شاع إثر جولة الحوار الأخيرة بين قادة الكتل النيابية في عين التينة أنهم اتفقوا على «سلّة حلول» من شأن تنفيذها إذا حصل أن ينهي الأزمة السياسية والدستورية التي تعيشها البلاد، فما هي حقيقة هذه السلّة؟ وهل إنّ المتحاورين توافقوا على مثل هذه السلّة فعلاً؟يروي أحد المتحاورين أنّ رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل تداخل خلال جلسة الحوار الأخيرة قائلاً للمتحاورين إنّ لدينا مشكلتين أساسيتين تعوقان حلّ الأزمة وهما انتخاب رئيس جديد للجمهورية وإقرار قانونٍ جديد للإنتخابات النيابية، والحاصل أننا منذ إقرار «اتفاق الطائف» أقررنا قوانين انتخابية تخالف ما نصّ عليه في هذا المجال. وأضاف تعالوا الى أن نقرّ قانوناً انتخابيا يُفضي الى انتخاب مجلسٍ نيابي خارج القيد الطائفي على أساس الدائرة الفردية.

علماً أنّ «اتفاق الطائف» ينصّ على إقرار مثل هذا القانون ولكن ليس على أساس الدائرة الفردية، إذ يقول بإنشاء مجلسٍ للشيوخ تتمثل فيه كلّ العائلات الروحية اللبنانية «بعد انتخاب أوّل مجلس نيابي على أساسٍ وطني لا طائفي».

وتداخل وزير الخارجية جبران باسيل باسم «التيار الوطني الحر» الذي يرأس، وكذلك باسم تكتل «التغيير والإصلاح» الذي ينتمي اليه فتوجّه الى الجميل قائلاً: «أين المناصفة؟ شو تخلّيت عن المناصفة يا شيخ سامي؟».

وذلك في اعتبار أنّ انتخابَ مجلسٍ نيابي خارج القيد الطائفي يطيح المناصفة في عدد النواب بين المسلمين والمسيحيين التي ينصّ عليها اتفاق الطائف الى حين إلغاء الطائفية السياسية، وإذ لوحظ أنّ الجميل ارتبك من كلام باسيل، تداخل رئيس مجلس النواب نبيه بري قائلاً للمتحاورين: إنّ الجميع «زعبروا» على اتفاق الطائف ولم يتعاملوا معه بأمانة منذ البداية، ولو أنهم التزموه ونفّذوه، خصوصاً لجهة إلغاء الطائفية السياسية وفق المندرجات التي ينصّ عليها لكنّا وصلنا الى إلغاء الطائفية ولما كنا في هذا الوضع الذي نحن فيه اليوم.

ولكن في أيّ حال فإنّ جدول أعمال الحوار الذي نناقشه يتناول انتخابَ رئيس الجمهورية وقانون الانتخاب واللامركزية الإدارية ودعم الجيش والقوى الأمنية وهذه القضايا من ضمن «اتفاق الطائف» وإذا توافقنا عليها نكون قد التزمنا هذا الاتفاق».

ولاقى كلام بري استحساناً وتأييداً لدى الجميع وإن كان البعض أبدى بعض الملاحظات. لكنّ رئيس المجلس لم يسمِّ ما عبّر عنه أنه «سلّة حلول»، ولكن بعد انتهاء الجلسة بدأ البعض يتحدث عن هذه «السلّة»، فإنبرى الرئيس فؤاد السنيورة الى الإعلان بعدها أنّ تيار «المستقبل» كان ولا يزال يعتبر أنّ انتخاب رئيس الجمهورية هو الأولوية، فيما اعتبر باسيل أنّ ما أعلنه بري هو «سلّة حلول»، ولكن عندما اطّلع عون على هذه «السلّة» خلال الاجتماع الأسبوعي لتكتل «التغيير والإصلاح»، ردّ الأخير قائلاً: «ما في سلة، هيدي ضدنا. ما بيكون في سلّة إلّا إذا كنت أنا مَسكِتْها (قاصداً أن يكون هو رئيس الجمهورية)». وشدّد على أنّ الحلّ يبدأ بانتخابه رئيساً للجمهورية.

معتبراً أنّ انتخاب الرئيس هو الأولوية، ملتقياً في هذا الموقف مع موقف تيار «المستقبل» الذي عبّر عنه السنيورة لدى مغادرته جولة الحوار الأخيرة في عين التينة.

طارق ترشيشي