إشتدت المعارك على محور الكاستيلو - الليرمون على أطراف مدينة حلب بين مقاتلي حزب الله الذي يؤازرون الجيش السوري من جهة، وبين مقاتلي الفصائل المعارضة من جهة أخرى. وبينما لا تخفي الجماعات المسلحة أن المعارك محصورة بين تنظيم القاعدة والجيش السوري، تخرج إلى النور أساليب عسكرية محرمة دولياً باتت تنتهجها تلك الجماعات وتستخدمها في محاولاتها إبعاد شبح وصول الحزب والجيش إلى مستوى الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرتها.
وبينما بات حزب الله يشرف نارياً على أكثر من 1300م من طريق الكاستيلو الذي يعتبر الشريان الرئيسي لإمداد أحياء المسلحين الشرقية، بادرت الجماعات المسلحة إلى إستخدام أسلحة غير تقليدية في قصفها لمواقع الجيش وحزب الله القريبة، بالإضافة إلى محاور القتال المتداخلة التي تعتبر خطوط تماس أو إشتباك. وفي هذا الصدد، علم "ليبانون ديبايت" من مصادر ميدانية، أن "عدداً من مقاتلي حزب الله تم إجلاؤهم من معارك حلب مصابين بضيقٍ في التنفّس قبل أيامٍ قليلة من جراء إستنشاقهم غازات سامة صادرة من قذائف ثقيلة أطلقت عليهم".
وبحسب المصادر، فإن هؤلاء نقلوا إلى مستشفى الشهيد راغب حرب في منطقة تول في النبطية بجنوب لبنان على وجه السرعة وهم يتلقون العلاج المناسب. الإصابات الناتجة عن قذائف الغاز تلك، يرجح مصدر ميداني خاص بـ"ليبانون ديبايت" إنها "تحوي مواداً كيميائية سامة حصلت عليها القاعدة التي تقاتل في حلب عبر ذراعها جبهة النصرة من دول تدعمها كتركيا التي تلعب دوراً بارزاً في معارك حلب كونها تقع على حدودها التي تتركها سائبة لمرور السلاح والمسلحين".
الدور التركي الظاهر من خلال دعم جبهة النصرة والجماعات التي تقاتل إلى جانبها كـ"فيلق الشام" و "حركة نور الدين زنكي"، يتضح أكثر من خلال وصول أسلحة محرمة دولياً ذات تركيبة كيميائية، هذه كان قد سبق أن إستخدمت في آذار 2013 بقصف منطقة خان العسل في حلب، حيث قصفت تجمعات الجيش السوري حينها بتلك القذائف، وهو ما أكد لاحقاً من خلال لجنة تقصي الحقائق الخاصة بالأمم المتحدة.
أما الذي يؤكد حادثة الإستخدام الجديدة للأسلحة الكيميائية من قبل جماعة مصنفة إرهابية على قائمة الأمم المتحدة، هو نعي حزب الله يوم أمس للقيادي "سمير عواضة" المنحدر من بلدة الطيبة الجنوبية المحررة المعروف بأسم "أبو علي النقيب"، الذي مكث في مستشفى راغب حرب منذ عدة أيام، حيث تمكن "ليبانون ديبايت" من الحصول على تأكيد من مصدر طبّي بأن عواضة الذي أعيد من سوريا بصورةً عاجلة، "أجرى فحوصات طبية بعد مرضه فجأةً حيث تبين على إثرها إحتواء جسده على مواد سامة خاصةً في جهازه التنفسي، إستنشقها أثناء مشاركته بمعارك حلب"، وهو ما نتج عنها لاحقاً وفاته في المستشفى يوم أمس الأحد، علماً أنه كان قد توجه شخصياً إليها بقصد العلاج لكن تأثيرات الغازات كانت أقوى من قدرة جسده على التحمل.
ليبانون ديبايت