اذا كان الجمود السياسي الذي فرضته عطلة عيد الفطر وبعدها عطلة نهاية الاسبوع أراح اللبنانيين من رتابة الملفات المتكررة وجعلهم يمضون عطلة هانئة برزت معالمها مع الحركة الشعبية الكثيفة في بيروت وسائر المناطق اللبنانية فان اياما قليلة ستكون كافية لتوضيح ما اذا كان " امرا جديدا " طرأ على المشهد السياسي ام لا . المقصود بذلك تحديدا التحرك اللافت الذي قام به رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون خلال عطلة الفطر وعقب توصل " وزير الطاقة السابق " جبران باسيل الى الاتفاق النفطي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وهو التحرك الذي رسم علامات استفهام كثيرة في الساعات الاخيرة تركزت بطبيعة الحال على خلفيات تحرك عون وارتباطها بتعقيدات معركته الرئاسية وكذلك بتعقيدات الازمة الرئاسية كلا .
في رسم لمجمل المعطيات المتوافرة عن واقع الازمة الرئاسية بدا لافتا للغاية ان العماد عون يبدو وحده " راقصا منفردا " على أنغام رهاناته المتصاعدة على تكبير فرصته الرئاسية واقتراب لحظته الكبيرة التي لم يعد خافيا ان العديد من زوار الرابية في الايام الاخيرة سمعوا ضرب مواعيد وشيكة حولها ( البعض قال آب ) من دون إفصاح عن طبيعة المتغيرات او المعطيات التي جعلت الجنرال يعود الى سكة الرهانات المتقدمة في التفاؤل . اذ ان سائر الفرقاء السياسيين الاخرين اما يلتزمون الصمت حيال هذه الرياح العونية الجديدة واما ينفون نشؤ اي عوامل جدية يعتد بها من شأنها ان تقيم ارضية متينة لتوقعات متفائلة بقرب تحقيق اختراق في ازمة الفراغ الرئاسي سواء كان ذلك متصلا بواقع عون او بسواه . ويصعب التنكر لواقع ان الجنرال اثار في حركته الدائرية غير العادية والأكثر من استثنائية في اول ايام الفطر من خلال زيارتيه للرئيس نبيه بري ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومن ثم اتصاله بالسفير السعودي علي عواض عسيري ، لغطا سياسيا واسعا بل ربما تسبب " بقلق " لدى بعض من لا يحبذ ابدا فكرة رؤيته جالسا على كرسي بعبدا خصوصا بعد طول تعطيل للانتخابات الرئاسية يتحمل عون وحليفه " حزب الله " تبعته بالدرجة الاولى . ومع ذلك فان حركة الاستقصاءات والمشاورات السياسية التي جرت على هامش عطلة الفطر لا تشير واقعيا الى اي معطيات جدية داخلية او خارجية ترقى الى مستوى ترقب اي اختراق حقيقي في الازمة الرئاسية لا في الاسابيع المقبلة ولا حتى في الأشهر المقبلة . حتى ان ما اثير عن ارتباط محتمل وغير مباشر بين الحركة العونية او الرياح العونية الناشطة بالتفاهم النفطي الذي جرى بينه وبين بري لا يزال رئيس المجلس ينكره مصرا على ان لا صلة بين الملفين الرئاسي والنفطي . واذ تفضل الاوساط السياسية على اختلاف مواقعها ترك حركة الجنرال تأخذ ذروة مداها قبل الحكم عليها ، يتضح من ذلك ان هناك اقتناعا ضمنيا او علنيا بان تحرك العماد عون هو تحرك ذاتي صرف يقوم به وفقا لحساباته وتقديراته الخاصة ويمضي عبره في محاولة تحصين موقعه كمرشح وتحسين صورته خصوصا لدى الجهات التي تشكل نقطة ضعفه الاساسية . اما الحسابات الجادة الاخرى في الملف الرئاسي وامكانات تحريكه فلا تجد اي متفائل في شأنها حتى أشعار آخر .
النهار : الجنرال يراقص رهاناته منفردا وعلى مسؤوليته ؟
النهار : الجنرال يراقص رهاناته منفردا وعلى مسؤوليته...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
1034
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro