أصحاب السماحة والفضيلة والمعالي والسعادة السادة والاخوة الافاضل الكرام
سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية
رئاسة مجلس الوزراء
المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى
رؤساء الحكومات السابقين
الوزراء النواب
هيئة علماء المسلمين
الأحزاب والجمعيات والتيارات الإسلامية
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ﴿أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ ﴿بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ صدق الله العظيم لا شك انه نمى الى علمكم ما حصل في بلدة شبعا من حادث اليم أدى الى وفاة الشاب الشهيد شاكر جمال ماضي وما تبع هذه الحادثة الأليمة من موجة استنكارات وإدانة لسلوك النظام الرسمي اللبناني تجاه شبعا والعرقوب وتواطؤ العديدين من الساسة وأصحاب القرار في التمادي بإهمال هذه المنطقة وحرمانها من ابسط حقوقها على أسس طائفية ومذهبية بحتة بوادر انتفاضة عرقوبيه الزمان المضيء في تاريخ هذه المنطقة يستعيده شباب العرقوب وأهله، دماء شاكر دماء شاكر ماضي اشعلت النفوس واحرقت القلوب وادمعت العيون وهبة شعبية قل نظيرها في العرقوب وقرى القضاء في حاصبيا ومرجعيون.
أنهكهم ليل السبات الطويل امام وعود فتح مستشفى شبعا سئموا المزايدات والزيارات والوفود والمقالات والمنابر وابنائهم واهلهم يموتون على الطرقات قبل الوصول الى أي مستشفى ومستشفاهم حاضر بين ظهرانهم ولكنه صامت كصمت حجارة صوان جبل الشيخ وقبور هذه المنطقة التي أعطت كل ما لديها للوطن ولم يعطها الوطن بالمقابل الا الإهمال والحرمان.
أوجه الى حضراتكم هذه الرسالة لتتحملوا مسؤولياتكم تجاه العرقوب الصامد المقهور والمظلوم متسلحا بإرادة الناس إرادة اهل العرقوب الجامعة الوطنية لا بإرادة من تعودتم ان يتملقوكم في دواوينكم وعلى اعتاب مجالسكم فالزعامة الحقيقية هي النابعة من وجدان وضمير الشعب لا تلك المسقطة من الأنظمة ومن الساسة وقوى الامر الواقع .
فكرامة العرقوب وأهله اهم من النيابة والوزارة والرئاسة ودماء اهل العرقوب غالية لا بل اغلى من كل كنوز الأرض وان كنتم غير مبالين او حريصين على هذه الأمانة فارحلوا عن مناصبكم واستقيلوا منها طوعا فهو والله يدل على خلق عظيم شبعا" قرية لبنانية فاق اسمها مساحتها، إنّها عاصمة العرقوب الحرّة، وجزء من الجنوب الذي احتله الكيان الصهيوني لحقبة من الزمن الزمن الذي تلاه احتضان العرقوب للثورة الفلسطينية ومن ثم للمقاومة في وجه الاحتلال الزمن الذي عاشه العرقوب حاملا هموم الوطن والعرب وقضاياهم مقدما اغلى التضحيات والاثمان شبعانا وعرقوبنا اكبر من الجو السياسي اللبناني الذي استعادها مساحة منقوصة واهملها إنسانيا وانمائيا وصحيا ونسي مزارعها المحتلة وتلات كفرشوبا ولكننا لم نجد من يرعانا بل وجدنا سهام الحقد والغدر والطائفية واموال طهران وطغاة الشام تزرع الأرض والنفوس بغضا وكرها وتفرق الابن عن ابيه والاخ عن أخيه لم تلتفت الينا مؤسسات الدولة ولا وصل الينا من بذخ الثنائية الشيعية الحاضرة بكل الجنوب الا في العرقوب الابي الشامخ بعنفوانه .
فنحن لم ننعم برضى زعيمي الثنائية كوننا مناخ متنوع وطني لا مذهبي ويبدو اننا أيضا لا نحظى برضى اركان الطائفة السنية فاذا منتم تعتقدون اننا مواطنون الدرجة الثانية والثالثة فانتم جميعا واهمون ومخطئون ولا كرامة وعزة لوطن ليس فيه شبعا والعرقوب شهيد الجنوب والبقاع ليس اغلى من شهيدنا ولسنا نحن من يميز بين هذا وذاك انما المقاومة تبدأ عندنا وتنتهي عندنا لا عند غيرنا هنا بوابة الوطن وهنا معراجه وهنا عزته وكرامته , نحن لبنانيون قبل أي لبنان تعرفونه لأننا طالبنا بلبنانية مزارعنا وشبابنا منذ الاستقلال عن الانتداب يحارب في صفوف الجيش وقوى الامن الداخلي لاجل ارضهم وسيادتهم لا لاجل الأحزاب والتيارات وهذه كانت مكافئتنا توقيف الانماء والاعمار في شبعا والعرقوب لاننا فتحنا بيوتنا كما فتحها اباؤنا واجدادنا لكل نازح لاجئ من الجوار والمحيط فاذ بنا نعاني من احتلال جديد ومن نوع اخر كتلة التنمية والتحرير لا تنمية اقرت ولا تحرير بدا وكتلة الوفاء للمقاومة فاذ بنا كبش فداء لمشاريع المقاومة السياسية لقد برهنتم جميعا انكم متخاذلين عن نصرة عرقوبنا وشبعانا وانغمستم في الازمات والاهتمامات الإقليمية اكثر من منطقة هي بأمس الحاجة الى رعاية وإنقاذ فعلي من المشاكل المتزايدة بفعل التهميش واللامبالاة بها الوضع الاجتماعي والإنساني ولا سيما الصحي بهذه المنطقة أصبح على أهبّة الانفجار ، لنتساءل من المستفيد من إهمال شبعا والعرقوب؟؟
وما الهدف من تضييق الخناق علينا صحيا واجتماعيا ولماذا لا تلتفت القيادات الجنوبية الينا ولماذا انتم صم بكم عمي عما يحل لنا من كوارث وازمات اذا كانت مستشفانا وقف سياسي فلا تتوقعون منا الا نكون وقفا عليكم وعلى الوطن لقد انطلقت الصرخة ومن لا يعرف اهل شبعا والعرقوب الا من خلال نيابة مسروقة ومخطوفة ووجاهة متسلطة فهو واهم الزعامة والقيادة والرئاسة هي نبض الناس وليست تجارة في سوق الصاغة والصيرفة وعند تجار البازار في الوطن.