اعتبرت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي في افتتاح مؤتمر عقدته المقاومة الإيرانية في باريس أمس تحت شعار «الديكتاتورية الدينية في إيران بؤرة الحروب الطائفية في الشرق الأوسط»، أن نظام ولاية الفقيه في إيران يتلطى خلف بدعة محاربة التطرف، بينما هو العامل الرئيسي للمصائب والأزمات المفروضة على العالم الإسلامي منها في العراق وسوريا وفلسطين ولبنان واليمن. 

ورأت رجوي في المؤتمر الذي أقيم بحضور شخصيات سياسية ودينية من مختلف دول العالم، أن تحقيق السلام والتسامح والديموقراطية في المنطقة يكمن في قطع دابر النظام الإيراني الذي يرسل الأسلحة والمعدّات الحربية إلى العراق وسوريا لإبقاء دكتاتورية المالكي والأسد في انتهاك لقرارات مجلس الأمن، مطالبة المجتمع الدولي بأن ينهي صمته عن هذه الانتهاكات ويرغم النظام الإيراني على إيقاف إرسال الأسلحة.

ودعت رجوي البلدان العربية والإسلامية الى قطع علاقاتها السياسية مع نظام ولاية الفقيه، احتجاجاً على تصدير الإرهاب والتطرف والمجازر إلى سوريا والعراق وتأجيج الحروب والنزاعات الطائفية في العالم العربي من البحرين حتى اليمن ولبنان.

واعتبرت زعيمة المعارضة الإيرانية أن النظام في طهران لجأ إلى أعمال القتل والمجازر للحفاظ على بشار الأسد، من أجل التغطية على تراجع إيران عن صناعة القنبلة النووية.

ورأت أن «نظام الملالي يتواكب مع تنظيم داعش ويتسق معه. كلاهما ضد رسالة الإسلام الحنيفة. كلاهما له أساليب مماثلة في البربرية والتوحش وكلاهما حياته مرهونة ببعضهما بعضاً. ولهذا السبب، فإن طريق محاربة داعش لا تُفتح ما لم ينته احتلال النظام الإيراني في سوريا والعراق واليمن». ووجدت أن «الأمر الغريب هو تبرير التعاون العملي مع «قوة القدس« الإرهابية بذريعة محاربة داعش»، محذرة من أن «أي صمت على تدخلات نظام الملالي في المنطقة ناهيك عن التعاون معه، سيؤدي إلى فتح الباب على مصراعيه للإبادة وخرق السيادة الوطنية لبلدان المنطقة».

وفي هذا الصدد قالت إن «سياسة أميركا تجاه إيران وأتباعها في الشرق الأوسط طيلة العقود الماضية هي الوقوع في خطوات خاطئة الواحدة تلو أخرى. في يوم تقوم بتعزيز المعتدلين المفترضين وفي يوم آخر بتصنيف «مجاهدي خلق« وفي يوم ثالث الوقوف بوجه الانتفاضات في العام 2009. وهذه السياسة تفتح الطريق أمام الاستبداد الديني وتخلق مصائب لمجتمعاتنا وأزمات لنفسها«. وأضافت: «لتصحيح هذه السياسة، الطريق الوحيد وطريق الضرورة وفي متناول اليد هو الاعتراف بحق الشعب الإيراني في إسقاط نظام ولاية الفقيه وتحقيق الحرية والديموقراطية. إن هذا الحل ليس فقط لمصلحة الشعب الإيراني بل حاجة السلام والهدوء في المنطقة والعالم أيضاً«.

وأكدت أن القيود ازدادت على الإيرانيين منذ تولي الرئيس الإيراني حسن روحاني، الحكم، مشيرة إلى أن السنة يتعرضون للقمع أكثر من ذي قبل.

وشدد الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق في كلمة خلال مشاركته في المؤتمر في العاصمة الفرنسية باريس، على وقوف الشعوب الإسلامية مع الشعب الإيراني لنيل مطالبه وحقوقه.

واعتبر الفيصل أن الشعب الإيراني هو الضحية الأولى لنظام ولاية الفقيه في إيران، الذي حاول تأدية دور المرشد الأعلى ليس فقط في إيران بل خارجها أيضاً.

وأضاف أن هذا النظام لم يستثنِ المعارضين لحكمه والناشطين السياسيين فحسب، بل كذلك مجموعات عرقية ودينية بأكملها في إيران.

كما تحدث في المؤتمر وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب، وقال إن النظام الإيراني قام بسرقة الثورة الإيرانية من الشعب، وعمد إلى تكريس ممارسات القتل والتعذيب ودعم الميليشيات التي تنشر الإرهاب والفوضى في الخارج من أموال الشعب الإيراني.

وقال رئيس الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر المعارضة الإيرانية محمد اللحام، إن «نظام ولاية الفقيه الإيراني يتحدى المجتمع الدولي عبر تأصيله للمذهبية والطائفية في دستوره، وإرسال ميليشياته للقتل وإثارة الفتن عبر الحدود»، موضحاً أن «الشعب الفلسطيني دفع ثمناً غالياً من جراء التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية الفلسطينية».