عشية اسبوع ينتظر ان يحفل بمحطات بارزة من شانها ان تحدث بعض الحيوية في المشهد السياسي الداخلي بدت الصورة الغالبة على افق هذه المحطات متحفظة ان لم نقل متشائمة في امكان ان تحقق ثغرة او اختراقا في اي من جدران الازمة السياسية والرئاسية . وعلى رغم المناخ المتحفظ عن توقعات مغالية أو مبالغ فيها في شأن التحركات الداخلية التي حصلت في الاسبوعين الاخيرين فان التطلع الى ما يمكن ان يحمله وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت في زيارته لبيروت الاثنين والثلثاء سيطغى على الاهتمامات الداخلية في مطلع الاسبوع خصوصا ان جدولا حافلا وموسعا اعد للوزير الفرنسي ويشمل مروحة كبيرة من اللقاءات مع مسؤولين رسميين وسياسيين واقتصاديين ودينيين بالاضافة الى لقاءات مع مسؤولين أمميين في بيروت معنيين بملف اللاجئين السوريين . يصادف وصول ايرولت الى بيروت مع وصول السفيرة الاميركية الجديدة في لبنان إليزابيت ريتشارد لبدء مهماتها . كما تعقب الزيارة تقديم المنسقة الخاصة للأمم المتحدة سيغريد كاغ إحاطة واسعة عن الوضع في لبنان الى مجلس الامن الدولي . والواقع ان تزامن هذه المحطات المنفصلة كل على حدة بدا بمثابة مؤشر واضح الى تنامي القلق الدولي حيال الوضع في لبنان ولو ان زيارة ايرولت لبيروت كانت مبرمجة منذ مدة طويلة . واذ تأتي هذه المحطات الديبلوماسية المتعاقبة عشية الجلسة ال42 لانتخاب رئيس الجمهورية المحددة يوم الاربعاء المقبل وسط احتدام المناخ الداخلي حول آفاق التحركات الاخيرة المتصلة بازمة الفراغ الرئاسي لفتت مصادر سياسية بارزة مطلعة على مجمل هذه التحركات عبر " النهار " الى ان ستارا من الغموض لا يزال يلف مآل هذه التحركات ويضعها في اطار يتعين معه الحذر من المبالغات الاعلامية والسياسية التي برزت في الايام الاخيرة . وتحدثت المصادر عن دوران هذه التحركات في دوامة لم تخرجها بعد من الإطار التجريبي الداخلي ولو ان احدا لا يمكن ان ينظر الى اي محاولة لاختراق الازمة الا من منظار ايجابي . اذ ان ما يقوم به بعض المتحركين على خط الدفع لتعزيز فرص العماد ميشال عون ومن ابرزهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لم يرق بعد الى بلورة نتائج واضحة من شأنها ان ترسم مستقبل هذه المحاولة ما دامت مواقف القوى الاخرى لم تخرج عن سياق التشبث بمواقف ثابتة من المرشحين . كما ان ما يحكى عن تحرك لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط لم تتبلور معالمه الواضحة وما اذا كان يتقاطع فعلا مع تحرك جعجع ام انه يتمايز عنه بحيثيات جنبلاطية خاصة اذ لا يكفي الاستناد الى تصريح أطلقه جنبلاط قبل أسابيع عن عدم ممانعته بانتخاب عون اذا توافقت عليه القوى المسيحية للقول بان جنبلاط يسوق ترشيح عون تحديدا . وينطبق الامر ايضا كما تقول المصادر على الربط الفوري الذي حصل بين الاتفاق النفطي بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل ومن ثم زيارة العماد عون لعين التينة على رغم اصرار بري على نفي الارتباط بين الملفين . ووسط كل هذا تضيف المصادر ان لا مبالغات ممكنة حيال زيارة ايرولت لبيروت خصوصا ان الجانب الفرنسي يحرص على تحديد سقف الطموحات المبالغ فيها وإدراج الزيارة في اطار أشعار اللبنانيين بأنهم غير متروكين وحدهم في الازمة وان فرنسا تضطلع بدور الشريك المساعد والداعم وتحض الافرقاء اللبنانيين على المضي نحو مبادرات لعزل ازمتهم عن الحرب السورية والنزاع الاقليمي . وتعتقد المصادر ان الاسبوع المقبل سيعيد الحرارة بشكل ملحوظ الى القنوات المتصلة بازمة الرئاسة ولكن ذلك لن يكون كافيا لاي تقديرات استباقية متسرعة قبل اتضاح الشروط الاساسية التي تحكم حصارها على الازمة والتي تبقيها تحت وطأة النزاعات الاقليمية حتى أشعار آخر .