محطّتان بارزتان خرَقتا المشهد اللبناني، تجلّت الأولى، بزيارة وزير الخارجية الفرنسية جان مارك إيرولت إلى بيروت، والثانية بوصول سفيرة الولايات المتحدة الأميركية الجديدة في لبنان اليزابيت ريتشارد إلى لبنان لتقديم نسخة عن أوراق اعتمادها إلى المسؤولين اللبنانيين قبل تسلّمِها مهامَّها. وتسقط هاتان المحطتان على مشهد داخلي يَحكمه الجمود؛ فالملفّ الرئاسي عالق في دائرة الفراغ، وغارق في عمقِ الانقسام السياسي الذي أطاح حتى الآن بـ 42 جلسة انتخابية (مِن ضمنها جلسة يوم غدٍ الأربعاء)، وكذلك في متاهة اللجان النيابية المشترَكة التي تقارب الملفّ الانتخابي من دون القدرة على الحسم، أو في العمل الحكومي الذي يصاب بين حين وآخر بنوبات تفعيل لمقاربة ملفّات حسّاسة، ولكنْ ليس ما يؤشّر إلى إمكان فكفكة عقَدِها وما تستبطنه مِن ألغاز وأسرار.
فورَ وصول وزير الخارجية الفرنسية، توجَّه مباشرةً من مطار بيروت الدولي إلى مقرّ قوّة الأمم المتحدة في الناقورة، وتفقّدَ كتيبة بلاده العاملة في «اليونيفيل».
وفي كلمةٍ ألقاها أمام الجنود الفرنسيين، قال إيرولت: «إنّ بلاده ستبذل ما بوسعها للحفاظ على السلام في لبنان، وستبقى فرنسا ملتزمة بالمشاركة في قوّة الأمم المتّحدة المنتشرة في جنوب لبنان.
وأشار إلى «أنّ استقرار الخط الأزرق أولوية لفرنسا» وقال: إنّ عمل القوّة الدولية «يجعل ممكناً الحفاظ على السلام الهشّ الذي يجب أن يتحوّل إلى وقفٍ نهائي لإطلاق النار، وهذا هو هدفنا».
وقال أيضاً: «أتيتُ إلى هنا حاملاً رسالة دعم إلى قوّاتنا وإلى الشعب اللبناني. نريد أن نقول أيضاً للإسرائيليين على الجانب الآخر من الحدود، إنّنا نقوم بكلّ ما هو ممكن لضمان السلام والأمن للجميع».
ولفتَ إيرولت إلى أنّ هناك أخطاراً أخرى تهدّد لبنان، وهي الحرب في سوريا، والأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد التي لا تزال من دون رئيس منذ أكثر مِن سنتين. مشدّداً على «وجوب أن يبقى لبنان بمنأى عن النزاع السوري»
إيرولت والراعي
وعاد مساءً إلى قصر الصنوبر حيث التقى الرئيس سعد الحريري، الذي غادر ليلاً في رحلة عمل إلى الخارج . وحضَر اللقاء السفير الفرنسي في لبنان إيمانويل بون.
وبحسب المكتب الإعلامي للحريري، فإنّ الجانبين استعرَضا «الجهود الجارية لوضع حدّ للفراغ في رئاسة الجمهورية، والاتّصالات الدولية التي تجريها فرنسا، والمساعدات المطلوبة لمساعدة لبنان على مواجهة أعباء النزوح السوري إلى أراضيه، كما لتدعيم الدولة اللبنانية ومؤسساتها والحفاظ على استقرار لبنان في ظلّ المخاطر الإقليمية والإرهابية المحيطة».
واستقبل إيرولت أيضاً رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، يرافقه وزير الثقافة ريمون عريجي، في حضور بون، وبعده التقى رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون.
أما اليوم فيتابع إيرولت لقاءاته مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي عاد أمس إلى بيروت آتياً من أميركا.
وأشارت مصادر بكركي لـ«الجمهورية» أنّ «لقاء الراعي مع الوزير الفرنسي يشكّل استمراراً للبحث الرئاسي بين الراعي والرئيس فرنسوا هولاند، وستَحضر الرئاسة في المحادثات، حيث سيَستمع الراعي إلى ما استجدّ في باريس رئاسياً، وإلى أجواء اتّصالاتها مع عواصم القرار الإقليمية والدولية».
واستبعدت المصادر أن «تكون في جعبة إيرلوت أسماء مرشّحين، مؤكّدةً أنّ البطريرك لم ولن يطرح أيّ إسم، فما يهمّه هو انتخاب الرئيس بغَضّ النظر عن الأسماء».
مصادر ديبلوماسية
ونظرَت مصادر ديبلوماسية بإيجابية إلى زيارة إيرولت من حيث حضوره إلى لبنان، إلّا أنّها تحفّظت على المضمون، خصوصاً وأنّها لا ترى بوادرَ حلحلة رئاسية في الأفق.
وقالت المصادر لـ«الجمهورية»: «لو كان هناك أيّ حلّ، لكانت بشائرُه قد لاحت قبل وصوله، ولكن لا نعتقد أنّه آتٍ للتمتّع بطقس لبنان، بالتأكيد هو يحمل معه شيئاً ما، لذلك يجب انتظار ما يحمل في جعبته، وبالتأكيد سيكون من الغريب إنْ كان آتياً خاليَ اليدين».
ولفتَت المصادر إلى أنّ فرنسا «تتحرّك رئاسياً بمباركة أميركية. مشيرةً إلى وجود مفاوضات بينها وبين طهران حول هذا الأمر». ورفضَت تحميلَ السعودية مسؤولية عرقلة الاستحقاق الرئاسي، وقالت: حلفاء السعودية ليسوا هم مَن يقاطعون جلسات انتخاب الرئيس، ثمّ إنّ 90% من زيارات الفرنسيين هي إلى إيران وليس إلى السعودية.
ورأت «أنّ إيران تتنازل عن الورقة الرئاسية في 24 ساعة عندما تقبض الثمنَ المطلوب، وهذا الثمن ربّما يكون في الاتفاق النووي أو في سوريا والعراق، وحتى مع الحوثيين في اليمن.
«حزب الله» يلتقي إيرولت
وعلمت «الجمهورية» أنّ إيرولت سيلتقي اليوم وفداً من «حزب الله» يضمّ عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فيّاض ومسؤول العلاقات الدولية في الحزب عمّار الموسوي.
وكشفَت مصادر واسعة الاطّلاع لـ«الجمهورية» أنّ «حزب الله» لا يرى في زيارة إيرولت شيئاً غير عادي، ففرنسا موجودة في المنطقة ومهتمة بلبنان، ليس أكثر من ذلك، إنّما الحلّ الرئاسي اللبناني هو في الرياض وليس في باريس.
ويتقاطع كلام المصادر مع تأكيد نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بأنّ حلّ الرئاسة عند السعودية التي إذا وافقَت يَجري الانتخاب غداً.
«المستقبل»... إيران
في المقابل، اعتبرَت مصادر بارزة في تيار «المستقبل» أنّ الحلّ الرئاسي عند إيران، وقالت لـ«الجمهورية»: «لقد أعلنَ الفرنسيون أنّ إيرولت لا يحمل أيّ خطّة أو مبادرة، بل هو آتٍ ليقول للّبنانيين إنّ استمراركم في الفراغ الرئاسي خطير جداً عليكم، ويجب أن تنتخبوا رئيسَ جمهورية، ونحن نشاركه هذا الرأيَ مِن الأساس، فالفراغ يشكّل أكبرَ خطر على لبنان، ويجب إنجاز الاستحقاق وانتخاب رئيس، وانتخابُه يتمّ بطريقة بسيطة جداً، فلنَنزل جميعاً إلى مجلس النواب، ومن ينَل أكثرَ الأصوات يُنتخب رئيساً، وإذا استطاع «حزب الله» أن يؤمّن لحليفه ميشال عون الأصوات اللازمة ليُنتخَب رئيساً، فنحن سنكون أوّلَ المرَحّبين.
ومن المقرر أن يلتقي إيرولت وزيرَ الخارجية والمغتربين جبران باسيل في السادسة والنصف مساء اليوم، قبل أن يعقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً.
وأكّدت أوساط «التيار الوطني الحر» لـ«الجمهورية» أنّها لا تعوّل كثيراً على زيارة الوزير الفرنسي، وقالت: فرنسا مهتمّة بالوضع اللبناني، صحيح، لكنّ موفدَها لن يغيّر شيئاً في المعادلة إلّا إذا شاء إقناع الحريري بالسير في ترشيح العماد ميشال عون.
وخالفَت المصادر رأيَ «حزب الله» بأنّ الحلّ عند السعودية، بل إنّ الحلّ لبناني ـ لبناني، وأوضحَت أنّ الرابية باتت شِبه مؤكّدة من أن لا فيتو إقليمياً على عون، كما أنّ الإدارة السعودية الجديدة لا تضع فيتو عليه. وأكّدت المصادر أنّ عون لن يزور السعودية أو أيّ بلد آخر قبل الانتخابات الرئاسية، لكي لا تفسّر زياراته بأنّه يستدرّ عطفاً ودعماً. وأكّدت أنّ الاتصالات الجارية مع الحريري والتي تتمّ عبر وسطاء معيّنين مستمرّة.
«14 آذار»: لا فائدة
ورفضَت مصادر بارزة في 14 آذار، في حديث مع «الجمهورية»: «تصوير زيارة إيرولت وكأن لا فائدة منها، خصوصاً وأنّ فرنسا لا تزال تهتمّ بالوضع اللبناني، بدليل أنّنا لم نرَ أنّ وزير الخارجية الأميركي زار لبنان ولا وزير خارجية روسيا.
أمّا الدور الذي تحاول باريس تأديتَه، فهو أنّها تبيع الـ»إيرباص» لإيران، وسلاحاً للسعودية، وبالتالي فهي صَنعت لنفسها موقعاً تجارياً اقتصادياً مع الدول المعنية بالشأن الداخلي اللبناني، ومِن خلال هذه الزيارات المتكرّرة ستحاول العبور من هذا الموقع الذي صنعته إلى الموقع السياسي، وذلك بمساهمتها في إنتاج رئيس جمهورية في لبنان.
مجلس الوزراء
وعشية انعقاد الجلستين؛ الماليّة اليوم، والعادية الخميس لمجلس الوزراء، استبعَدت مصادر حكومية أن تتناول جلسة اليوم ملفّ النفط، وفيما لاذ رئيس الحكومة تمام سلام بالصمت حيال الاتّفاق النفطي الذي تمّ في عين التينة، غرّد وزير البيئة محمد المشنوق المحسوب على سلام، قائلاً: «مشكلة تفاهم برّي وباسيل حول بلوكات النفط أنّه لم يتمّ إطلاع القوى السياسية على التفاصيل، كي يأخذ الموضوع طريقه إلى اللجنة الوزارية ومجلس الوزراء».
شبكة «الميكانيك»
من جهة ثانية، وفي جديد ملفّ التحقيق في اختلاسات المال العام في ملفّ شبكة الميكانيك، أمسكَ المدّعي العام المالي القاضي الدكتور علي ابراهيم بأوّل خيط من خيوط الشبكة الخاصة بتزوير معاملات دائرة الميكانيك في الأوزاعي المتّهمين باختلاس ما يقارب مليارَين و600 مليون ليرة لبنانية.
وقال القاضي ابراهيم لـ«الجمهورية» إنّه استمعَ أمس إلى الموظفين الخمسة من دائرة الميكانيك في الأوزاعي للمرّة الثانية للتوسّع في التحقيقات التي بدأها الأسبوع الماضي. وبنتيجة المرحلة الثانية منها أوقف أحدهم وجاهياً بعدما ثبتَ تورّطه في العملية وترك الأربعة الباقين بسندات إقامة رهنَ التحقيق، وهو ما يقضي بعدم السماح لهم بتغيير مواقع إقامتهم أو مغادرة لبنان.
وفي كلمةٍ ألقاها أمام الجنود الفرنسيين، قال إيرولت: «إنّ بلاده ستبذل ما بوسعها للحفاظ على السلام في لبنان، وستبقى فرنسا ملتزمة بالمشاركة في قوّة الأمم المتّحدة المنتشرة في جنوب لبنان.
وأشار إلى «أنّ استقرار الخط الأزرق أولوية لفرنسا» وقال: إنّ عمل القوّة الدولية «يجعل ممكناً الحفاظ على السلام الهشّ الذي يجب أن يتحوّل إلى وقفٍ نهائي لإطلاق النار، وهذا هو هدفنا».
وقال أيضاً: «أتيتُ إلى هنا حاملاً رسالة دعم إلى قوّاتنا وإلى الشعب اللبناني. نريد أن نقول أيضاً للإسرائيليين على الجانب الآخر من الحدود، إنّنا نقوم بكلّ ما هو ممكن لضمان السلام والأمن للجميع».
ولفتَ إيرولت إلى أنّ هناك أخطاراً أخرى تهدّد لبنان، وهي الحرب في سوريا، والأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد التي لا تزال من دون رئيس منذ أكثر مِن سنتين. مشدّداً على «وجوب أن يبقى لبنان بمنأى عن النزاع السوري»
إيرولت والراعي
وعاد مساءً إلى قصر الصنوبر حيث التقى الرئيس سعد الحريري، الذي غادر ليلاً في رحلة عمل إلى الخارج . وحضَر اللقاء السفير الفرنسي في لبنان إيمانويل بون.
وبحسب المكتب الإعلامي للحريري، فإنّ الجانبين استعرَضا «الجهود الجارية لوضع حدّ للفراغ في رئاسة الجمهورية، والاتّصالات الدولية التي تجريها فرنسا، والمساعدات المطلوبة لمساعدة لبنان على مواجهة أعباء النزوح السوري إلى أراضيه، كما لتدعيم الدولة اللبنانية ومؤسساتها والحفاظ على استقرار لبنان في ظلّ المخاطر الإقليمية والإرهابية المحيطة».
واستقبل إيرولت أيضاً رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، يرافقه وزير الثقافة ريمون عريجي، في حضور بون، وبعده التقى رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون.
أما اليوم فيتابع إيرولت لقاءاته مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي عاد أمس إلى بيروت آتياً من أميركا.
وأشارت مصادر بكركي لـ«الجمهورية» أنّ «لقاء الراعي مع الوزير الفرنسي يشكّل استمراراً للبحث الرئاسي بين الراعي والرئيس فرنسوا هولاند، وستَحضر الرئاسة في المحادثات، حيث سيَستمع الراعي إلى ما استجدّ في باريس رئاسياً، وإلى أجواء اتّصالاتها مع عواصم القرار الإقليمية والدولية».
واستبعدت المصادر أن «تكون في جعبة إيرلوت أسماء مرشّحين، مؤكّدةً أنّ البطريرك لم ولن يطرح أيّ إسم، فما يهمّه هو انتخاب الرئيس بغَضّ النظر عن الأسماء».
مصادر ديبلوماسية
ونظرَت مصادر ديبلوماسية بإيجابية إلى زيارة إيرولت من حيث حضوره إلى لبنان، إلّا أنّها تحفّظت على المضمون، خصوصاً وأنّها لا ترى بوادرَ حلحلة رئاسية في الأفق.
وقالت المصادر لـ«الجمهورية»: «لو كان هناك أيّ حلّ، لكانت بشائرُه قد لاحت قبل وصوله، ولكن لا نعتقد أنّه آتٍ للتمتّع بطقس لبنان، بالتأكيد هو يحمل معه شيئاً ما، لذلك يجب انتظار ما يحمل في جعبته، وبالتأكيد سيكون من الغريب إنْ كان آتياً خاليَ اليدين».
ولفتَت المصادر إلى أنّ فرنسا «تتحرّك رئاسياً بمباركة أميركية. مشيرةً إلى وجود مفاوضات بينها وبين طهران حول هذا الأمر». ورفضَت تحميلَ السعودية مسؤولية عرقلة الاستحقاق الرئاسي، وقالت: حلفاء السعودية ليسوا هم مَن يقاطعون جلسات انتخاب الرئيس، ثمّ إنّ 90% من زيارات الفرنسيين هي إلى إيران وليس إلى السعودية.
ورأت «أنّ إيران تتنازل عن الورقة الرئاسية في 24 ساعة عندما تقبض الثمنَ المطلوب، وهذا الثمن ربّما يكون في الاتفاق النووي أو في سوريا والعراق، وحتى مع الحوثيين في اليمن.
«حزب الله» يلتقي إيرولت
وعلمت «الجمهورية» أنّ إيرولت سيلتقي اليوم وفداً من «حزب الله» يضمّ عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فيّاض ومسؤول العلاقات الدولية في الحزب عمّار الموسوي.
وكشفَت مصادر واسعة الاطّلاع لـ«الجمهورية» أنّ «حزب الله» لا يرى في زيارة إيرولت شيئاً غير عادي، ففرنسا موجودة في المنطقة ومهتمة بلبنان، ليس أكثر من ذلك، إنّما الحلّ الرئاسي اللبناني هو في الرياض وليس في باريس.
ويتقاطع كلام المصادر مع تأكيد نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بأنّ حلّ الرئاسة عند السعودية التي إذا وافقَت يَجري الانتخاب غداً.
«المستقبل»... إيران
في المقابل، اعتبرَت مصادر بارزة في تيار «المستقبل» أنّ الحلّ الرئاسي عند إيران، وقالت لـ«الجمهورية»: «لقد أعلنَ الفرنسيون أنّ إيرولت لا يحمل أيّ خطّة أو مبادرة، بل هو آتٍ ليقول للّبنانيين إنّ استمراركم في الفراغ الرئاسي خطير جداً عليكم، ويجب أن تنتخبوا رئيسَ جمهورية، ونحن نشاركه هذا الرأيَ مِن الأساس، فالفراغ يشكّل أكبرَ خطر على لبنان، ويجب إنجاز الاستحقاق وانتخاب رئيس، وانتخابُه يتمّ بطريقة بسيطة جداً، فلنَنزل جميعاً إلى مجلس النواب، ومن ينَل أكثرَ الأصوات يُنتخب رئيساً، وإذا استطاع «حزب الله» أن يؤمّن لحليفه ميشال عون الأصوات اللازمة ليُنتخَب رئيساً، فنحن سنكون أوّلَ المرَحّبين.
ومن المقرر أن يلتقي إيرولت وزيرَ الخارجية والمغتربين جبران باسيل في السادسة والنصف مساء اليوم، قبل أن يعقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً.
وأكّدت أوساط «التيار الوطني الحر» لـ«الجمهورية» أنّها لا تعوّل كثيراً على زيارة الوزير الفرنسي، وقالت: فرنسا مهتمّة بالوضع اللبناني، صحيح، لكنّ موفدَها لن يغيّر شيئاً في المعادلة إلّا إذا شاء إقناع الحريري بالسير في ترشيح العماد ميشال عون.
وخالفَت المصادر رأيَ «حزب الله» بأنّ الحلّ عند السعودية، بل إنّ الحلّ لبناني ـ لبناني، وأوضحَت أنّ الرابية باتت شِبه مؤكّدة من أن لا فيتو إقليمياً على عون، كما أنّ الإدارة السعودية الجديدة لا تضع فيتو عليه. وأكّدت المصادر أنّ عون لن يزور السعودية أو أيّ بلد آخر قبل الانتخابات الرئاسية، لكي لا تفسّر زياراته بأنّه يستدرّ عطفاً ودعماً. وأكّدت أنّ الاتصالات الجارية مع الحريري والتي تتمّ عبر وسطاء معيّنين مستمرّة.
«14 آذار»: لا فائدة
ورفضَت مصادر بارزة في 14 آذار، في حديث مع «الجمهورية»: «تصوير زيارة إيرولت وكأن لا فائدة منها، خصوصاً وأنّ فرنسا لا تزال تهتمّ بالوضع اللبناني، بدليل أنّنا لم نرَ أنّ وزير الخارجية الأميركي زار لبنان ولا وزير خارجية روسيا.
أمّا الدور الذي تحاول باريس تأديتَه، فهو أنّها تبيع الـ»إيرباص» لإيران، وسلاحاً للسعودية، وبالتالي فهي صَنعت لنفسها موقعاً تجارياً اقتصادياً مع الدول المعنية بالشأن الداخلي اللبناني، ومِن خلال هذه الزيارات المتكرّرة ستحاول العبور من هذا الموقع الذي صنعته إلى الموقع السياسي، وذلك بمساهمتها في إنتاج رئيس جمهورية في لبنان.
مجلس الوزراء
وعشية انعقاد الجلستين؛ الماليّة اليوم، والعادية الخميس لمجلس الوزراء، استبعَدت مصادر حكومية أن تتناول جلسة اليوم ملفّ النفط، وفيما لاذ رئيس الحكومة تمام سلام بالصمت حيال الاتّفاق النفطي الذي تمّ في عين التينة، غرّد وزير البيئة محمد المشنوق المحسوب على سلام، قائلاً: «مشكلة تفاهم برّي وباسيل حول بلوكات النفط أنّه لم يتمّ إطلاع القوى السياسية على التفاصيل، كي يأخذ الموضوع طريقه إلى اللجنة الوزارية ومجلس الوزراء».
شبكة «الميكانيك»
من جهة ثانية، وفي جديد ملفّ التحقيق في اختلاسات المال العام في ملفّ شبكة الميكانيك، أمسكَ المدّعي العام المالي القاضي الدكتور علي ابراهيم بأوّل خيط من خيوط الشبكة الخاصة بتزوير معاملات دائرة الميكانيك في الأوزاعي المتّهمين باختلاس ما يقارب مليارَين و600 مليون ليرة لبنانية.
وقال القاضي ابراهيم لـ«الجمهورية» إنّه استمعَ أمس إلى الموظفين الخمسة من دائرة الميكانيك في الأوزاعي للمرّة الثانية للتوسّع في التحقيقات التي بدأها الأسبوع الماضي. وبنتيجة المرحلة الثانية منها أوقف أحدهم وجاهياً بعدما ثبتَ تورّطه في العملية وترك الأربعة الباقين بسندات إقامة رهنَ التحقيق، وهو ما يقضي بعدم السماح لهم بتغيير مواقع إقامتهم أو مغادرة لبنان.