران وحظي ذلك ببركتكم. لكن المشكلة أن السعوديّة لا تثق في إيران، وتخشى أن تستثمر التفاهم معها من أجل زيادة أوراقها في أثناء التفاوض مع أميركا وتالياً توطيد التفاهم معها من دون أخذ مطالب وهواجس السعوديّة وحلفائها في الاعتبار. إيران لن تسهّل حل مشكلات المنطقة إذا لم يسبقه حوار أميركي معها فتفاهم. وهو الذي يُطلق الحوار الإيراني – السعودي. كانت أميركا تظن أن "الاتفاق" النووي قد يُطلق حوارها مع إيران حول القضايا الإقليميّة. لكن ظنّها لم يكن في محلّه.
ردّ: "صحيح ما تقوله. طهران رفضت الحوار الذي أشرت إليه، لكن المحاولات لبدئه لا تزال مستمرة". علّقتُ: أعتقد وخلافاً لما يُقال في واشنطن وغيرها من عواصم الغرب والعالم أنه ليس هناك داخل السلطة في إيران إصلاحيون (جذريّون) ومتشدّدون. هناك توزيع أدوار. المرشد والولي الفقيه هو الذي يدير العمليّة ويوزّع الأدوار!
ردّ: "روحاني كان جزءاً من المسألة والسلطة الأمنيّتين. أحد مسؤولينا الديبلوماسيّين قال أخيراً في اجتماع موسّع ما تقوله أنت الآن. طبعاً هناك معتدلون ومتشدّدون ولكن ليس إلى درجة الخلاف والاضرار بالنظام". بماذا علّقت؟
لن نترك السعوديّة ولن نُهمِل إيران
لن نترك السعوديّة ولن نُهمِل...سركيس نعوم
NewLebanon
مصدر:
النهار
|
عدد القراء:
625
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro