تقول مصادر قيادية في “الجماعة” لصحيفة “السفير” إن “وجهات النظر بيننا وبين السفير السعودي علي عواض عسيري كانت متقاربة جداً، ولكن الأمر يحتاج الى حوار عميق مع الإدارة السعودية من أجل تحقيق التكامل والتعاون المنشودين، حيث من المفترض أن يُصار الى توضيح الكثير من الأمور لا سيما في ما يتعلق بحركة “الأخوان المسلمين” في العالم بالنشاط المحلي لـ “الجماعة”.
وترى هذه المصادر أنه من “الضروري أن تقوم المملكة بإجراء حوارات مع مختلف مكوّنات الساحة السنية، لكي تستمع الى مجمل الآراء وتكون مطلعة على حقيقة الواقع ضمن هذه الساحة، وأن تقدّم الدعم اللازم الى السنّة في لبنان، وليس لطرف سني واحد، لأن هذا الدعم الأحادي أثبت عدم جدواه”.
وتشير إلى أن “العلاقة مع الحريري تحسّنت عما كانت عليه في السابق”، لافتة الانتباه الى “إيجابية الانتخابات البلدية الأخيرة التي ساهمت في تبديل السلوك السياسي للحريري لجهة الانفتاح على المكوّنات السنية الأساسية والتعاون معها، واقتناعه بضرورة العمل التشاركي بعدما كانت تسيطر عليه فكرة العمل الفردي”. وتؤكد المصادر أن “الجماعة” تعاونت مع الحريري في الانتخابات البلدية، ولكن في بعض المناطق غلب الطابع العائلي على الطابع السياسي. فكان هناك اختلاف في وجهات النظر من دون أن يتحوّل الى خلاف أو الى توتر. وتشير إلى أن العلاقة مع الحريري بعد الانتخابات ما تزال إيجابية، وهي تحتاج إلى مزيد من الحوار والتأطير لإنهاء حالة الإرباك التي كانت قائمة بين “الجماعة” وبين “المستقبل”، كما أن العلاقة مع الرئيس نجيب ميقاتي ممتازة، وقد اتسمت بالتعاون خلال الفترة الماضية.