على الرغم من أنّ وزارة الخارجية التركية نفت عقد "اتفاق سري" بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية بخصوص مدينة منبج السورية في 6 الجاري، كما أوردت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أكّد مراد يتكين، المحلل السياسي والكاتب في صحيفة "حرييت" التركية المعارضة، أنّ هذا النفي لم يكن قاطعاً، "إذ أنّ الخارجية التركية اكتفت بالقول إنّ وزيرها مولود جاويش أوغلو لم يدلِ بهذا التصريح".
في مقالته، نقل الكاتب عن مصادر في وزارة الخارجية قولها إنّ جاويش أوغلو لم يرد التعليق على هذه المسائل العسكرية، لافتة إلى أنّ الصحيفة قد تكون خلصت إلى هذا الاستنتاج. وفيما أردفت المصادر قائلة إنّها لم تكن تعلم بأنّه تم التوصل إلى اتفاق عسكري بين البلدين، ذكّر يتكين بأنّ أنقرة أعلنت سابقاً أنّ لا شكوى لديها تتعلق بالوعود الأميركية بخصوص العمليات في منبج ضد "داعش"، التي تحدد إطارها في اتصال هاتفي بين الرئيسين الأميركي والتركي في أيار الفائت، قبل 3 أيام من انطلاقها.
من جهته، أشار ديبلوماسي تركي رفض الإفصاح عن هويته، إلى أنّ أنقرة لا تريد مشاركة عناصر "وحدات حماية الشعب الكردي" بشكل فاعل في العمليات الجارية على ضفة الفرات الغربية، على طول الحدود التركية، باستثناء العمليات اللوجستية أو المساعِدة، مشدداً على أنّ بلاده لا تريد سيطرة هذه العناصر على المناطق، إذ ما طُرد تنظيم "داعش" منها.
وكان جاويش أوغلو قد كشف في وقت سابق أنّ واشنطن وعدت بأنّ "وحدات حماية الشعب الكردي" ستبقى بعيدة عن غرب الفرات، ما إن تنتهي عملية منبج. وفي حديث مع "لوموند" شدد على أنّ بلاده تقاتل "داعش" و"حزب العمال الكردستاني" على السواء. في إشارة إلى أنّ "وحدات حماية الشعب الكردي"، ذراع حزب "الاتحاد الديمقراطي" العسكرية، شكّلت موضع خلاف بين تركيا والولايات المتحدة، وذلك منذ ظهور "داعش". إذ تعتبر الأولى الحزب المذكور ذراع "حزب العمال الكردستاني"، الذي يشن حملة عسكرية ضد الحكومة التركية منذ العام 1984، لذا تعارض التعاون معه وإن كان يعمل ضد "داعش"، فيما تدعمه واشنطن وموسكو.
في هذا الإطار، أكّد يتكين أنّه تم التوصل إلى توافق بين كلّ من تركيا والولايات المتحدة بخصوص العمليات الدائرة في منبج، على الرغم من أنّه لم يتم توقيع اتفاق سري بينهما، إذ أنّ مصادر رسمية، رفضت الكشف عن إسمها، أوضحت أنّ الطائرات الأميركية التي تشارك في العمليات في سوريا حيث تشارك عناصر من "وحدات حماية الشعب الكردي" لم تكن تقلع من قاعدة أنجرليك التركية.
وعلى الرغم من أنّ دعم الولايات المتحدة لتركيا في وجه "حزب العمال الكردستاني" زاد، قد لا يكون سببه عائداً إلى توصل أنقرة إلى أنّ العمليات الهادفة إلى القضاء على التنظيم التي تشارك فيها، ذات أولوية عالمية، وذلك في ظل مواصلة طلبها من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وآخرين عدم التمييز بين المجموعات الإرهابية واعتبار الحزب خطراً تماماً كـ"داعش"، على حدّ تعبير يتكين.
( لبنان 24 - Hurriyet Daily News)