ليس من المألوف مصادفة زوجين قرّرا الانفصال بسبب أولادهما. لكنها ظاهرة موجودة في المجتمع رغم أنها لا تظهر جليّاً الى العلن بشكلٍ كبير. في الواقع، ان تسبّب الأولاد بانفصال أهاليهم، يعني صراحةً ان الأجواء العائلية التي تشوب علاقة الأبناء بالآباء، غير مستقرّة وغير جيّدة. ما يعني ان خللاً يعتري الأسرة، سببه عدم التوازن في علاقة الولد بأمه وأبيه، بل المبادرة الى ترجيح أحدهما على حساب الآخر، والحرص على اظهار هذا التمييز. وربما الاصطياد بالماء العكر، وتحريض أحد الطرفين على الانفصال. من هنا اليكم 4 أنواع من الاولاد يتسببون بانفصال والديهم بشكلٍ مباشر.
• الولد الذي لا ينال حقوقه المادية والمعنويّة
في حال تقصير أحد أطراف الأسرة في حقّ الأولاد وحرمانهم من القوت او الحق في التعليم او الطبابة او اللعب، هذا يعني إمكان توليد حقد من قبل الأطفال على الأب أو الأم، واستخدام الطرف الآخر لمساندتهم على أخذ مواقف سلبيّة حيال الشريك. وفي حال كانت العلاقة التي تحدّد العلاقة بين الشركاء سلبيّة، فهذا مؤشّرٌ اضافيّ على أن اقدامهما على الانفصال خطوة مرجّحة مهما طالت فترة سكنهما المزعزعة تحت سقفٍ واحد.
• الولد الذي يعاني عنفاً أسريّاً
هي أبرز الأسباب التي تحرّض الأطفال على أخذ مواقف سلبية دائمة من أهاليهم، وخصوصاً الطرف الذي يقدم على استخدام مظاهر العنف الاسري في حقّ زوجته واولاده. وفي حال تحمّلوا عبء ثقل القرارات والأوامر والإجراءات الحازمة التي يتّخذها الأب في صغرهم، فإنهم سيتخذون ردّة فعلٍ عكسية بعد بلوغهم سنّ المراهقة، وبالتالي اتخاذهم موقفاً سلبياً منه لمصلحة الأم، والاستعداد لتكبير الهوّة بين الشريكين.
• الولد الذي يسيطر على قرارات أهله
هنا المعادلة معاكسة، حيث أن بعض الأولاد يتمتعون بشخصيّة قاسية، تصل بهم بعد بلوغهم سن الرشد الى التحكم بقرارات أهاليهم، في ظلّ ضعف شخصيّة الأم أو الأب. يسبق هذا الواقع، اضطراب في العلاقة داخل مكوّنات الأسرة الواحدة. ما يعني أن تحريض الأبناء أبويهم على الانفصال مستقبلاً أمرٌ متوقّع في حال غياب التواصل الايجابي والحقد على أحد أطراف الاسرة. هذا ما يفسّر اقدام الزوجين على النفصال في عمرٍ متقدّم يتخطّى العقد الرابع من العمر.
• الولد الذي يشكّل عبئاً مجتمعياً
نقصد هنا، الأولاد الذين يكبرون ويفشلون مجتمعيّاً حيث لا يستطيعون تحقيق أنفسهم على الصعيد المهني أو الأكاديمي أو الشخصي. هذا ما يشكّل خرقاً لمفهوم العائلة، ويؤدي بها الى التضعضع، ما يرجّح إمكان الانفصال مستقبلاً بين الشريكين. وهما قد يبادران الى لوم الواحد منهما للآخر، ويحمل كل منهما الآخر مسؤوليّة فشل أولادهما. خصوصاً في حال كانا يضعانآمالاً كبيرة على ابنائهما، لكن توقّعاتهما الايجابية فشلت. لكن، وفي جميع الحالات، من الضروري ان لا يشكّل الأولاد نقطة فصل بين والديهم، بل عليهم أن يحرصوا على لعب دورٍ ايجابيّ يلاقي بين نقاط الخلاف ويعالجها، ما يساهم في استمرارية الاسرة وعيشها باستقرار.