قالت شخصيات قابلتْ وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت في اللقاءات التي عقدها مساء الاثنين في قصر الصنوبر التاريخي والتي شملت مروحة واسعة من الزعماء والسياسيين لصحيفة “الراي” الكويتية إن وزير الخارجية الفرنسي ركز في أحاديثه كما في تصريحاته العلنية على توجيه نداءٍ حارّ وملحّ الى القيادات اللبنانية من اجل التوافق عبر الحوار الداخلي على مخرجٍ لأزمة الشغور الرئاسي، مع تشديده الدائم على ان فرنسا تقف بكل ثقلها الى جانبهم وأنها لن تألو جهداً في المضي في محاولة تذليل العقبات الإقليمية التي تؤثّر على اللاعبين المحليين.
وأشارت هذه الشخصيات الى أن ايرولت، أسوةً بهولاند، حرص على عدم ترْك أيّ تفسيرات أو اجتهادات خاطئة حيال موقف بلاده من المرشحين الرئاسيين فلم يخرج كلامه في لقاءاته مع كل من رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية كما مع الزعماء الآخرين الذين اجتمع بهم مثل الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عن الأطر العامة للموقف الفرنسي من دون اي خصوصيات محدّدة.
وقالت إن ايرولت بدا دافِعاً نحو تحميل القيادات اللبنانية مسؤولياتها في نزْع الأزمة الرئاسية من حصارها الإقليمي ولا سيما من تداعيات الحرب السورية، بما يعكس ضمناً ضآلة الآمال التي تعلّقها باريس على استجابةٍ ايرانية وسعودية قريبة او سهلة مع المساعي الفرنسية.
اما بالنسبة الى لقاء ايرولت مع وفد من “حزب الله”، فإن أهميته تعود الى إحياء سكة التواصل الفرنسي مع الحزب ولكن من دون أوهام في إمكان تبديل الحزب موقفه من تسهيل اكتمال النصاب لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية بإعتبار أن باريس باتت تعرف أكثر من أي جهة خارجية أو داخلية طبيعة الموقف الإيراني وأهدافه من إبقاء الأزمة اللبنانية ورقة مقايضة إقليمية ودولية بيد طهران.